هل توجد رتبتان تعملان خارج خدمة الجيش؟
هناك احتمالان لرتبتين تعملان خارج خدمة الجيش.
الاحتمال الأول:
هو من كان يعمل لحساب الدعم السريع. باع نفسه للدعم السريع بحيث صار مصدرا له لنقل أي معلومات من الجيش.
صار جاسوسا، فهذا لا يستطيع أن يقنع نفسه بأنه منتسب للقوات المسلحة إذ أن خيانته لا تحتاج إلى نقاش.
الإشكال في الاحتمال الثاني:
وهي تلك الرتبة التي اكتشفت أن المعركة التي يدور رحاها في السودان ليس للجيش كمؤسسة عسكرية ناقة له فيها ولا جمل.
حرب حركتها رموز بالجيش من أجل تغيير المشهد السياسي لصالح جهة تتبع لها.
حيث رأت تلك الجهة أنه إذا نفذ (الاتفاق الإطاري) الذي صار التوقيع عليه وشيكا سوف لن يعد لها بعده أي وجود.
فماذا تفعل؟
لم تجد نفسها إلا أن تشعل الحرب بين الجيش والدعم السريع.
وجدت هذه الرتبة هذا المشهد ماثلا أمامها، فهي إن لم تقف مع الجيش في هذه الحرب وتشارك، فسوف تقف متفرجة لا تستطيع أن تنصر الجيش لحساب جهة. فهو فضلا من كون هذه الحرب لا علاقة للجيش بها، فهي من الناحية الأخلاقية والمهنية تمتنع من أن تشارك في هذه الحرب.
ماذا بقي من الجيش؟
بقي منه كذلك قسمان:
قسم موال لتلك الجهة التي أشعلت الحرب وهذا حماسه غير ظاهر؛ لأنه يريد أن يصل بالحرب لغاية معينة، وهي إتاحة الفرصة لجهته من أجل أن تدخل المشهد السياسي إن لم تتسيده.
والقسم الآخر هو ذلك القسم الذي ك(الأطرش في الزفة) فهو يمشي بموجة أن الدعم السريع غدر بالجيش ويريد أن يحل محله، ولذلك لا بد أن يدحر ويهزم بعد أن تحول إلى (مليشيا).
فلنفترض أن هذا القسم لم يكتشف اللعبة أثناء الحرب.
إلا أنه بعد الحرب كل شيء سيبين وبصورة واضحة.
وهو أن هذه الحرب كانت تخدم جهة بعينها بدليل أنها بعد الحرب استولت هذه الجهة على كل شيء.
استولت على السودان وعلى الجيش وعلى المشهد السياسي. وسوف يصبح من يترأس الجيش تابعا لها، ومن يتحدث باسم السودان تابعا لها، ومن يفصل في المشهد السياسي لا أحد غيرها، فحينئذ سوف تكتشف هذه الرتبة أنها لم تكن تخدم الجيش، وإنما كانت تخدم جهة بعينها فماذا سيكون موقفها من الجيش؟
هل ستحترمه؟
هل ستقدر (الكاكي) الذي تلبسه؟.
حتى نحافظ على الجيش، ومن ثم على السودان لا بد أن تكون هذه الحرب لصالح الجيش والجيش فقط حتى ينتصر بعدها الجيش والسودان.
أما إن كانت ليست للجيش والجيش يمثل فيها مجرد أداة، فحينئذ سينتهي شيء اسمه الجيش سواء انتصر أو انهزم إذ أن هذه الحالة ستزيد من الجواسيس من جهة كما أنها من جهة أخرى سوف تقتل كل رتبة عسكرية مخلصة لهذه المؤسسة، فهذه الرتبة إن لم تكتشف استغلال مؤسستها العسكرية اليوم فسوف تكتشفه غدا.
وكل رتبة مخلصة لجيشها لن تخلص لأي جهة تستغل جيشها.