المقالات

متوالية المصالح (فولكر وقحط ثم حميدتي). 3/1


متوالية المصالح (فولكر وقحط ثم حميدتي). 3/1
الانتباهة أون لاين

كنت أرغب في تسمية هذه السلسلة ب(أجنحة المكر الثلاثة) وهو كتاب قيم – أنصح بقراءته- مؤلفه أستاذي في جامعة أم القرى بمكة المكرمة الدكتور عبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة الميداني رحمه الله، لكنني عدلت عن ذلك لكون الاسم في هذا الكتاب يتحدث عن (التبشير – الاستِشراق – الاستعمار)، وفحوى الكتاب يرتهن ب(الفكر)، بينما الأسماء الثلاثة في متواليتي لاعلاقة لهم بفكر ولا بوعي.
وجدت هذه الأسماء الثلاث أشبه بمتوالية -غير هندسية- في هذا السودان الوطن المكلوم، لاتكاد تذكر اسم احداها إلا ويأتيك الاسم الذي يليه ممسكا بذيله، تماما كما كنا نفعل خلال صبانا مع العنكبوت ابوراسين الذي نجده داخل حفرة مخروطية، ونعمد إلى اصطياده بخيط.
من الأسباب التي جعلت قيادات قحت (الجناح المركزي) تفكر في الاتفاق مع حميدتي؛ شرههم للمال، فقد ذاقوا حلاوة المال بعد أن استوزروا وانجعصوا في كراسي حكم يعلمون يقينا أنهم ليسوا ببالغيه بانتخابات، وهم المعلومة سيرهم و(سي. في. هاتهم)، وأين كانوا يعملون؟ وكم كان حجم مدخولهم الشهري؟، وحتى الذي لم يستوزر منهم ظل يتنعم بهبات مكتب رئيس الوزراء و(مظاريفه) التي كانت تأتي من لجنة التفكيك، هذه اللجنة التي لا أعلم لماذا توقفت المساءلات لقياداتها فجأة؟!
عندما لم تجد هذه اللجنة سوى مقار للمؤتمر الوطني لتفككها؛ عكفت على (قطع أراضي) لجمال الوالي والحاج عطا المنان حتى أطلق الناس على برنامجها في التلفزيون اسم (أراضي أراضي) على وزن البرنامح الشهير أغاني أغاني، وانتهى الحال بهذه اللجنة أن مدت يدها إلى أموال وموجودات منظمة الدعوة الاسلامية طيبة الذكر، فطالتها دعوات المستفيدين من الأسر الفقيرة المحتاجة في السودان وأقاصي أفريقيا، مترافقة مع دعوات أسر سودانية عديدة ظلمها الرعون من قيادات هذه اللجنة حيث احالوا أربابها ومعيليها إلى الصالح العام تشفيا من غريم لهم جبنوا عن مواجهته وجها لوجه، وكان في المحالين أساتذة ابتدائي وعمال وموظفون صغار، أي والله!، ولعل الله تعالى قبل دعوات المظلومين فذهبت اللجنة أدراج الرياح ملطخة أيادي قياداتها بدماء أطهار لاقوا ربهم داخل سجونها بلا ذنب جنوه، ذهبت هذه اللجنة سيئة الذكر مع حكومة الاستسهالي حمدوك، وحينها التفتت قيادات قحت -جناح السوق المركزي- إلى فولكر بيرتس الذي وجدوه ينفق انفاق من لايخشى الفقر على من ينتقيهم، فأروه من أنفسهم مايرضيه عنهم في قعدات يعلمها القاصي والداني، ومافتئت قيادات آخر الزمن هذه تتمتع بأموال الأمم المتحدة التي يصرفها عليهم فولكر بيرتس، هذا الأخير الذي تطاولت فترة وجوده في السودان تطاول فترة انتقالية غير معروفة النهايات!.
ما كان مني إلا أن سعيت للاستفسار من العديد من الصحافيين، ولم أنس المواكبين، وبعض النخب السودانية المهتمة بالسياسة، فلم أجد سودانيا واحدا يعلم شيئا عن تفاصيل هذه المبالغ المنفقة، مع العلم أن القيمة الكلية لما تم رصده لمهمة السيد فولكر يبلغ ملايين الدولارات.
كسوداني أطالب فولكر بيرتس بكشف حساب عن أموال الأمم المتحدة التي أنفقها طوال مهمته عن (سلام السودان) حتى الآن، ارقام الشيكات، وأسماء الأشخاص الذين قبضوا، مع بيان الغرض من الصرف، وللعلم فإن المساءلة والمراجعة المالية عرف متبع يعرفه كل سياسي مبتدء في ألمانيا التي أتيتنا منها، دعك من سياسي طاعن في السن مثلك ويعرف شوية عربي أتانا مكلفا من الأمم المتحدة بعد انتهاء مهمة (مشابهة) في سوريا.
ولتعلم بأنني كسوداني لا أثق فيك ياسيد فولكر، ومن حقي الجهر بذلك لكوني انتمي للدولة التي تم تكليفك بالاتيان إليها بعد طلب من رئيس وزرائها قبل سنوات، وعدم الثقة فيك مرده انك (مزور)، إذ يعلم كل أهل السودان تزويرك في أوراق رسمية خلال عملك هنا، ووالله الحق لو حدث منك ذلك في أي دولة أخرى لتم طردك شر طردة.
وإلى الأمم المتحدة أقول:
من حق السودانيين عليكم اطلاعهم على تفاصيل كل دولار من هذه الأموال طالما تم تسجيل المبلغ في مضابطكم
باسم السودان.
وتتواصل المتوالية. [email protected]

The post متوالية المصالح (فولكر وقحط ثم حميدتي). 3/1 appeared first on الانتباهة أون لاين written by zain .



المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى