أخبار السودان

من هنا تبدأ قراءة الملف السوداني المصري


تحليل: م. أحمد فاروق حسن

يظن البعض أن التحليل السياسى هو تحليل السلطة السياسية والحديث عن الرئيس و السياسين، دون أن يوسع تصوره لتطورات الكون والظواهر الإجتماعيه فكل تحليل بعيد عن التعامل المباشر مع السلطة لا يكون سياسياً
،فالسياسة يا أهل مصر هي الدولة والدولة هي أكلنا وشربنا وملبسنا وعلاجنا وترفيهنا والكثير الكثير تحت هذه المظلة.
معهد واشنطن
تظهر بيانات أعدها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ناتجة عن استطلاع رأي مصري نادر (أن الشعب أكثر إهتماماً بالقضايا الداخلية، كمسألة الصحة العامة وقضايا سوق العمل ) ، وفي موضوع الشؤون الخارجية والسياسة الأمريكية، وحتى الصراع بين إسرائيل وفلسطين لا يمثل أولويةً بتأييد 85 % من المصريين، الإصلاح السياسي والإقتصادي حالياً أكثر أهمية من أية قضية تتعلق بالسياسة الخارجية.
خطاب مكرر
سوء حالة الخزينة المصرية فى كل عهود الرؤساء المتعاقبين من عبدالناصر والسادات ومبارك إلى السيسي تبدو مشابهة كل أسباب الأزمة الاقتصادية الراهنة، وهي أسباب عرضها أستاذ الاقتصاد المصري سامر سليمان في كتابه
(النظام القوي والدولة الضعيفة) الذي تتبَّع فيه سليمان أسباب الأزمة المالية المستمرة في مصر، ومشكلة نقص الإيرادات الأزلية التي تعاني منها الخزينة المصرية منذ عهد الخديوي إسماعيل حتى يومنا هذا ، ونجد أن كل رئيس مصرى
جديد يشكو من سوء الحالة الاقتصادية ومن وضع الخزينة وكأنما الخطاب مكرر معاد حتى يكاد يكون بنفس الكلمات بلا تغيير.
حوجة الملف
حدوثهم عند رؤية مصر 2030م وعند محاورها للتنمية الإقصادية وعن قدرة مصر في عمالة ماهره ومدربة وتنافسية الأجور وعن كيف يمكن لهذه العمالة أن تفيد وتستفيد مع العمالة السودانية ، حدوثهم عن المناطق
الحرة وعن مراكز خدمات المستثمرين ، لو كانت الإدارة ناجحة لكانت السياسة ناجحة ، ظللت ولفترة طويلة أسأل نفسي عن سبب وجود سفير
وقنصل لمصر في السودان، كثيراً من الأحيان السفير المصري نشهد يوم إعتماده ويوم وداعه وتقليده وسام النيلين من رئيس الجمهورية ، والعكس
تماماً القنصل يظل دائماً هو الرجل الفاعل في المشهد وهذه لعمري لن يفيد البلدين وستروي لكم الأيام قصة مؤلمة جداً فلا يصبح رجل الأمن مكان الإقتصاد ولن يصبح الطبيب مهندساً فكل مكان له أختصاصه.
العلاقة بين مصر والسودان لابد أن تقوم على أساس مصالح إقتصادية وتكامل في مشاريع سمتها الأساسية (win win ) لأنكم عاجلاً أم آجلاً ستبحثون عمن يطبق هذه النموذج وخلاصته لو كانت إدارة الملف ناجحة
لكان الإقتصاد ناجحاً والسياسة جيدةً والإعلام مفيداً.
قائد عظيم
أحكوا للبرهان كيف أن السادات كان يريد أن يذكره التاريخ بأنه الرجل الذي حسن حياة المصريين. يبرع الأمريكان دائماً في التحليل ، نشرت وثائق الاستخبارات الأميركية «الشرق الأوسط» من مقتطفات حول فترة توقيع إتفاقية كامب ديفيد المصرية – الإسرائيلية، تحليلات للأوضاع الداخلية في مصر وتأثير الإبتعاد المصري عن الإتحاد السوفياتي السابق على قدرات مصر وقدمت الوثائق تحليلاً عميقاً للتيارات المختلفة داخل المجتمع المصري، وأشارت إلى تصاعد التوتر السياسي والسخط الشعبي نتيجة تراجع الإقتصاد، وأشاروا إلى وضع السادات وأنه لا يهدده سوى تعرضه إلى محاولة إغتيال أو الإصابة بأزمة قلبية جديدة وبالرغم من ذلك فقد المصريون السادات فقدوا قائد عظيم.
لحظات فارقة في التأريخ
على إمتداد تاريخهم الحديث واجه السودانيون الكثير من الأحداث التي شكلت محطات ومنعطفات تركت بصماتها وآثارها في حياتهم إيجاباً أو سلباً ، والسودان الآن يمر بفترة حدث تاريخي و القاسم المشترك كان ظهور رجال شاءت أقدارهم في لحظة فارقة من التاريخ، أن تضعهم في بؤرة الحدث وترفعهم إلى مستوى القادة ، فإلتقطوا اللحظة التاريخية ووظفوها كل ما أملاه عليهم وعيهم ، وطموحهم ، وثقافتهم ، وتربيتهم ، والذي لم يمن عليه الله .
سيذهب مع الريح ، الذاكرة الجمعيه للسودانيين ستسجل من القاده الذين رسخت صورتهم في السيرة كأبطال بذلوا جهدهم لتحقيق أهداف وطموحات أهل السودان ، حيث تصرفوا بطريقة كشفت عن شعور كبير بجسامة المسؤولية وعظم الأمانة التي ألقتها الأقدار على كواهله
كل ما جابوا سيرة طيبة أو إحسان…
أو نخوة وشهامة وفوت على الأوطان …
قلت اكيد كلام كان عن السودان…
يا بلد السماحات البقن عنوان…
والوطن العزيز بي ناسو مال حيطان ..
أصل العز خُلق .. رقة شعور إنسان ..
ميراث من محنة يفيض على الجيران… رحم الله الكابلي.
حوار (الإقتصاد، والسياسية، والأمن)
التعايش مع مصر يجب أن يكون تحت (عنوان العمل لبناء رابطة المصير المشترك بين مصر والسودان في العصر الجديد ) ، مما يوضح إتجاه تطور العلاقات المصريه السودانيه بغرض تعزيز تبادل الخبرات في حوكمة الدولة وإدارتها مع الأحزاب وتطوير التعاون في الاستثمار والإبتكار والطاقة والصحة
وغيرها من المجالات الأخرى، عبر منصات التبادل للأحزاب السياسية ليحقق التحديث المطلوب لطريقه الحوار الاستراتيجي ، الأمر الذي يوفر مرجعاً للدول الإقليمية والدولية عن الطريقه الصحيحه للنفوذ وأن تسعى جاهدة لاستكشاف طريق التنمية المشتركه واستكشاف (التحديث النمطى المطلوب) لأنكم أمام تغير كبير في العالم لم تعد فيه المنح والقروض غير المشروطه ممكن بالمصري البسيط (مافيش حاجه ببلاش من هنا ورايح ) أصبح تحسين القدرات نقطة بارزة جديدة نقطة نمو جديدة للبناء المشترك لأنكم أمام مشهد سيحاكم فيه الشعبين .
عما قريب وقريب جداً حكومة الدولتين نحن يا أيها المجتمعين أمام تحد كبير يجب فيه على الأحزاب السياسية،بإعتبارها قوة مهمة في تعزيز التقدم البشري، أن تتحمل مسؤوليات قيادة الإتجاه وبناء التوافق في الآراء وتعزيز التنمية والتعاون وتحسين الحوكمة.
حب مصر للسودانيين
دائماً كنت أسأل عن سبب إرتباط السودانيين بمصر عن هذه الصلة العجيبة وعن الراحة النفسية بخلاف كلام السياسين الذي أصبح لا يحرك في الوجدان شيئاً بأننا أبناء النيل وأننا شعب واحد وما إلى ذلك إلى أن وجدت هذه السطور التى كتبها الخوارزمي (وأما القاهرة بالخصوص فبلد عظيم الشأن، وكرسي الإمام وبغية الإسلام، والدليل على شرفها وعظمها إتخاذ الملوك لها داراً، وبيت المال بها قراراً، وجيوش الإسلام لها استقراراً، ورحل إليها ونشأ بها واستوطنها العلماء الأعلام، والسادة من أولياء الله الكرام، وأهل الفضائل والصناعات البديعة، والتجار، وسائر أصناف الخلق على إختلاف أجناسهم وأنواعهم قاطنون بها لا يبرحونها، وأما المترددون للتجارة وغيرها فأكثر من أن يحصروا في عصر وزمان، وهي الآن أحق بقول أبي إسحاق الزجاج في بغداد: هي حاضرة الدنيا وما سواها بادية استوقفتني أهل الفضائل والصناعات البديعة والتجارة وإختلاف أجناسهم) فهذا بالضبط ماهو مطلوب من البلدين مواد هنا وعمالة هناك ومقدرة على التسويق فهذا ياسادة هو المطلوب حدثوهم عن ملخصات دراسه مشروع خط سكة حديد يربط بين مصر والسودان، الذي أقره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمنحة كويتية
حدثوهم عن الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي الهيئة العربية التي تأسست منذ عام 1976م، لتطلق مشاريع زراعية استثمارية كبرى تدعم خطط التنمية الزراعية في الدول العربية وسلة غذاء العالم ينتظرها حتى اليوم ، حدثوهم لأنك أمام محكمة مسجلة (صورة وصوت) أمام أجيال لم تدرسوهم جيداً .. أجيال ستحدث المفاجأة.
أحكوا للسيد الفريق أول البرهان عن أغنيه تأبين المشير طنطاوي عندما غنى المغني :(مصر لما تتعب أنت البطبطب عليها ) وبلغوه المجتمعين أن السودانيين قد أصابهم الرهق من الإنتقالية.

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp من هنا تبدأ قراءة الملف السوداني المصري





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى