محجوب مدني محجوب يكتب:
إن أريد إلا الإصلاح:
متى يثور الشعب على الفريق البرهان؟
لن يثور الشعب على الفريق البرهان.
سيثور الشعب على الفريق البرهان حينما يقول له عجزت عن تحرير الخرطوم.
ولن يأتي يوم يقول فيه البرهان ذلك.
سيقول انتصرنا وانتصرنا حتى لو كان هذا النصر دون أن يرجع الناس إلى ديارهم.
حتى لو كان هذا النصر دون إقامة حكومة بالخرطوم.
حتى لو كان هذا النصر دون تشغيل دواوين الحكومة بالخرطوم.
حتى لو كان هذا النصر دون فتح المدارس والجامعات بالخرطوم.
أهم شيء هو تخدير الشعب بقوله النصر حليفنا أما ظهور هذا النصر على شوارع الخرطوم فلا يهم.
وبقول البرهان النصر حليفنا سيظل هذا الشعب فاغرا فاه ينظر إليه ينتظر هذا النصر، وما هذا إلا لضعفه وقلة حيله.
يثور الشعب على البرهان حينما يقول له أنت بلا ثورة وبلا تغيير، فالحكم للعسكر وسيظل للعسكر.
لن يأتي يوم يقول فيه البرهان ذلك.
سيقول أنا سند الثورة وحاميها، ويستمر على العمل في التخطيط لسيطرته للحكم من الألف إلى الياء.
سيظل يبعد كل من ينادي بمدنية الحكم.
سيظل يجعل كل ركن من أركان الدولة تابعا له.
ويبقى كلامه عن عدم رغبته في الحكم، وعن سعيه لتثبيت الحكم المدني مجرد استهلاك يخدر به هذا الشعب لكي لا يثور ضده.
يثور هذا الشعب على البرهان حينما يقول له لا أعرف متى يخرج الدعم السريع من دياركم، ولا أعرف متى يرجع لكم الأمن في عاصمتكم.
لن يأتي يوم يقول له البرهان ذلك سيقول له لا وجود للدعم السريع، والخرطوم آمنة.
وإن كان الدعم السريع منتشرا في البيوت والخرطوم غير آمنة لا يهم.
متى يثور الشعب على الفريق البرهان؟
لن يثور الشعب على الفريق البرهان إلا بعد أن يأتي جيل يستنكر لغة البرهان هذه.
يستنكر دعمه للثورة وهو يؤسس لحكم عسكري.
يستنكر تحريره للخرطوم وهي خاوية على عروشها.
يستنكر حفظه للأمن ولا أحد يأمن المبيت في بيته.
فإلى أن يأتي هذا الجيل الذي هو في عالم الغيب، فحينئذ سيثور الشعب على البرهان.
أما اليوم فكل الذي يريده الشعب السوداني موجود وبكثرة في خطاب الفريق البرهان بل لا توجد فقرة واحدة من فقرات خطابه تتنافى مع رغبات هذا الشعب.
أما الأفعال وما يجري على أرض الواقع، فعفوا أيها الشعب ممنوع الاقتراب منها أو التصوير.
إن الجيل الذي يثور ضد حالة البرهان هذه لم يأت بعد.
