محمد المختار يكتب: ( لم لم تعبد لها الطريق)
(دليل عافية)
محمد المختار عبد الرحمن
الصراعات القبلية التى انطلقت بدارفور منذ الستينيات وكانت بذرة النفور والشقاق الأولى والنار من مستصغر الشرر ، وفى الثمانينات خرجت بوجهها الكالح المسود لتضرب عمق العلاقات الأخوية بين أبناء الإقليم الواحد المتشابك المتداخل المتصاهر بين بعضه البعض لتصل قمة المأساة بمسميات وتعريفات جديدة ك (العرب والزرقة) ، هكذا تهتك نسيج الإقليم وضربت مرابعه ومراتعه وأيام الطفولة والصبا وهى من أجمل وأنضر الأزمنة المخزنة بالذاكرة الإنسانية .
وبعد ستة عقود من الزمان كأننا سرك محل ، فالصراعات مازالت قائمة وبفهم وآليات قتالية متطورة حصدت ما حصدت من خيرة أبناء الإقليم بتركيبته العريضة ولم تترك بيتا الا وأقامت فيه الأحزان والعويل والنواح ورتل من الأرامل والأيتام والثكالى وقد طحنت الحرب فلذة الأكباد وما أقسى ذلك عليهن وعلى قلوبهن ومنهن من ابيضت عيناها حزنا . الحرب أيا كانت لعينة ولا خير فيها وحرب الجاهلية لا تفرق بين رجل وامرأة وشيخ وعجوز وطفل وصبى ، حروب بلا وازع دينى وأخلاقى ولا ضمير يزجر تماما كما كانت داحس والغبراء وأيام البسوس ، لو سألت القاتل لم قتلت لما عرف كيف يجيبك ، ولو سألت المقتول لم قتلت لقال أو أعرف اولا من قتلنى؟؟!! .
برقاب من هذه الأرواح التى تزهق وهذه الدماء التى تراق؟ ، نعم برقاب من؟! ، ولكن مقولة الخطاب تبقى حاضرة فى الاذهان (لم لم تعبد لها الطريق) إن كان ذاك الفاروق وقلبه معلق بالحيوان فكيف بالإنسان؟!.