مهندس: احمد فاروق حسن يكتب: استشهاد ياسر نقطة تحول كبرى!!
التحول والتعثر التاريخي ، ليست مجرد حكايات تاريخية للتسلية والتنكيت، وإنما لها دور رئيس للوعي بتطور فكرنا الحضاري والإداري والسياسي والديني والاجتماعي
نقطة التحول اليوم بوفاة اللواء ياسر تجتاز فكرة اي تسويه تعيد الأمور إلى ماقبل ١٥ أبريل وستغير من سلوك أفراد وضباط القوات المسلحة والمجتمع ولا عجب سيكون استشهاد ياسر سبب في معالجة قضايا تأسيس الدولة دوله السودان التي ادعي الغزاة أن الشمال مسيطر عليها وهي في حقيقه الأمر هي دولة السكرتير المالي ذات الميزانية العاجزة.
ببساطه لأن السودان أقام نظامه (الا- إيرادات) على فلسفه موظفي الخدمة المدنية الذي ورثة من الإنجليز – فقد كان أمرها متروكًا للسكرتير المالي الانجليزي وموظفيه، وهم يضعون الميزانية وينتظرون من الوحدات الحكومية- سواء كانت مديريات أو مصالح- الالتزام بها وتوفير الإيرادات المطلوبة منهم والصرف في حدود الميزانية المجازة لهم- وهو ماسبب كثير من إشكالات السودان وصولا إلى حجة الهامش بدولة ٥٦ التي استاثرت بالسلطه كما واقع اليوم.
سيكون صعبا على اي كائن كان إن يمرر اي اتفاق يعيد الأمور لغير قضايا تأسيس الدولة… لن يقبل الشمال بحجة ظلم الهامش ولن يقبل أفراد القوات المسلحة الا بالنصر ولن يكون هناك إمكانية لأي نقاش سوى أن تستقل الأقاليم بأن تقرر في شأنها… ان استشهاد ياسر سيجعل كل السودان يفكر في أمر قضايا الولايات مع المركز وسيكون كل سوداني حريص أن يؤسس لقضايا ولايته وشانه الداخلي قبل أن ينظر إلى دولة تجمعه مع فاقدين للقيم… سيفكر الضباط أنفسهم ما الذي يدفعهم للدفاع عن قضايا غير عادلة
اليوم كان صعبا على السودان وسيكون الأصعب على الحرية والتغيير.
فقد وضع ياسر استشهاده فرامل اليد لاي اتفاق خارج القضايا العادلة.