المقالات

مستشفى الولادة أمدرمان .. حتى الفرح في عيونها ما قادر يبين ..!!


الراصد

فضل الله رابح

تعودت أن أزور مستشفى الولادة أمدرمان أو ( الدايات) الاسم الأشهر في أفريقيا والشرق الأوساط وتأتي زياراتي نهاية كل حمل للمدام وشخصياً أحب أن تستخرج شهادات ميلاد أبنائي من هذه المستشفى العريقة ويقيني أن القابلة بمستشفى الدايات تعادل عشرات من المتخصصين الجدد بتعداد سنوات خبرتها وتجربتها العملية وتعاملها مع الحالات الباردة والساخنة رغم لؤم وقهر بعضهن وسوء تعاملهن مع الآخرين لكن أحياناً طبيعة العمل والظرف الراهن تفرض على الشخص الظهور بشخصية نمطية وبوجه غير وجهك الحقيقي لكن هذا لا يبرر سوء التعامل من قبل حراس البوبات والنظاميين مع تقديري لأهمية النظام العام وضبط الحركة ووجود الناس لكن الرفق ببعض الحالات مطلوب سيما وأن المستشفى متخصص ولادة ما يعني أنه بتعامل مع المرأة التي أوصانا بها نبينا محمد ( ص ) خيراً وقال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم وقد تابعت مشهد لا يليق بالتعامل مع المرأة وليس كل التعليمات تنفذ وهناك سلطة تقديرية للشخص المتواجد بالميدان مع ذلك هناك تعامل راقي جداً من كثير من سلطات الأمن والنظام العام بمستشفى الولادة يقومون بعمل صعب ومعقد وفي منطقة ذات حساسية تتطلب مواصفات مهنية عالية وتدريب متقدم في (الأوتوكيت) والعلاقات العامة وحسن  التعامل مع الناس ليس أي شخص يمكن وضعه وتكليفه بالقيام بهذه المهمة الحساسة التي تحتاج ذكاءً عاطفياً .. منتصف ليلة أمس دخلنا مستشفى الدايات على عجل وذلك إثر وجع ولادة مفاجئ لزوجتي ( إقبال ) فوجدنا المستشفى مستعدة كالعهد بها رغم ظروف البلاد العامة وحالة الإحباط والقصور وتردي الخدمات بالدولة لكن وجدت أناساً يؤدون واجبهم بكفاءة فعرضوا الحالة ووقفوا على تفاصيلها ومعلوم التعامل مع الأوضاع الحرجة مربك أحياناً لكن التجربة في التعامل مع الحالات لها أثر في إنجاح المهمة بعد توفيق الله تعالى  وبعد إجراء اللازم تقرر لها إجراء عملية قيصرية مستعجلة وتمت العملية بحمد الله وتوفيقه وعندما تأخرت المدام في عنبر ( زيرو ) الذي دخلته بعد العملية أشفقنا نحن والمرافقين عليها وكثرت تساؤلاتنا فلم أجد رواية واضحة ومتماسكة تطمئناً ولا أحد كان مستعداً يعطيني الرواية الحقيقية لأسباب التأخير فذهبت بنفسي إلى مكتب مدير مستشفى الدايات رائدة الولادة بالسودان وبدون سابق ترتيب ومعرفة عرفته بنفسي وقد استقبلني الرجل بكل صدق وقديماً كان عهدي بهذا المكتب إبان إدارة المرحوم سيف البحر والعالم النحرير دكتور طه أمبلي لكن هذه المرة وجدت شباباً واعين وبشوشين ( أيمن وندى) بقيادة مدير المستشفى  دكتور عماد الدين عبدالله الصديق وهو رجل متواضع وخلوق وخبير في مجاله وأجمل وأبلغ عبارة سمعتها من (مستر) عماد الدين وهو يسرد مسيرة النهضة والتطوير بمستشفي الولادة وما صاحبها من مشاكل إلى جانب تطبيق معايير الجودة في كل إدارات وأقسام المستشفى قال : ( نحن نقدم الخدمة للجميع بعدالة دون تمييز ونراعي الظروف التي تمر بها كثير من الحالات الخاصة ونسهر آناء الليل وأطراف النهار لأجل صحة وراحة الأم وطفلها وهو الأهم بالنسبة لنا ) .. وأنا أهم بالخروج من مكتب مدير المستشفى راقني حوار لطيف دار بين أيمن من مكتب المدير العام وشخص آخر جاء مع شخص يهمه أمره وهو مطلوب منه تحضير زجاجتين دم وكان قد تحصل على زجاجة من بنك الدم وكان رد أيمن رغم العلاقة الواضحة والحميمة بينهم إلا أنه قال له أذهب ولابد من وجود متبرع فإذا لم تجده فأنا جاهز للتبرع لمريضكم أو لأي صاحب حاجة آخر .. وأن الأكثر إيلاماً النسبة في هذه المشاهدات هو أن صيدلية التأمين الصحي والنافذة التي تقدم خدمة أدوية الطوارئ لا تعمل خلال ( 24 ) ساعة بل تفتح الساعة 8:30 صباحاً وتغلق أبوابها مع دوام الموظفين أما الدواء وتوفره فحدث ولا حرج فضلاً عن إرتفاع أسعاره ومعاناة المواطنين في هذا الجانب ومع وجود اللامبالاة و عدم الإهتمام .. العاملات بصيدلية الإمدادات هن صيدليات لطيفات ولكن السخرية من ضعف خدمات التأمين الصحي ( شوامخ) .. هالني عزيمة الكثيرون من الأطباء والاختصاصيون وصغار الأطباء والممرضين والإداريين الذين يعملون بكل حب رغم الضغوط وشح الإمكانيات مع بعض التطور الملحوظ في الأجهزة الطبية الخاصة بقسم حديثى الولادة وذلك بعد إعادة تأهيل قسم الأطفال وربطة بشبكة أوكسجين جديدة وتأهيل آخر فى كل البنية التحتية لقسم حديثى الولادة  .. ومع ذلك لاحظت أن النواقص كثيرة والطموح كبير وهذا يحتاج إلى تفهم من الدولة ووعي عام ودور لكل المؤسسات خاصة مؤسسات القطاع الخاص وفي مقدمتها شركات الإتصالات والبترول والشركات التي تعمل في المجالات الزراعية والحيوانية التي تعمل في مجال الصادر فهي كلها مساهماتها منتظرة ولو بعد حين  ..

ونواصل إن شاء الله

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp مستشفى الولادة أمدرمان .. حتى الفرح في عيونها ما قادر يبين ..!!





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى