مهندس: احمد فاروق حسن يكتب: حرب الخرطوم سببها إلغاء حجة المعقول!!
النشأة والدور والتأثير :
١-نشأة الصراع:
السودان ثروات باطن الأرض.
ولعل تاريخيا السودان مستهدف، وهذه قصة طويلة، ولكن مازاد الأمر بلة نفط السودان الذي أصبح لصالح شركات صينية ماليزية وهندية وروسية وبعض الشركات الوطنية الصغيرة، وسرعان ما تحول النفط السوداني من مادة استهلاكية داخلية إلى مادة تجارية وتحول بذلك إلى محور صراع بين أطراف النزاع الدولية حيث بلغ ٤٠٠ الف برميل يوميا وتخطط الخرطوم لبلوغ مستوى مليون ونصف مليون برميل يومي مع تقدم الاستكشافات واستكمال بناء المصافي واستقرار الأوضاع السياسية والأمنية، هذا الواقع الذي أنتجته الخرطوم بنظام الإسلاميين ورغم المقاطعة الشرسة مع الخلفيات التاريخية عن تأثير الشخصية السودانية كحالة أو كمنوذج مؤثر جدا في من حوله، أحدث اختلالا كبير في طبيعة التنافس الدولي على النفط الذي خرج من الإطار التقليدي الذي طبع تاريخ الاقتصاد النفطي في العالم، حيث لا نجد موقعا يذكر للشركات الغربية أمام تنامي الدور الصيني والماليزي والهندي والذي ادخل الاقتصاديات الشرقية إلى دائرة الاقتصاديات المتقدمة بقوة، وهو ما كان يخشاه الغرب.
٢-الدور:
وشكل السودان حالة متميزة بين الدول النفطية الافريقية في مجال توزيع الاستثمارات بين أقطاب الصناعة النفطية في العالم مع الأخذ في الاعتبار مواقفه السياسية تجاه الدول الغربية التي توصف دائما بأنها معادية للولايات المتحدة الأمريكية وداعمة لاستقلال القرار الوطني ما كلف الخرطوم عواقب صعبة أبرزها الحصار الاقتصادي والعقوبات و آخرها حالة الاستقطاب الشديدة والتي وصلت مرحلة حرب الخرطوم وهي في جوهرها سيطرة على القرار الوطني لصالح الاقتصاديات المتقدمة وأولها إسرائيل… الخ، ولذلك كان لابد من حد لتأثير السودان حتى لا يعم النموذج، وهو ماقد حدث بالفعل حيث تمددت الشركات الصينية والهندية في اقتصاديات الدول الأفريقية
٣-إلبرهان و إلغاء حجة المعقولية:
لا تتوقف الأوضاع فى السودان منذ تغيير البشير وحتى حرب ١٤ أبريل أو حرب الخرطوم كما سيكتب عنها المستقبل عن طرح تساؤلات غير مسبوقة حول المستقبل
تساؤلات ظهرت واضحة مع حرب الخرطوم بسبب إلغاء حجة المعقولة في الشأن العام السوداني ، الذى دخل حيز التنفيذ منذ ١١ أبريل ٢٠١٩
اتبع الإسلاميون سياسة عدم التصعيد بهدف تفويت فرص استفادة أطراف إقليمية ودولية من تصعيد ضد الجيش، لمصلحة تماسك الدوله والحفاظ على أمنها القومي ، خصوصا وأن في المعسكر الغربى تعاملت بعض دوائره بنوع من الضغط الشديد على السودان الا معقول ، رغم النقد التحذيرات بأن اختلال المعادلة الداخلية السودانية والتطرف سيشكل تهديدا للمشترك القيمى والنظام الإقليمي وقد يهدد الوجود الغربي والمصالح الاقتصادية.
٤-حول اتجاهات المشهد:
يطرح المشهد السوداني المسار بسبب البعد الإستراتيجى الثابت والقيمى المعقول، الحرب ونتائجها شكلت هي الواقع ، حيث يقف الجيش أمام ثوابت كانت حتي ١٤ أبريل مكانها التقارير والرأي العام ، الا انها الان اصبحت واقع حيث اثبت مما لايدع مجال للشك اهمية الحفاظ على شكل الدولة ووجودها، وقدرتها على تحقيق الأمن ومواجهة التهديدات، واقع فرضته الحرب استوعبها أصغر جندي وجزء كبير من مواطني السودان، وخاصة فى ظل تصاعد القناعات الشعبية بسؤ الأطراف السياسية الموجودة في الساحة السودانية منذ أبريل ٢٠١٩
ومع إدراك مركزية القضايا السابقة لدي أفراد الجيش وعموم الشعب، وانعكاسات ما يحدث على فرص التسوية، سيكون الجيش أكثر إصرارا على أهميتها من أجل تحقيق التوزان بين سلطات الحكم، كل الجيش بما فيهم الجندي بات الان اكثر قناعة بأن المساس باحهزة الدولة، اي مساس المؤسسة العسكرية الاجهزة الأخرى الأمن والشرطة والقضاء هو شأن انتخابي لبرمان منتخب.
٥-تغير المناخ.. ومستقبل السودان:
تغير المناخ مصدر القلق الأبرز في صفوف الاقتصادات المتقدمة ونعني بالمتقدمه َعلي رأسها إسرائيل أمريكا والصين ورسيا وفرنسا وبريطانيا والدول الاوربية ومن ثم الخليجية ، وفق مسح جديد لأحدى مراكز الأبحاث الغربية بين الرابع عشر من فبراير والثالث من يونيو 2022، كشف أن 75 بالمئة من المشاركين من 19 دولة، يعتبرون التغير المناخي “أكبر مصدر قلق”، شمل مشاركين من 19 دولة في أميركا الشمالية وأوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ “وهي بالتأكيد الدول الأكثر نفوذا حول العالم”
ولعل أبرز ما كشفت عنه نتائج ، هو أن العالم يواجه تحديات متزايدة، وأن الأولويات تبدلت بشكل لافت خلال العام الحالي، مقارنة بالسابق تبدل بفعل التغير المناخي، وسيتبعها تغيير جيوسياسي، خاصة أن العالم أصبح متعدد الاقطاب وفي وضع مواجهة بين الدول “هنا لابد أن نركز على متعدد الأقطاب”.
مما يتيح فرضية أن المشهد سينتهي بما يود أن يصل إليه الجيش وهو انتقال ولا شي غير الانتقال.