قطوعات الكهرباء.. (خوازيق) وزارة ومعاناة مواطن
الخرطوم ــ هنادي : هالة
بدأت البرمجة المسائية والنهارية لقطوعات الكهرباء، ويصحب ذلك نوع من التعتيم الحكومي على الاسباب الفعلية، والسؤال الذي يطرح نفسه عن الخطة الاسعافية التي يجب أن تتبعها الجهات المختصة في استمرار التيار الكهربائي خلال فترة الصيف.
ورثت الحكومة أزمات عميقة وتردياً في كافة القطاعات الحيوية، خاصة القطاعات المهمة مثل الكهرباء، في حين أن المبررات السائدة من قبل الجهات الرسمية المسؤولة عن القطاع تتحدث عن نقص التوليد، الأعطال في بعض الوابورات وخطوط التوزيع، وبدأت برمجة قطوعات الكهرباء لتزيد المعاناة على المواطن.
خوازيق
فيما قال وزير الطاقة الاسبق عادل ابراهيم ان قطاع الكهرباء خربان ومليء بالخوازيق، مستنكراً خلال حديث لـ (الانتباهة) امس صمت الوزارة وعدم افصاحها عن اسباب البرمجة المبكرة، واردف قائلاً: (هذا واجب وطني واخلاقي بأن يوضح الوزير المختص اسباب القطوعات الحالية)، ووصف عدم اصدار الوزارة بياناً للرأي العام بأنه عدم اخلاق، وجزم قائلاً: (الخوازيق مستمرة).
تخزين المياه
وفي ما يخص عودة برمجة قطوعات الكهرباء بالرغم من توفر وقود الفيرنس وارتفاع التوليد الحراري، رجح وزير الطاقة السابق جادين على عبيد أن يكون السبب محاولة لتوفير حجم التوليد المائي، وذلك لتخزينه بغرض الاستفادة من المياه في الوقت الحرج خلال شهر رمضان المعظم لضمان استقرار التوليد الكهربائي لجهة ان التوليد الحراري غير مضمون، واردف قائلاً: (الفيرنس اليوم موجود ولكن قد لا يتوفر لاحقاً، او أن تحدث اية مشكلات فنية في الصيانة تؤدي إلى تعطيله)، واكد في حديثه لـ (الانتباهة) أن الإقبال على التوليد المائي اكثر لجهة ان نسبته ٥٠٪ من الطاقة الكلية، بينما تبلغ نسبة التوليد الحراري ٤٨٪.
توفر الفيرنس
وفي المقابل أكد وكيل الطاقة السابق حسين محمود على توفر وقود الفيرنس بكميات كبيرة، وتوقع في حديثه لـ (الانتباهة) أن تكون مشكلة القطوعات بسبب خلل في الصيانة او الإسبيرات، وقطع بعدم وجود مشكلة في التوليد المائي او الوقود، وأشار إلى أن انخفاض التوليد الحراري يتسبب في حدوث قطوعات الكهرباء لجهة ان التوليد المائي لا يكفي لتغطية العجز.
مؤشر خطير
وكشف المختص بالشأن الاقتصادي محمد وداعة عن برمجة قطوعات الكهرباء، واكد لـ (الانتباهة) أن سببها انخفاض التوليد الحراري، لجهة انه في فترة الصيف يتم التركيز على التوليد المائي وتقليل التوليد الحراري، قاطعاً بأن التوليد الحراري وصل إلى مستويات متدنية وصلت إلى ٢٥% و٣٠٪ من جملة التوليد في الشبكة، ومع بداية الصيف اعتبر وداعة أن هذا مؤشر خطير للقطوعات في المرحلة المقبلة، لجهة ان استنفاد المياه المخزنة يبدأ في التناقص إلى حين شهر أكتوبر اي في الخريف، وقال انه عند امتلاء الخزانات والبحيرات في الخريف يفترض أن يستقر في شهر سبتمبر إلى بداية العام، منبهاً إلى أن اغلب محطات توليد الطاقة الكهربائية تحتاج إلى صيانة وقطع غيارـ إذ أن الوقود الموجود لا يكفي للمراحل المقبلة ويتم استخدامه بترشيد، واكد على أن البشريات التي أطلقها وزارة الطاقة لم تتحقق ومحطات التشييد في منطقة قري والبحر الأحمر لم تعمل، وهذا الأمر يتسبب في مشكلة اضافية، اي ان الاستهلاك مرتفع مع عدم الزيادة في التوليد، وتوقع ان تكون الفترة المقبلة فترة عصيبة شريطة عمل حلول عاجلة تتمثل في الإسراع في تأهيل المحطات الحرارية بصيانتها وتشغيلها بصورة افضل مما هي عليه الآن، وتابع قائلاً: (ستكون هناك قطوعات في شهر رمضان، لجهة انه حال تم الاستمرار في وتيرة التوليد المائي الحالية وحتى رمضان فإن الوارد من المياه لا يكفي لاستدامة التوليد من المحطات المائية بنفس المستوى)، واردف قائلاً: (يعني توقعوا رمضان ساخناً)، ونبه الى أن تعرفة الكهرباء وضعت على اساس ان التوليد الحراري كان يمثل حوالى ٦٠٪ او اكثر، اما الآن فاغلب التوليد مائي، ولذلك يجب أن يتم خفض التعرفة الكهربائية لجهة ان التوليد المائي ارخص من التوليد الحراري.