المقالات

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: ابحثوا مع الفريق البرهان عن حاضنة بعد أن خرج من الخرطوم


الأزمة التي ظل يعاني منها الفريق البرهان منذ أن استولى على مجلس السيادة هي أنه لم يستطع أن يكون لنفسه حاضنة سياسية.
فالخيارات التي كانت تظهر أمامه كحاضنة سياسية هي كالآتي:
* قوى الحرية والتغيير.
* رموز النظام السابق
* كفاءات وطنية.
* حاضنة جديدة من تأليفه.
لم يستطع للأسف أن يظفر سيادة الفريق البرهان بأي واحدة من هذه الحاضنات.
فما أن يتمسك الرجل بالحرية والتغيير إزاء (الوثيقة الدستورية) إلا ويجد الكيزان يكشرون عن أنيابهم في وجهه، وما إن يتمسك بالكيزان إزاء انقلاب الخامس والعشرين إلا ويجد قحت تكشر عن أنيابها في وجهه.
وطبعا لم يستطع أن يفكر مجرد تفكير  في أن يجمع حوله حاضنة من الكفاءات الوطنية، فهو لم يستطع أن يتغلب على الكيزان وقحت بمفردهما، فقطعا لن يستطيع أن يتغلب على اجتماعهما معا ضده.
لم يبق أمام الرجل إلا أن يكون حاضنة خاصة به يقوى بها على الكل.
جولته التي قام بها قبل يومين بعد خروجه من الخرطوم توحي بأن الرجل ينوي أن يكون له حاضنة خاصة به يجعل رحمها الشعب خصوصا بعد أن كاد يقضي على الدعم السريع ميدانيا، وبعد أن صدرت أحكاما في حق الدعم السريع من أمريكا والأمم المتحدة بأن الدعم السريع قوات قامت بانتهاكات وجرائم حرب بدارفور والخرطوم.
فتكاد تكون هذه أكبر فرصة، وأفضل وقت يؤلف فيه الرجل حاضنة خاصة به ولو شكلا.
فإن لم ببستطع أو حتى لم يحاول، وبدأ مرة أخرى في ممارسة لعبة الكراسي التي كان يستخدمها قبل الحرب.
فمرة يخرج الكيزان، ومرة يخرج قوى الحرية والتغيير، ومرة يخرج الشعب وهكذا.
فما دامت لعبة الكراسي هذه لم تثبت جدواها، فمن العبث والعبط بمكان أن تمارس مرة أخرى.
إلى الآن لم يبد الرجل أي قدرة على إتقان مهارة غير إتقان مهارة اللعب بالكراسي.
بعد إنهاء الرجل جولته التي بدأها بالقاهرة يتوقع أن يشرع في تكوين حكومته.
بالنسبة لمقر الحكومة، فهو إن كان مصرا ومستعجلا عليها، فلن ينتظر أن تهدأ الخرطوم إذ بإمكانه أن يجعل مقرها في بورتسودان أو في أي مدينة أخرى من مدن السودان البعيدة عن الحرب.
بقيت العقبة الأساسية والكؤود العناصر التي تتكون منها حكومته..
فإن شمر الرجل عن ساعده، وأسس لنفسه حاضنة بعيدة كل البعد عن المسرحيات التي كانت قبل الحرب، فيمكن أن يقال حينئذ أن الفريق البرهان بدأ يظهر بأنه رجل المرحلة.
لم يفعل ذلك وبدأ يعيد ذات المسرحيات تلك المسرحيات، ولو بسيانريوهات مختلفة تلك المسرحيات التي أفرزت الحرب، فاعلموا أن الله سلط هذا الرجل على هذا السودان؛ ليزيله من الوجود.

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح: ابحثوا مع الفريق البرهان عن حاضنة بعد أن خرج من الخرطوم





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى