أخبار السودان

يترأسها البرهان اليوم قمة (إيقاد).. ماذا على رأس الأجندة؟


 

تقرير: محمد جمال قندول

قمة طارئة للايقاد تنعقد اليوم الثلاثاء بالعاصمة الكينية نيروبي، وينتظر ان تكون قضايا السودان حاضرة فيها بمساحة كبيرة، وينتظر ان يترأس رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان وقائع القمة التي من المفترض ان تولي ايضاً قضايا اخرى مثل السلم والامن اهتماماً كبيراً، هذا بجانب قضايا الجفاف والتصحر والتغيرات المناخية في افريقيا.

 

وقضايا المجتمع الدولي ستكون حاضرة في القمة الطارئة التي من المرتقب ان تحظى باهتمام كبير، وذلك من واقع القضايا الساخنة التي تحيط بالاقليم الافريقي، كما ان الخرطوم وازمتها السياسية ستكون موجودة، وذلك من واقع ان الايقاد احد اضلع الآلية الثلاثية التي تباشر مهامها بالخرطوم في سبيل الوصول الى حل سياسي بين الفرقاء السودانيين.

قضايا مهمة

وينتظر أن يغادر رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان صباح اليوم الثلاثاء ليترأس جلسة الايقاد ويسلم رئاستها الى الرئيس اليوغندي موسفيني.

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الرئيس الحالي لمنظمة الإيقاد الفريق عبد الفتاح البرهان، قد التقي يوم السبت الماضي السكرتير التنفيذي للمنظمة ورقنة قبيهو، واستعرض اللقاء ترتيبات حكومة السودان لوقائع القمة وذلك بوصفها رئيس الايقاد وسبل نجاحها، كما استعرض البرهان رؤية السودان لتفعيل عمل وأنشطة الايقاد خلال رئاسة السودان لها.

واعتبر ورقنة قبيهو القمة مهمة، وذلك من واقع التوقيت والمنطقة تواجه العديد من القضايا على المستوى الاقليمي والدولي، مضيفاً ان رئيس مجلس السيادة الرئيس الحالي للمنظمة الفريق عبد الفتاح البرهان، وجه بأهمية العمل على إنجاح أعمال القمة الطارئة للإيقاد.

وبحسب ما علمت (الانتباهة) فإن كل دول شرق افريقيا ستشكل حضوراً عدا دولة اريتريا المجمدة عوضيتها، وان الجلسة الافتتاحية ستعقبها جلسة مغلقة، بجانب مباحثات ثنائية بين الدول ثم البيان الختامي، وبعدها مؤتمر صحفي للسكرتير التنفيذي للايقاد، ولم تعقد الايقاد جلسة لفترة طويلة وتم عقد قمم استثنائية.

توقيت القمة

السفير علي يوسف طاف معنا على تفاصيل قمم الايقاد، وقال لـ(الانتباهة) ان الايقاد منظمة اقليمية لعبت ادواراً مهمة للخرطوم، كما ان السودان ايضاً بادل المنظمة بادوار مهمة وكان السودان رئيساً لها لدورتين، واشار يوسف الى ان اجتماعات الايقاد علقت لعامين بسبب المشكلات التي تحيط بالمنطقة، غير انها عادت للانعقاد من جديد برئاسة السودان وهي بادرة طيبة.

ويشير محدثي الى ان توقيت القمة ومؤشراتها مهمة في حد ذاتها، وذلك بفعل واحداث الظروف التي تحيط بالمجتمع الدولي وكذلك الاقليم التي بالامكان ان نصفها بالخطيرة والمهمة، على غرار آثار الحرب الروسية الاوكرانية وآثارها في مجال السلام والاستقرار وكذلك الامن الغذائي، ولذلك جدول اعمال القمة اهم جوانبه سترتكز على موضوع السلام في المنطقة والقرن الافريقي وشرق افريقيا، وايضاً القضايا المتعلقة بالتنمية والاستقرار والامن الغذائي لدول المنطقة.

واضاف يوسف ان القضايا المرتبطة بالجريمة العابرة عبر الحدود والهجرة غير الشرعية وتهريب البشر والمخدرات ينتظر ايضاً ان تحظى بنقاش واهتمام في اجتماعات الايقاد، كما سيتم طرح قضايا على هامش القمة مما يجري بالاقليم مثل التوتر في العلاقات السودانية الاثيوبية بشكل غير مباشر وسيتم بحثها وتشريحها.

قضايا المجتمع الدولي

وبدوره علق الخبير السياسي عبد الرحمن ابو خريس على معرض الطرح، وقال لـ (الانتباهة) ان القمم الطارئة قطعاً تأخذ حيزاً من الاهتمام بالطرح والاستعراض والتداخل والنقاش، مشيراً الى ان ترؤس السودان للقمة والقضايا الداخلية فيها قطعاً سيكون محفزاً للاعضاء لتداول الازمة السياسية السودانية بصورة اعمق واشمل بجانب القضايا الاخرى.

واضاف خريس ان الصراع في اثيوبيا ايضاً من الملفات المهمة التي يُنتظر أن تأخذ مساحات مقدرة، بجانب الصراعات الحدودية بين الخرطوم واديس الاخيرة، عوضاً عن الازمات الكثيرة التي تحيط بالقارة، بجانب قضايا المجتمع الدولي وفي مقدمتها الحرب الروسية الاوكرانية، وكلها ستجعل القمة المنعقدة اليوم بنيروبي ساخنة جداً مقارنة بالقمم السابقة.

وتوقع محدثي ان يستعرض البرهان بصفته رئيس الدورة الازمة السياسية السودانية بصورة واسعة ليرد على استفسارات الاعضاء، بجانب تعظيم الدور الافريقي ضمن الآلية الثلاثية التي تلعب دور المسهل في سبيل احداث اختراق او حل للازمة السياسية في البلاد، كما سيجد البرهان نفسه محاصراً باستفسارات الاعضاء الذين سيثيرون قضية ازمة الخرطوم وما ترتب عليها من اوضاع داخل البلاد.

كما لفت خريس ايضاً في افادته الى ان القمة الطارئة قد تندرج ضمن الاجتماعات الروتينية، ولكنها ستكون ساخنة بما سيتم طرحه من ملفات، وقطعاً ستجد قضايا المجتمع الدولي والازمة الروسية الاوكرانية والغذاء اهتماماً كبيراً من واقع القرارات الاخيرة لقمة السبعة وقمة الناتو التي تمخضت عنها استراتيجيات بدأت تعيد صياغة العالم بشكل جديد، ودول الايقاد تعتبر من الاقاليم المهمة لدى المجتمع الدولي.

وعن قضايا السودان يرى المحلل السياسي عبد الرحمن خريس ان اهمية استعراض الايقاد للازمة السودانية تكمن في انها طرف في الآلية الثلاثية والتوجه الافريقي لحل المشكلة المختلف عن التوجه الاممي، وهذا بدا واضحاً من خلال الصراع الافريقي الدولي على الملف السوداني وتعليق الاتحاد الافريقي مشاركته في الآلية قبل ان يعدل عن القرار لاحقاً، مع ضرورة التنويه بأن فولكر بدا غير محايد في الازمة والتعاطي معها، وهو ما قد يتمخض عنه خط تفاوضي قد يقود الى ثنائية الآلية وليس ثلاثيتها.

هل تنتقل قمة (إيقاد) لدولة أخرى؟

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مجدي عبد العزيز قال ان منظمة الايقاد تعتبر واحداً من التكتلات الرئيسة في الاتحاد الافريقي، حيث تمثل كتلة شرق افريقيا، وهي منظمة تعمل في مجال التنمية، غير انها اضطلعت بمهام سياسية، ولعل ابرزها دورها في اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا، غير ان مجدي يرى ان هنالك استفادة خاصة لبعض دول الايقاد وليس كلها، وعلى سبيل المثال فإن اكبر دولتين مستفيدتين من التنمية هما اثيوبيا وكينيا، حيث استطاعتا الاستفادة من التمويلات التي خرجت لمشروعات الربط الشبكي الكهربائي والطرق بين الدولتين، كما شهدت الحدود بين الدولتين قيام مشروعات بنى تحتية كالمعابر بين الدولتين التي تمت تحت مظلة الايقاد.

واضاف عبد العزيز ان قمة الايقاد الطارئة بحضور رئيس مجلس السيادة رئيس الايقاد الحالي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان سيتم فيها استعراض قضايا الاقليم والمنطقة، ومن ضمنها ستطرح قضية الازمة السياسية بالخرطوم، خاصة ان المنظمة الافريقية احد اضلع الآلية الثلاثية الافريقية المعنية بتسهيل الحوار السوداني الوطني، مشيراً كذلك الى ان ثمة معلومات تتحدث عن نقل رئاسة الايقاد في هذه الدورة للرئيس اليوغندي يوري موسيفيني.

وعن دلالات انتقال رئاسة الايقاد لموسيفيني كما يشاع، يجيب محدثي بأن هذا يعني فرصة لاصدقاء يوغندا مثل امريكا واسرائيل لتوسيع التفاهمات حول ملف الخرطوم، وذلك باستفادتهم من علاقة واشنطون وتل أبيب المتقدمة بالرئيس اليوغندي التي يصفها المراقبون بالجيدة، وان ذلك يعني ان يحافظوا على مصالحهم بالسودان، وهذا ما يجعل موسيفيني يلعب دوراً اكبر في الملف السوداني، خاصة ان الرئيس اليوغندي كان وسيط اللقاء الشهير بين البرهان ونتنياهو في فبراير عام 2020م.

ويرى مراقبون ان توقيت انعقاد القمة في حد ذاته مؤشر الى ان ثمة قضايا مهمة سيتم تناولها ابرزها ازمة السودان، وكذلك توتر العلاقات بين الخرطوم واديس أخيراً، هذا بجانب قضية الغذاء التي بدأت تورق مضاجع القارة الافريقية بشكل عام.

 





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى