معاناة السودان تزداد سوءا .. من الذى وراء كل هذا ؟!!!
وقفت حائرا أتساءل! ما نهاية هذه الحرب المملؤة بالخوف والقلق والأوجاع .. ما نهاية حرب السودان المنخورة بالهموم والمعاناة .. ما مصير السودان؟ أشياء كثيرة تعذبنى كمواطن سودانى أراها وأحسها وأعيشها ولا أملك حيالها إلا عقل مشتعل بالافكار وبعض كلمات مغسولة بالدموع .. حروب عداوات صراعات .. ويريدون للسودان قذف بعضهم البعض بقنابل الحقد والبغضاء ليزرعوا فى صفوفه التمزق والتفكك والسبب انانية الدول المجاورة وعلى رأسهم واشنطن إنها مؤامرة خبيثة لتحطيم السودان وهذا هو شريعة الأرض ولسان الحقيقة .. ومشكلة شعب السودان أنهم مصابون بقصر شديد فى النظر وإن لم يكن كذلك انظر ماذا قال ( بول كريق روبرت) عن مؤامرة تحطيم السودان .. ذكر قائلا :-
فى اواخر العام 1992 نشر الباحثان فى معهد السلام بواشنطن دراسة حذرت من سعى السودان الدولة الافريقية العربية الفقيرة والمنغمسة فى حرب اهلية طويلة منذ استقلالها عن بريطانيا فى خمسينيات القرن المنصرم إلى الإنتقال إلى مصاف الدول المصدرة للبترول بانتاج قال الباحثان إنه يمكن أن يصل فى نهاية المطاف إلى مليون برميل يوميا .. قال الباحثان القريبا الصلة بدوائر صنع القرار بالادارة والكونغرس ان السودان وبنظام حكمه الاسلامى المغامر إذا أمتلك القدرة الإقتصادية سيشكل تهديدا محتملا للتوازن السياسى الحافظ للمصالح الامريكية فى المنطقة .
ماذا تعنى عبارة ( تهديدا محتملا للتوازن السياسى الحافظ للمصالح الامريكية فى المنطقة) تعنى إن دولة السودان فى طريقها لاحراز الاستقلال الاقتصادى الذى يعطى السودان القدرة على الاستقلال السياسى وهذا ما لا تريده واشنطن!! لذلك ركزت الورقة الامريكية على ضرورة إستقلال التوجه الاسلامى الراديكالى لنظام الحكم السودانى من اجل عزله واضعافه ( كما هو الحاصل الان) خاصة فى محيط عربى وافريقى متوجس من التطرف الدينى .. ولكى يتسنى لك عزيزى القارئ أن تفهم دوافع هذا القلق من تطور اقتصادى يحدث فى دولة فقيرة تبعد عنه آلاف الأميال عليك أن تغوص قليلا فى التاريخ وتستصحب شيئا من الجغرافيا والثقافة ايضا .
هذا السودان المطلوب ترويضه يقع موقعا انتقاليا بين افريقيا المستعربة فى الشمال وافريقيا السوداء فى الجنوب هذا ماتقوله الجغرافيا .. اما ما يقوله التاريخ ان هذا السودان ما أنفك ومنذ عهد بعيد يحاول تصدير ثوراته المتعددة والمختلفة للجوار الاقليمى منذ عهد الفراعنة القدماء حين دكت خيوله ابواب مصر حتى تخوم رفح .. والى عهد الثورة المهداوية التى سيرت الجيوش إلى مصر واثيوبيا وحتى الحاضر القريب حين استشعر حلفاء واشنطن المقربين فى مصر والخليج الخطر من المد الثورى ذو النغمة المرتفعة فى الخرطوم فهو بلد طموح كبير ( لهذا لا يريدون خيرا للسودان) ففى نظرهم فهو بلد خطير بالحسابات الجيوسياسية البعيدة رغم إنصراف الاعلام عنه لفقره وقلة تأثيرة الآنيه..
وقد زاد من قلق صقور الادارات الامريكية التى تتناسل بإستمرار ان السودان بالفعل قد حقق معدلات نمو اقتصادى اثارت القلق إذ بلغ نمو ناتجه الإجمالى فى احدى السنوات 11٪ متفوقا حتى على الصين !! وكان ان سارت السياسة الامريكية على هدى الاصوات الامبريالية المحدثة فصارت الادارات الامريكية المتعددة تتحين الفرص من أجل إيقاع الضرر الاقتصادى والسياسى بالسودان .. وفى هذا الصدد لعبت إدارة كلينتون وابرمت حزمة من الإجراءات بداية من عام 1993 التى تجدد سنويا وتفرض على السودان أقسى أنواع التضيق الاقتصادى والذى فى كثير من جوانبه يمكن ان تجده مثيرا للدهشة والاستغراب .. تم انفصال جنوب السودان ويعلمون أن معظم آبار البترول تقع فيه. – عن شماله – وفى ذات الوقت اصابعهم الماكره تذكى خلسة نار حرب اخرى فى أقليم دارفور الغربى ذو الغالبية غير العربية من اثنيات بعضها مهاجر من غرب افريقيا ووسطها .. سحب الجنوب ببتروله وايقاد نار حرب بديله هذه المرة داخل الكيان ذو الغالبية المسلمة الاكثر تجانسا كان هو الخطة البديلة التى خطط لها المنافقون الجدد وكان واضحا للاشخاص العالمين ببواطن الادارة الامريكية هو ضرب السودان اقتصاديا وإيقاع ضرر هيكلى يمنع السودان من معاودة طموحه القديم .. هل عرفتم من الذى يريد تحطيم السودان ؟؟!! ( نواصل) .