المقالات

وهج الكلم.. د. حسن التجاني | الجنرال الصقري في جزيرة الخير …!!


* رحم الله اللواء الفاضل عبد الوهاب الصقري  المدير الأسبق لمكتب وزير الداخلية على عهد وزراء سابقين..كان يعد من أخطر ضباط المكاتب التنفيذية في مفاهيم إدارة المكاتب التي تحتاج لمواصفات دقيقة في الشخصية التي تتولى مهمة إدارتها ..وقد كان الصقري تماماً كما الصندوق الأسود لايمكن أن تجد منه معلومة تخص العمل الإداري أو الأمني غير مصرح بها تصلك لكن مع ذلك يقابلك بكل بشاشة وإبتسامة لا تفارق وجهه الطيب رحمه الله لأن مهنته تتطلب منه ذلك فالرجل كان كاتم سر مكتب الوزير لذا كان العمل عمل (سيادي) بمفاهيم عالية وسرية تامة و لا يمكن إطلاق المعلومات إلا في وقتها وزمانها المحددين .

* عائلة الصقري من العوائل المعروفة في حنتوب بود مدني وكان والده المرحوم عبد الوهاب الصقري بوابة ود مدني للشرطيين ومدربهم ومعلمهم في العمل الشرطي وخادمهم رحمه الله فقد كان شهيراً ومعروفاً للكافة هناك.

*  مات الصقري الكبير ولحق به إبنه  اللواء شرطة الفاضل سبحان الله في أقل من يوم..وتركا أثراً طيباً بين الناس جميعاً.

* بل تركا سمعةً طيبةً ودعوات تلحقهما من كل من عرفهما..نسأل الله لهما الرحمة والقبول بقدر ما قدما للشرطة ولإنسان الجزيرة ولحنتوب الجميلة.

* ترقى إبنهم جمال الصقري إلى رتبة اللواء وصار مديراً لشرطة الجزيرة ولاية الخير

ولاية الحنان والطيبة خلفاً لقائد (رائع) يسمى محمد الأمين الطاهر..أنها أرض الجزيرة أرض المحنة.

* الصقري هذا ضابط (جدع) يعشق الجزيرة كما عشقها والده رحمة الله عليه حيث أدى جل خدمته هناك متنقلاً بين المرور والجوازات والسجل المدني وخرج منها ثم عاد وهاهو اليوم يأتيها مديراً في شرطتها.

* رجل بهذا العشق لولاية الجزيرة التي ولد فيها وترعرع قطعاً سيفلح فيها آداءً لأنه يعرف إنسانها جيداً بالتالي سيحسن معاملتهم ولن يخيبوا له أملاً قصده فيهم  ومن هذه الزاوية نضمن كيف سيكون سر نجاحه.

* استمعت لمقطع (فيديو) خاطب فيه هذا الشبل قوته في الطابور الشهري لمنسوبي شرطة الولاية  وأول كلماته أكد.. (أن الشرطة لا تقتل) والذي يقتل (منها) ليس بشرطي إنما شخص (يرتدي فقط زي الشرطة) ولكنه أجوف من سماحة وروح الشرطة.. فالشرطة علي حد قوله  يومها هي التي تحمي المواطن من القتل وتكافح عنه الجريمة وتحميه من نفسه..وقال الصقري أن الشرطة الحقة لا توجه سلاحها إلا للعدو صاحب نية القتل أو الذي عقوبته أكثر من سبعة سنوات سجن وينوي شراً .

  * مثل هذا الخطاب الإعلامي الاستراتيجي من قائد.. يعد فهماً تدريبياً مهماً من أرض الواقع ٠

* هكذا يجب على القادة أن يخاطبوا منسوبيهم ولو كانوا يفعلون ذلك ما كانت تلك الأخطاء الفادحة أن تقع منهم أو تصدر عنهم..ولكن بعد القادة عن منسوبيهم ينسيهم ذلك الغياب  حسن آداء مهامهم فيقعون في الأخطاء التي لا يمكن لملمتها سريعاً كما (حدث ويحدث).

* خيراً فعل الصقري بهذا الخطاب وكم أعجبتني (كاريزما) القائد وهو يخاطب كل القوة رغم علمي تماماً أن الخطاب أتى عفواً في لقاء مبرمجاً سلفاً لكن خطاب القائد جاء كما حديث الشرطيين المعروف والذي إختفي عن الساحة زمناً.

* مهم جداً أن يخاطب القادة المرؤسين باستمرار وإن يكونوا لجانب قواتهم باستمرار  ناصحين ومرشدين   ومصححين  وليت هذه السنة أن تعود  وتستمر فقد تركتها الشرطة ولما لقاء شهري؟.. يمكن أن  يكون اللقاء يومياً متنزلاً من القائد الأكبر للقائد الأصغر  المباشر  لقوته  فهو جزء من مفاهيم التدريب.

* الشرطة مؤسسة عريقة متأصلة السلوك والإنضباط والمعرفة فيها منقولة ومتوارثة من جيل لجيل  وتنساب فيها التعليمات بسهولة دون تعقيد وهذا سر نجاح دولاب العمل فيها.

* عمل الشرطة ميداني مباشر ولكن أكثر الناس يتجاهلون بل يتساهلون..

لو تعامل كل القادة في الشرطة أو غيرها وتركوا مكاتبهم  لأنصلح الحال واستقام الطريق وإتضحت الرؤية .

سطر فوق العادة :

الجنرال الصقري…  أترك مكتبك المكيف لغيرك وأنشئ لك مكتباً ميدانياً مع القوة في المرور…السجل المدني ..الجوازات ..الأقسام  الجنائية…المباحث ..واستمع للناس هناك  تفلح…والله جد.

       (إن قدر لنا نعود)





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى