لا للحرب نعم للسلام (1)
(1)
أكثر ما كنتُ أعجب منه منذ بداية الحرب وتتملكني حياله الدهشة هو الهجوم الشرس على الذين يدعون لوقف الحرب وانتقادهم واتهامهم وتخوينهم ومحاكمة نواياهم…لا أدري ما الحكمة في تخوين شخص يدعو لوقف الحرب ويطالب بإيقاها فورا..
حتى لو فرضنا أن هذا الذي يدعو لوقف الحرب والدمار وسفك الدماء كافر بالله ورسوله، وإن كان محاربا للإسلام وجبارا في الأرض ومُهلكا للحرث والنسل، ألم يكف أنه جنح للسلم، أوليس من الدين أن نجنح للسلم نزولا وخضوعا لأمر الله…
فإذا كان الله عز وجل أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يتوقف عن قتال الكفار إن هم جنحوا للسلم، فما بالك بقتال مسلم، وما بالك بأن المُطاِلب بوقف الحرب ليس مقاتلا ولا جنديا في قوات حميدتي، ولا في القوات المسلحة ولا في (كتائب الظل)، إن هو إلا سوداني غيور على وطنه شقّ عليه القتل والدمار والتشريد لشعبه ، وتمزيق وطنه وآلام المنكوبين والمفجوعين..
(2)
تعالوا نُخضِع الدعوة لوقف الحرب للمنطق العقلاني بعيدا عن العاطفة البلهاء، وزخائم النفس الأمارة بالسوء، وحتى وإن كان قد أريد بهذه الدعوة باطلا…الحرب دمار شامل لكل ماهو جميل وتقتيل للأبرياء وتشريد للأسر الآمنه،وتعطيل شامل للتطور والنهضة والاستقرار الامني والسياسي والإقتصادي وتوقف كامل لعجلة الحياة الطبيعية ، ومعاناة وبؤس لايتذوق طعمهما دعاة الحرب وأمراؤها من الذين غرقوا في الملاهي والملذات وقبضوا الدولارات ولا يعرف بأسها الذين مازالت تراودهم أحلام العودة للسلطة..
(3)
الأمر الآخر الذي يجب أن يتعقله ذوي الألباب والبصر والبصيرة أن خيار الحرب لم يكن في يوم من الأيام هو الأفضل لحسم القضايا والأطماع السلطوية والصراعات السياسية والطموحات الشخصية…بل إن أفضل طريق لحل القضايا مهما تعقدت وتشابكت وكبرت هو الحوار.
(4)
في غمرةهذه التعقيدات وغبار المعركة والحرب النفسية من كل الأطراف تظل الحقيقة يكتنفها الكثير من الغموض..ولكن عندما ينجلي الغبار سيعرف الشعب السوداني حقيقة ما جرى وأهدافه ومراميه الظاهرة والمستترة…
(5)
نعيد ونكرر…اوقفوا الحرب أولا ، ونظفوا صفوف القوات المسلحة من كل المتسللين عبر أسوارها العالية
فهي صاحبة اليد الطولى والفضل العظيم منذ تكوينها، ابعدوها صراعات الساسة وتصفية حساباتهم فهي أشرف وأعظم من تدنسها أصابع السياسة القذرة ..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تخب ان يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين