المقالات

مشاهد حول الأوضاع الإنسانية بجنوب كردفان


بقلم : كنده غبوش الامام

الظلم يخلق الشعوب العظيمة وللظلم أكثر من شكل وهو أحيانا يفترس كما الأمراض الوبائية والحروبات المدمرة والأمطار والأعاصير والسيول الجارفة والزلازل التي تخلف ملايين من الضحايا وهناك حالات أخرى للظلم على سبيل المثال ظلم الحكومات لشعوبها كالإضطهاد العرقي وغير ذلك من أنواع الظلم ويقولون أن هذا العصر هو عصر الكيانات الكبيرة لا الكيانات الصغيرة من القبائل المتناثرة والمبعثرة التى تعيش فى دول مختلفة وهو كذلك عصر العولمة والمصير الإنساني الواحد وليس للقوميات الصغيرة والجهويات والقلبيات الوافدة إلى بعض الدول والتنظيمات السياسية والأحزاب الطائفية والأيدولوجية مثل أحزاب اليسار بالسودان وكما هو الحال بجبال النوبة الآن بإسم ولاية جنوب كردفان قال تعالى: (أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ {الأعراف/71} فى هذه المقدمة كتبنا بعض المشاهد من مجتمع ولاية جنوب كردفان الذى قام على أنقاض مناطق 99 جبال النوبة التاريخية من أقدم المناطق فى السودان والنوبة أيضاً من أقدم الشعوب السودانية وهنا نتساءل هل الإنسان السوداني بجبال النوبة باسم ولاية جنوب كردفان حاليا بأن يتحرر من إنتمائه القبلي المتجدد الآن بشكل جماعات وتكتلات قبلية وجهوية وحزبية وحركات ما يسمي بالكفاح المسلح وحركات إسلامية متنافرة وعرقية كل هذه الحركات تعمل ضد شعب النوبة أصل الحضارة السودانية قبل دخول الآخرين بلاد النوبة فى التاريخ القديم وبجبال النوبة في تاريخها الحديث وهل يستطيع السوداني الأصيل أن يسكت أو يتفرج وهو يشاهد ويسمع مأساة أهل جبال النوبة بالولاية وفي الولايات الأخرى من ظلم هذه التنظيمات المذكوره أعلاه، وللإجابة على هذه التساؤلات وغيرها نذكر قادة هذه الجماعات لقد كان أول ما قرره الاسلام حفظاً لكيان المجتمع البشري هو مبدأ العدل بين الناس جميعاً وإهتم به القرآن الكريم حيث قال تعالى: (اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {المائدة/8}قال تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ {النساء/58}قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) {النحل/90}حتى فى الإنجيل يقول سيدنا عيسى عليه السلام المجد لله فى الأعالي وعلى الأرض السلام وللناس المسرة يعني المحبة بين الناس جميعاً وقد حذر الله سبحانه وتعالى من الظلم قال تعالى: ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ {إبراهيم/42} قد كتبنا هذه الخواطر وقد تم إستدعائي بواسطة رئيس الجهاز القضائي بولاية جنوب كردفان مولانا جيمس سليمان أنجلو على هامش كتابتنا ومناشداتنا لرؤساء السلطة القضائية وكذلك قضاة المحكمة العليا ثم رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة وأخيراً لوالى جنوب كردفان حول النزاع بين قضاة الدلنج وأصحاب عدد (44) من الدكاكين بسوق الدلنج التي تمت مصادرتها لصالح خدمات القضاة وكان ذلك بموافقة والى ولاية جنوب كردفان آنذاك مولانا أحمد هارون كل هذه المناشدات لم تجد الاستجابة من الذين ناشدناهم غير والي الولاية موسى جبر ونمتنع عن التفاصيل بعدم الرد من قبل الذين ناشدناهم، المهم فى الأمر ترددت قليلاً فى مقابلة مولانا جيمس ولكن مع ذلك توكلت على الله وذهبت إليه فى مكتبه برئاسة الجهاز القضائي بمدينة كادوقلي هذه المدينة الصامدة مثل صمود جبال النوبة الأوتاد الشامخات الراسيات والتي ترفع شعار (الدانه ولا الإهانة) وتبدد خوفي عندما شاهدت على مدخل المكتب الآية الكريمة ، قال تعالى (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى) {ص/26} وبادر القاضي وقام من كرسيه واستقبلني على مدخل المكتب بحفاوة بالغة وشعرت أن الرجل فعلاً يتمتع بصفات القضاة تناولنا معه تفاصيل هذه القضية وتعهد بأن يفصل فيها بالعدل وعلى أرض الواقع فى مدينة الدلنج وبعد ذلك تفرغت لمشاهدات حول مجمل الأوضاع الإنسانية من نقص في الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والمياه والأمن والزراعة وغيرها في المحليات المختلفة وقمنا بإعداد تحقيقات شاملة حول عدد من المشاهد التي تهم المواطنين وعدت إلى الخرطوم وفضلت بأن لا أنشر تلك التحقيقات ألا بعد مقابلة المسؤولين المعنيين بهذه القضايا بالخرطوم حول الأوضاع المختلفة بالولاية ونملكهم هذه المعلومات التي حصلنا عليها على أرض الواقع وكانت البداية مع ديوان الزكاة الإتحادي حيث قدمنا لنائب الأمين العام مولانا خالد عثمان داؤود وكذلك لمساعد الأمين العام دكتور على عليوه تقريراً شاملاً حول آداء الزكاة بالولاية وطلبنا منهم بدعمها لمواجهة المستهدفين من الفقراء والمساكين وغيرهم في برامج الزكاة وخاصةً بعد إنسحاب منظمات العون الإنساني الإسلامي من الولاية بعد قرارات لجنة إزالة التمكين كما أبلغت مدير المكتب التنفيذي للفريق أول شمس الدين كباشي اللواء ركن فقيري لكن علمت أنه غادر الموقع  لموقع آخر وتعهد بتوصيل الرسالة للسيد الفريق، ثم قمت بالزيارة إلى وزارة العدل وقابلت مولانا المستشار جمعة الوكيل المسؤول عن حقوق الإنسان بالوزارة وحملته رسالة لوزير العدل حول إنتهاكات ضد الإنسانية التي تحدث بالولاية بصورة لم تحدث من قبل بالإضافة إلى تحركات منظمات حقوق الإنسان الدولية بالولاية دون رقابة وتجري مقابلات مع المواطنين، ولابد من إجراء سريع لوقف هذه الإنتهاكات ،وخاصة ضد أبناء النوبة وأيضاً نمتنع عن التفاصيل لأنها غير قابلة للنشر ثم ذهبت إلى ديوان النائب العام ولم أتمكن من مقابلة النائب العام وبالتلفون أبلغت أحد كبار وكلاء النيابة من أبناء الولاية فضل عدم ذكر اسمه وأخطرته بأن يخطر النائب العام بضرورة التدخل السريع وتوفير عدد مقدر من وكلاء النيابة العامة بالولاية وتزويدهم بمعينات تعينهم على التحقيق والتحريات في القضايا المختلفة وخاصةً قضايا القتل والنهب المسلح وغير ذلك من القضايا الأخرى التي تمس حياة الإنسان حتى تتمكن المحاكم من الحكم فى هذه القضايا بالسرعة المطلوبة. وفى وزارة الداخلية لم أحظ بمقابلة المدير العام لقوات الشرطة ومع ذلك نناشده بأن يدعم أجهزة الشرطة بكوادر من أبناء الولاية بوقف التدهور الأمني وإنتشار الجريمة بصورة مخيفة التي تشهدها الولاية وفي كافة المحليات وعلى رأي المثل (أهل مكة أدرى بشعابها وأبناء الولاية أدرى بجبالها ووديانها) ومن جانب آخر أشاد بعض قيادات أبناء مدينة أبوجبيهة بمبادرة رئيس الجهاز القضائي بالولاية مولانا جيمس سليمان أنجلو والتي أدت إلى قيام محاكم للطورائ للفصل في القضايا التي شغلت الرأي العام في أبوجبيهة مؤخراً بهذه المبادرة وبمحاكم الطوارئ بدأت أبوجبيهة تعود لأجواء السلام والاستقرار والتعايش السلمي بين مكوناتها المختلفة. كما قمنا بإرسال رسائل نصية إلى مكتب  المدير العام لجهاز المخابرات العامة عبر المكتب التنفيذى وكذلك لمكتب وزيرة الحكم الإتحادي الأستاذة بثينة دينار وقد أوضحنا لها مطالب أهل مملكة تقلي الاسلامية بإلغاء إمارة الهوسا فى أراضيهم تحسباً من نتائج وخيمة لا يحمد عقباها. وآخر زيارتنا كانت إلى وزارة المالية الإتحادية وتحديداَ لمكتب وكيل أول الوزارة و نقلنا لمدير مكتبه التنفيذي د.يس بضرورة أن يتدخل الوكيل لمعالجة الهيكل الوظيفي للعاملين بالولاية حتى يعودوا  إلى عملهم في مؤسسات الدولة المختلفة وخاصةً المستشفيات المغلقة والتدهور المعيشي الذي تشهده الولاية وأن الولاية لا تملك موارداً حقيقية لمقابلة هيكلة مرتبات العاملين بها لأسباب معلومة لديهم. وآخر مناشدتنا كانت إلى قضاة المحكمة العليا بإعادة مفصولي أبناء الولاية الذين شردتهم لجنة إزالة التمكين وأغلبهم من أبناء النوبة من المعلمين والمعلمات ومن صغار الموظفين الذين كانوا يعملون بالولاية في ظروف الحروبات الدامية ولم يغادروها وقدموا أرتالاً من الشهداء من أجل أن تبقى الولاية في حضن الوطن وهل جزاءهم حرمانهم من وظائفهم في وطنهم بجبال النوبة وإلى أين سيذهبون؟. قال تعالى: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ {القلم/35} مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ {القلم/36})اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد والله من وراء القصد.

1638177885_718_ارتفاع-اسعار-الذرة-باسواق-محاصيل-القضارف مشاهد حول الأوضاع الإنسانية بجنوب كردفان





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى