المقالات

ما أكثر أكباش الفداء في بلادي!


من يظن أن الجريمة الشنيعة التي قام بها الشرطي، وذلك حينما وجه سلاحه صوب متظاهر أعزل.

من يظن أن المسؤول عن هذه الجريمة هذا الشرطي الذي قام بتنفيذ الجريمة، فهو واهم.
فكما أن استشهاد المتظاهرين ضحية لطاغية لا يظهر وجهه، فكذلك بالنسبة لهذا الشرطي.
فما هذا الشرطي إلا أداة من أدوات هذا الطاغية الذي يختفي خلفه.
لن يتغير شيئا بمحاكمة هذا الشرطي.
لن يتغير شيئا بشنق هذا الشرطي.
إذ أن الطاغية قابع خلفه، ولا يظهر منه سوى دعمه.
لا يظهر منه سوى تعليماته وتوجيهاته لهذا الشرطي.
نهاجم في الشرطي ونطلب بمقاضاته ما هذا إلا سفها ومضيعة للوقت.
من أين أتى هذا الشرطي بهذا الرصاص الحي؟
من أين أتى هذا الشرطي بهذه الجرأة التي ترفع السلاح في وجه شاب أعزل؟
هذا السلوك استحالة أن يكون فرديا.
ما الفائدة التي يجنيها الشرطي من قتل المتظاهرين؟!
لا عداوة البتة لأي شرطي مع أي متظاهر.
وما يحدث هو تعليمات الطاغية.
الطاغية هو الوحيد المستفيد من قتل المتظاهرين.
الطاغية هو الوحيد الذي يدفع هذا الشرطي للقتل.
الطاغية هو الوحيد من يتحمل كل تفاصيل الجريمة.
لا تخدعوا الشعب بأن  الشرطي هو من يقتل المتظاهرين.
لا تخدعوا الشعب حتى ولو قمتم بإعدام هذا الشرطي.
لأنكم سوف تعدمونه تغطية لجرمكم.
سوف تعدمونه تغطية لطغيانكم، وسوف تهيؤون في ذات ميدان إعدام الشرطي ألف شرطي خلفا له للقيام بذات الدور.
للقيام بذات المهمة وهي سحق كل متحرر.
سحق كل مطالب بكرامته.
سحق كل مطالب بحقوقه.
فالتحرر والكرامة والحقوق هي العدو اللدود لهذا الطاغية.
ليس فقط الشرطي بل قائد قوات الشرطة ووزير الداخلية من خلفه إن لم يعملا ويدعما هذه الجريمة البشعة، فأخف عقاب سينتظرهما على مكتبهما هو إقالتهما.
فضلا اتركوا هذا الشرطي جانبا، فهو ليس قضيتنا.
محاكمته او قتله لن تنفعنا بشيء بل قتله سيجعل من الطاغية أكثر أمانا. فبقتله سيجعل سحقه للمتظاهرين ميسرا وسهلا سوف يمارسه، وكأنه يحتسي كأسا من القهوة.
حيث لا أحد يقترب منه.
الكل ينادي اقتلوا هذا الشرطي الذي يقتل المتظاهرين، وينادي معهم ذات الطاغية بألا بد من تأديب كل من يتعرض للمتظاهرين.
تبا لكم
لم تقرؤوا التاريخ، ولم تعرفوا عنه شيئا.
فلطالما قال لنا التاريخ أنه ما من طاغية قامت له قائمة.
ما من طاغية ذاق يوما طعم النصر.
ما من طاغية كانت نهايته سعيدة.
فانتظروا إنا منتظرون أيها الطغاة.

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp ما أكثر أكباش الفداء في بلادي!





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى