المقالات

محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح:


يا ترى كم تبلغ مدة دوران الشعب السوداني؛ ليعيش حياته؟

أدرك الفلكيون أنه حتى تتمكن الأرض من حصولها على الحياة وبالتالي حصولها على الفصول الأربعة (الصيف والربيع والشتاء والخريف)، فلا بد لها أن تدور حول الشمس لمدة عام كامل، فبدون اكتمال هذا العام لا تستطيع الأرض أن تحصل على الفصول الأربعة.
كما تمكن الفلكيون من إدراك أن الأرض تستطيع أن تحصل على (الليل والنهار) من خلال دورانها حول نفسها لمدة يوم كامل.
فأصبح العام هو مدة حصول الأرض على الفصول الأربعة.
كما أصبح اليوم هو مدة حصول الأرض على الليل والنهار.
بينما إلى الآن لم يدرك السياسيون وكذلك المراقبون ومن باب أولى المواطنون على إدراك المدة التي يدور فيها الشعب السوداني حول نفسه أو حول أي جسم آخر حتى يعيش حياته.
فلم يستطع هؤلاء الساسة أن يثبتوا أن هذا الشعب السوداني سيعيش حياته عبر ثورة تعقب حكما عسكريا، وذلك لأن هذا الحدث تحقق ولم يعش هذا الشعب حياته.
كما لم يستطع هؤلاء الساسة أن يثبتوا بأن هذا الشعب سيعيش حياته عبر حكم طائفي، وذلك لأن هذا الحدث تحقق ولم يعش هذا الشعب حياته.
كما لم يستطع هؤلاء الساسة أن يثبتوا بأن هذا الشعب السوداني سيعيش حياته عبر حكم عسكري سواء يساريا أو إسلامويا، وذلك لأن هذين الحدثين تحققا، ولم يعش هذا الشعب حياته.
كما لم يستطع هؤلاء الساسة أن يثبتوا أن هذا الشعب السوداني سيعيش حياته عبر تكالب هؤلاء الساسة على السلطة، وذلك لأن هذا الحدث تكرر مرات ومرات ولم يعش هذا الشعب حياته.
كما لم يستطع هؤلاء الساسة أن يثبتوا بأن هذا الشعب السوداني سيعيش حياته عبر الحرب، وذلك لأن هذا الحدث قائم الآن، ولم يعش هذا الشعب حياته.
كما أن لا أحد يستطيع أن يقول أن هذا الشعب السوداني يختلف عن الأرض في كونه بلا حياة.
فقد أثبتت التجارب أن هذا الشعب ينبض بالحياة مثله مثل الأرض.
فقط لم يستطع أن يكتشف متى ستكتمل دورته.
فإن اكتشفها ولو كانت هذه الدورة ستكتمل خلال عام أو عامين أو ثلاثة أعوام أو بعد عشرة أعوام أو حتى بعد  ألف عام لهدأ باله واطمأنت سريرته وارتاح ضميره.
أما أن يظل هذا الشعب يتخبط هكذا في تحديد مدة اكتمال دورته، ولم يدرك إلى الآن متى ستكتمل هذه الدورة.
فهذا الأمر عرضه لكثير من خيبات الأمل.
عرضه لليأس.
بل البعض بدأ يشك بأن هذا الشعب بلا حياة.
إلا أنه ومن شدة حرص هذا الشعب على حصوله على هذه الحياة.
ومن شدة تشبثه بها للدرجة التي تعرض فيها شبابه للاستشهاد.
للدرجة التي تعرض فيها شبابه لأن يلقوا حتفهم في النيل. هذا النيل الذي كان يمني هذا الشعب نفسه أن يكون الملهم لحياتهم، فإذا به صار مكان حتفهم وكان مقبرتهم.
من شدة تشبث هذا الشعب بالحياة هي أن جعلته يقف في وجه دبابة ظلت جاثمة على صدره لمدة ثلاثين عاما.
من شدة تشبث هؤلاء الشباب بالحياة هي أنه رفض حكم طاغية صدر في حقه حكما يقضي بأن هذا الشباب بلا هدف.
يقضي بأن هذا الشباب قاصر لا يملك اتخاذ قراره بنفسه.
يقضي بأن هذا الشباب هايف منحط.
يقضي بان هذا الشباب يمكن أن يبيع وطنه من أجل حفنات من مال.
يقضي بأن هذا الشباب لن يصمد أمام جلاد وظفه له من أجل أن يثنيه من المطالبة على المحافظة على وطن عزيز.
يقضي بأن هذا الشباب لا يدرك قيمة وحجم وثروة وطنه.
يقضي بأن هذا الشباب بإمكانه أن يجعله جسرا لأهدافه الحقيرة.
بإمكانه أن يجعله جسرا لبيع الوطن.
فالكل ادرك أن هذا الشعب الذي بذل كل هذه التضحيات.
أن هذا الشباب الذي أفشل كل هذه المخططات الخائنة لا شك أن له حياة، وحياة عامرة بالوفاء والبذل والعطاء والحيوية.
إلا أنه لا أحد إلى الآن اكتشف  كم تبلغ المدة التي تكتمل فيها دورته؛ ليعيش فيها هذا الشعب حياته.
فإن كان الفلكيون أدركوا أن الحياة على الأرض تتم عبر دوران الأرض حول الشمس خلال العام كما تتم عبر دوران الأرض حول نفسها خلال اليوم،
فمن لهذا الشعب الصابر الأبي.
من لهذا الشعب الكريم الحيي أن يدرك له دورته التي ما زالت حتى هذه اللحظة في رحم الغيب؟؟؟

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp محجوب مدني محجوب يكتب: إن أريد إلا الإصلاح:





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى