موقف د.حسن محمد صالح التخرج في ظل الانقلاب
سئل اعرابي عن ابنائه ايهما يحب فقال حباب النافع فيهم
كذلك الشعوب والمجتمعات تفضل من الحكومات والأنظمة من يصلحها في دينها دنياها وليس من ينشدها شعرا أو يمينها الاماني العذبة و يدغدغ مشاعرها بالحديث الناعم ويمنع عنها الدراهم التي تمثل لها عصب الحياة .
ولما كان تخرج الطلاب جزءا من العملية التعليمية والتربوية وهو ليس ((ترفا)) كما يتصور البعض كان حقا علي إدارات الجامعات أن تنظم احتفالات التخرج للطلاب وتمنحهم شهاداتهم العلمية كما استقبلتهم عند ترشيحهم للدراسة فيها وهم طلاب بالمستوى الأول . وقد نالوا نصيبهم من العلم و أكملوا المقرر الاكاديمي والجرعة التدريبية فقد صاروا خريجين يستقبلهم المجتمع لخدمته وتنميته وتطويره .
التخرج إذا هو حق مشروع لا يجوز تأخيره أو التقاضي عنه حتي يصير نسيا منسيا كما حدث مع حكومة ما بعد الثورة او حكومة حمدوك كما يسميها الشعب السوداني و التي أسقطها الانقلاب كما يقولون ولا ادري ماذا كانت ستفعل بالسودان أن لم تسقط غير مأسوف عليها بانقلاب أو بتصحيح مسار في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م بعد أن قضت علي الاخضر واليابس .
الجامعات السودانية عزيزي القارئ منذ ان جاءت ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٩م لم تدرس طلابها بالصورة المثلي ناهيك عن الاحتفال بتخرجهم في مشاهد تخرج بديعة كالذي شهدته جامعة الخرطوم خلال الفترة من ١٢ – ٢٠ مارس ٢٠٢٣م وتم تخرج طلاب الدبلوم والبكالاريوس من العام ((٢٠١٨ – ٢٠٢٢م )) كان من المقرر أن يتخرج طلاب العام ٢٠١٨م في العام ٢٠١٩م ولكن جاءت الثورة ورفعت شعار لا تعليم في وضع اليم حتي يتم استقطاب تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات للخروج للشارع لإسقاط النظام .وجاءت جائحة كوفيد ٢٠١٩م وكانت طريقة التعامل مع الوباء اسوأ من الوباء نفسه فقد فرض وزير الصحة يومها الدكتور اكرم الهادي سياسة الحظر الشامل وإغلاق دور العلم والمساجد والأسواق والتي استمرت قرابة العامين وكانت النتيجة تراكم الدفعات في الجامعات ؛طلاب مكثوا ست سنوات بدلا من اربع سنوات في الكليات الإنسانية وثمان سنوات في الكليات التطبيقية كالطب وغيرها. وكانت النتيجة أن ترك بعضهم الجامعات وهاجر الي خارج السودان حتي يكمل تعليمه الجامعي في مصر وتركيا وقبرص وغيرها . في جامعة الخرطوم لم يقف الأمر عند التخرج وحده ولكن تم فك الاختناق وتراكم الدفعات بفضل السياسة التي انتهجها مدير الجامعة الحالي بروفيسر عماد الدين الامين الطاهر عرديب منذ توليه إدارة الجامعة قبل عام من الآن خلفا للبروفيسور فدوي عبد الرحمن علي طه وقد بذل بروفيسر عرديب جهدا مقدرا ومضنيا مع زملائه من اساتذة جامعة الخرطوم وبتعاون كبير من الطلاب لفك الاختناق ويكفي أن البروفسير عرديب قد عالج مشكلة الرسوم الدراسية بان لا يضار طالب او يحرم من الدراسة بسبب الرسوم الدراسية وخاصة طلاب القبول العام الذين اتاحت لهم الجامعة فرصة الدراسة بالمجان لمن لا يستطيعون دفع الرسوم الدراسية وكانت النتيجة هي الاستقرار الاكاديمي الذي ميز جامعة الخرطوم خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ السودان .و شمل الاستقرار الاكاديمي الجامعات السودانية الأخري التي ينشط اتحاد الجامعات السودانية الذي يقوده بروفيسر عرديب لتحقيق الاستقرار والتطور الاكاديمي بالجامعات حتي تحقق التميز العلمي علي مستوي افريقيا والعالم العربي والعالم أجمع .
بقي لابد من تصحيح الخطأ الذي وقع فيه الاساتذة عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار والبروفيسور مهدي امين التوم والدكتور سلمان محمد احمد سلمان عبر الرسالة التي تم تبادلها بينهم يعنون : لماذا يا إدارة جامعة الخرطوم❓️
وجاء فيها : سعدت الاسبوع الماضي بحضور إثنين من حفلات تخريج طلاب و طالبات جامعة الخرطوم.
❇️لفت نظري غياب إدارة الجامعة العليا ، مديراً و نائب مدير و وكيل ، عن هذه الفعاليات..كلهم جاؤوا بممثلين لهم !!!.
❇️كذلك لم الحظ أثراً أو حتى مشاركة تمثيلية لمجلس الجامعة الموقر في تلك المناسبات المهمة !!!
بروف مهدي أمين التوم.
انتهي هذا الجزء من الرسالة .
والحقيقة أن جامعة الخرطوم لديها بروتوكول لتخريج الدبلوم والبكالاريوس يختلف عن تخرج الشهادات الفخرية والدراسات العليا دبلوم عالي وماجستير ودكتوراه . ففي حالة الدبلوم والبكالاريوس من ينظم حفلات التخرج هي الكلية المعنية ويقود التخرج عميد الكلية ويكلف السيد مدير الجامعة احد عمداء الكليات ليمثله في حفل التخرج كما يتم تمثيل امين الشئون العلمية بأحد نواب العميد للشئون العلمية وهذا ما حدث بالفعل في هذا التخرج الذي انتظم كليات الجامعة ومجمعات الجامعة مثل مجمع شمبات والوسط والتربية والمجمع الطبي . وقد شارك نائب مدير الجامعة في حفل تخرج طلاب الدبلوم بكلية الدراسات التقنية والتنموية ببحري كما شارك وكيل الجامعة في تخرج مجمع التربية ومثل مدير الجامعة في حفل تخرج مدرسة العلوم الرياضية والمعلوماتية .
وقضي البرتوكول أن يظهر السيد مدير الجامعة ورئيس مجلس الجامعة واعضاء مجلس الجامعة في حفل تخرج الدراسات العليا دبلوم عالي وماجستير ودكتوراه وهو قادم باذن الله . ويطيب لي في ختام هذه الزاوية أن أتقدم بالتهنئة الخالصة للطلاب المتخرجين من جامعة الخرطوم الدفعات ٢٠١٨ – ٢٠٢٢م ولا سرهم التي تفاعلت مع التخرج بالفرح والسرور والزغاريد والتهليل والتكبير والتهاني والتبريكات .
والشكر لأسرة جامعة الخرطوم التي نظمت هذه الاحتفالات واعادت للجامعة سيرتها الأولي وجعلت التخرج داخل الجامعة هو الأساس بدلا عن ما يسمي بالتخرج الخاص والذي هو أشبه بالفوضي بدلا عن الرصانة والرزانة والجمال الذي تميز به تخرج طلاب جامعة الخرطوم الحالي .