المقالات

نظرة من زاوية مختلفة لما يسمى بـ(الدعوة لدين إبراهيمي)


إن أريد إلا الإصلاح

محجوب مدني محجوب

الحمد لله الذي إتفق جميع علماء الأمة على بطلان (الدعوة لدين إبراهيمي) هذه الدعوة التي ظهرت هذه الأيام تنادي بوحدة الأديان اليهودية والنصرانية والإسلام.

تحت عدة بنود منها:

إصدار كتاب واحد مقدس يجمع الأديان الثلاث اليهودية والنصرانية والإسلام.

إنشاء دور عبادة تجمع المعبد والكنيسة والمسجد.

ولا يستبعد أن يخرج دجال في أداء العبادات، ويخترع صلاة واحدة تمزج بين الأديان الثلاث.

رفض هذه الدعوة ولله الحمد والمنة لم يقف عندها مسلمان.

إن الرؤية من زاوية مختلفة لهذه الدعوة الضالة تأتي من مدخلين.

المدخل الأول خاص بهؤلاء النصارى واليهود.

والمدخل الثاني خاص بالمنتسبين لهذا الدين شكلا ووراثة فقط.

أما مدخل اليهود والنصارى، فيتعلق بحرصهم وتفانيهم في الدعوة لهذا الدين الإبراهيمي في الوقت الذي لم يسعوا لهذه الوحدة ولهذه المشاركة في أي مجال من المجالات الأخرى مع المسلمين.

طوروا صناعاتهم وطوروا بلدانهم للدرجة التي أقنعونا فيها بأنهم هم دول العالم الأول ونحن دول العالم الثالث.

فما بالهم اليوم يريدون أن يتحدوا معنا في دين واحد؟

ما بالهم اليوم يريدون أن يتعبدوا مع من وصفوهم بالتخلف وبالإرهابيين؟

أين اختفت دعوة الإسلامو فوبيا التي طالما ما دعوا لها؟

هل أصبح اليوم الإسلام دين سلام ودين محبة؟

قاتلكم الله يا أعداء الله.

تريدون أن تتوحدوا مع الإسلام وأنتم تثيرون حوله كل هذه الأخطار؟

إن كان هذا الإسلام بهذه الخطورة التي تلفقونها عنه وتخدعون بها العالم لماذا تريدون أن تجتمعوا معه في ديانة واحدة؟

تسيئون للرسول صلوات الله وسلامه عليه وتصفونه بأفحش الصفات وتريدون اليوم أن تتوحدوا معه؟

ماذا تفعلون في ادعائكم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمت إلى الإنسانية بصلة يا أعداء الله وهو الذي عليه الصلاة والسلام تشرف به الإنسانية؟

ماذا تفعلون بادعائكم بأن هذا العالم بخير ما اختفى عنه الإسلام والمسلمين؟

لقد كشفتم أنفسكم بهذه الدعوة الإبراهيمية؟

لقد كشفكم حقدكم وكذبكم وافتراءكم على الإسلام.

فإن كان ما تقولونه عن الإسلام صحيحاً.

وإن كان ما تقولونه عن الإسلام مقتنعين به لماذا دعوتم اليوم بالإتحاد معه.

سيكشف الله كل يوم خبثكم يا أعداء الله.

سيكشف الله كل يوم أن الإسلام هو الدين الحق ولا دين سواه.

أما المدخل الثاني فهو خاص بمن ينتسبون لهذا الدين شكلاً فقط.

للمنتسبين لهذا الدين بسبب فقط أنهم ولدوا وعاشوا في بلاد المسلمين، فها هي الإجابة لم تأتكم من المسلمين.

ها هي الإجابة لم تأتكم من الإسلام بل جاءكتم من حلفائكم.

جاءتكم من أسيادكم. جاءتكم من الذين مفتنين بهم.

يريد أسيادكم أن يجتمعوا مع الإسلام في دين واحد بدعوتهم الإبراهيمية.

فماذا أنتم فاعلون؟

هل تسرون لهم بألا يتحدوا مع هذا الدين المتخلف؟

هل تسرون لهم بألا يجتمعوا مع المسلمين في دار واحدة فإنهم رجعيون؟

كيف تستطيعون أن تقنعوهم بأن هؤلاء المسلمين يجمعون ما بين الصلاة والسياسة؟

قولوا لهم فلطالما دعوناهم أن يبعدوا الدين عن السياسة كما علمتمونا أو في الحقيقة كما استخدمتمونا، ولم يستجيبوا لنا.

فلماذا مع عدم استجابتهم لنا تريدون اليوم أن تتحدوا معهم في كتاب مقدس واحد يجمع الأديان الثلاث؟

قولوا لهم لطالما قلتم لنا أن هذا الدين لا يقدمكم، فكان من الأولى أن يتحد دينان لا ثلاث.

أن يتحد دين اليهود مع دين النصارى لكن أن تضموا معكم هذا الإسلام والذي طالما حذرتمونا منه فكيف يستقيم ذلك؟

قولوا لهم لقد أدخلتمونا بدعوتكم هذه في مأزق عصيب لا نعرف كيف نخرج منه.

فلا المسلمين سيرضون بنا ونحن مخلصون لكم ولأهدافكم وغاياتكم.

كما لا نستطيع أن نتعامل معكم وأنتم تسعون لإرضائهم من خلال دعوتكم الإبراهيمية هذه.

هذان هما المدخلان اللذان يتعلقان بالدعوة لدين إبراهيمي.

أما نحن المسلمين فلن ندعو عليكم.

لن نتمنى لكم أن تظلوا على ضلالكم وغيكم.

وإنما سندعو لكم بالهداية كما علمنا نبي الرحمة نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه.

نبينا الذي وعده ربه بأن يكفيه المستهزئين وبأن ينصر دينه الحنيف.

والحمد لله رب العالمين





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى