مشروع الجزيرة ومشاريع النيل الأبيض.. العودة المأمولة !!
بقلم:صلاح الكامل
○ يجد ويكد الدكتور عمر محمد مرزوق محافظ مشروع الجزيرة في سعي حثيث أن يعيد لشيخ مشاريع السودان شبابه وحيويته ومركزه في صدارة المشاريع الزراعية في الإقليم والقارة والدنيا، ويعتمد المحافظ وفريقه العامل الطرائق العلمية والسبل السالكة لإعادة بناء المشروع ودفعه لساحات تواكب التطور والحداثة على صعيد الزراعة على أمل أن يعود المشروع إلى موقعه الرائد الرافد لخزينة البلاد والدافع الرئيس للإقتصاد الوطني والموفر الأساس للغذاء لأهل السودان زرعاً وضرعاً وقوتاً.. يجتهد المحافظ وكل الذين معه ومن يهمهم أمر مشروع الجزيرة بتناغم تام لإدخال أحدث وأفضل التقنيات الزراعية لتحديث المشروع رغم عن وصوله إلى حالة لا تسر والتي أتمها قانون 2005م المعيب حينما خفض العمالة مما أثر سلباً، اقتصادياً وإجتماعياً وتدهور على إثره المشروع في كافة مناحيه ورغم عن تعديل القانون في 2014م إلا أن آثاره الكارثية لم تزل جاثمة على صدر المشروع مما يحتم للنهوض بالمشروع ليؤدي دوره الوطني المأمول سن قانون جديد عوضاً عن قانون 2005م (المعيب) وغني عن القول أن مخرج البلاد وحل أزماتها الاقتصادية يكمن في استنهاض الزراعة بمنظوماتها التحويلية وبتوابعها المتعددة من ثروة حيوانية وموارد صناعية والإعتناء بالمرافق وإعمال وإعتماد الطرق العلمية والنظرية الناجحة لإحداث إصلاح كامل وشامل لمشروع الجزيرة خاصة ومشاريع السودان عامة.
○ بلحاظ وسطية الجزيرة والنيل الأبيض في رقعة من البلاد مما سهل الاستفادة القصوى من ناتج المحاصيل الزراعية التي تحتاج لقرب مراكز الإنتاج من مواقع الاستهلاك وحتى موانيء التصدير، الشيء الذي يفيد بأن ربط استنهاض مشروع الجزيرة بنهضة مشاريع الإعاشة في النيل الأبيض أمر واقعي، فبينهما تعاون في صدد المدخلات الزراعية من تقاوي وخلافه وكذا تقارب مراكز تسويق المنتجات الزراعيه مما يشيء بأن منطقة مابين النيلين الأبيض والأزرق وحدة متكاملة رغم إتساعها وتنوع منتوجها ويكمن في هذه الأرض الخصيبة الحل الناجع والعلاج الناجح (لوعكة) إقتصاد البلاد، وفي هذا الصدد ترى الحراك الواسع والمجهود الكبير الذي يقوده عمر الخليفة عبدالله والي ولاية النيل الأبيض المكلف في استنهاض الزراعة بولايته لدرجه تبشيره بقيام مؤتمر زراعي في الولاية مزمع قيامه لتشارك فيه ولايات الوسط (سنار،الجزيرة،النيل الأزرق والخرطوم).
○ بالعودة للجزيرة، يجدر ذكراً لزوم تقريظ الحراك الذي شهده الشهر المنصرم والمتمثل في قيام إدارة مشروع الجزيرة بتدشين سفلتة (29) طريق زراعي بطول (420) كيلو متر وقد مولته وزارة المالية الإتحادية بما يقارب المائة وخمسين تريليون جنيه سوداني وتستمر الجهود لسفلتة وتعبيد أكثر من مائتي كليومتر أخرى لربط غرب الجزيرة بشرقها وشمالها بجنوبها ..عد د.عمر مرزوق محافظ المشروع في معرض التدشين سفلتة الطرق تنمية حقيقية ضرورية ونهضة خدمية ملحة تربط مناطق المشروع إجتماعياً وإقتصادياً وتصل مناطق الإنتاج بمواقع الإستهلاك.
○ في حال الزراعة في النيل الأبيض فإن الأمل معقود علي استمرار (ثورة) يقودها ويرودها عمر الخليفة والي الولاية لتشمل تعمير وتثوير واستنهاض مشارع الإعاشة (الأيلولة) والتي تشمل كمشروع الفطيسة والجمالاب والهشابة وأم جر والمقام والمكيفي والمنيدريب والشاتاوي ووكرة والرحمة والبشرى وودنمر وأبقر ووو كمثال في شمال الولاية والشوال والشور والملاحة والجزيرة أبا وقلي والراوات وجودة وغيرها في جنوب الولاية..في سياق متصل فقد شهد هذا الأسبوع تفقد والي النيل الأبيض وضمن برنامج زياراته التفقدية لمشاريع النيل الأبيض، زار عمر الخليفه في معية اللجنة العليا الولائية للموسم الشتوي مشروع الشوال الزراعي -محلية ربك ضمن برنامج الوقوف على المساحات المستهدفة لإنتاج محصول القمح لهذا العام وقد استمع للشكاوي التي بثها المزارعين والحديث حول إدراك المعوقات التي واجهت القمح هذا الموسم من تأخير تمويل وإرتفاع كلفة التقنيات وكيفية تداركها وقد طالب الخليفة الحكومة الإتحادية خلال الزيارة لتحديد السعر التركيزي لإنتاج محصول القمح لهذا الموسم ووعد الخليفة بإعمال الخطط وتفعيل السياسات لتسهم في استنهاض الزراعة في الولاية ومعالجة مشكلاتها وتدارك آثار معوقاتها والإعتناء بالمرافقها والإلتزام بمواقيتها وخاصة الحرص علي نجاح العروة الشتوية الآنية وإزالة العقبات التي قد تعترض نجاح إنتاج القمح و تفقد عمر الخليفة البيارة الرئيسية لمشروع الملاحة الزراعي والذي يعد تجميعه نقلة إقتصادية هائلة للزراعة في النيل الأبيض ووعد أنه سيدخل الدورة الزراعية وتكتمل عمليات الشراكة بين المزارعين والمستثمر الجديد بهدف تنشيط الزراعة وزيادة مردودها ليصب ريعها في خزينة البلاد ويسهم بفاعلية في خدمة المواطن .
○ وعلى ما سبق فأن الواقع وبضرس قاطع يثمن المجهود الذي يبذله الدكتور عمر مرزوق محافظة مشروع الجزيرة لتدارك المشروع وإنتشاله من وهدة الضياع وقد قطع المحافظ شوطاً كبيراً مقدراً في ذلك وينتظره مشوار واسع طويل وآمل معلق معقود، وكذا فأن عمر الخليفة يعد في صدارة الولاة الذين يربطون القول بالعمل وهو كثير العمل، قليل القول، ففيهما (مرزوق والخليفة) إذا ما أعانهما المركز، تضحي الآمال معقودة والأماني مأمولة.