فى الواقع: حتى لايكون الإنسان عدو نفسه !
بقلم :ـ بدرالدين عبدالمعروف الماحى
استعجب جداً من صنيع هؤلاء القوم أهل الحرمين !! ساكتب عنهم مهما وجدت نقداً وإعتراضاً من ما لا يريد الخير لنا ولوطنا الحبيب ! وليعلم من في نفسه مرض أن ما أكتبه لم يكن إلا (صدقاً ) تعبير حقيقي في ما أعيشة وأسمعه وأتحسسه عند الكثيرين من أهل السودان الطيب وصنيع هؤلاء الرجال لم يكن يوماً مربوط بردة فعل أو إنعكاس لتجرية قد تكون غير سعيدة عند البعض ولأنهم صناع الخير والجمال كان لزاماً عليا أن أذكرهم ذكراً طيباً ومحاسن خصال وثبات على مبدأ فعل الخير بلا من أو أذى .. إخوتي السعودانين ممثلي شعبهم في وطن الحب والخير والجمال سودان العز والكرامة فرغم كل الهجمات وسوء الظن والتقديرات لفئة لا تراعي الضمير ولا تجيد التعامل الدبلوماسي فيهم ما فيهم من غل وحسد وجهل وعدم دراية بفنيات إدارة الحوار وكسب الغير بلا تملق أو (لولوة ) فأنا قريب أتابع صنائع المعروف عندهم وتصلني يومياً نشطاتهم وسعيهم الدوؤب للم الشمل بلا أدنى مصالح شخصية أو مكتسبات غير مرئية أو كما يزعمون (أجنده خفية ) فتحركات السفير السعودي في كل المجالات وكل المناشط والفعاليات لازال البعض يترجمها حسب مافي نفسه جهلا وظن سوء وتقديرات غير موفقة كما ذكرت ورغم كل ذلك نجدهم ماضين بلا تردد في خدمة الوطن ومحاولاتهم جاهدة لإنجاح الحوار الوطني لنصل إلى توافق يعدل حال البلد ويحسن الإقتصاد وينشط الاستثمار ويزرع الأمن والطمأنينة أقل ما فيها أن هؤلاء الرجال وفي مقدمتهم سعادة السفير السعودي (علي بن حسن جعفر ) وطاقمه المميز هم أحوج لهذا الأمن وهذا الرخاء والاستقرار لأنهم بيننا ولأنهم حياتهم واسرهم أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية في مسكنهم ومأكلهم وتحركاتهم من وإلى دورهم لذلك ما يسعوا إلى تحقيقة لنا هم جزء من منفعة الاستفادة منه فمن المنطق أن نكون لهم معينين نأخذ بأيديهم و نمد أيادينا لهم بيضاء لا يريدون منا غير (قل خيراً أو ليصمت ) فلا ينبغي أن نكون أعداء لا أنفسنا بهذا الهرج والغباء والعداء غير الموفق وأن كان هو محدد وعند القليلين إلا أننا نتألم في صدور كلمة في غير مكانها وكما يقال إن الكلمة (زى الجبل ) فمن الصعب تعديل محتواها وتعديل مقاصدها وإن طال الشرح ! وليس تحيزاً لكني على قناعة تامة أن الخير الذي نجده من هؤلاء الرجال بمسمياتهم ومناصبهم المختلفة لن نجده عند أية سفارة أو منظمة أو بعثة دبلوماسية في السودان والسبب في ذلك بسيط حيث أن إرتباطتنا معهم يمثل نسبةً كبيرةً مقارنةً بباقي الدول والمجتمع السوداني معظم مصالحة الإقتصادية والإجتماعية في أرض الحرمين وأكبر دليل على ذلك أنه لا يخلو بيت سوداني من مغترب يعمل بالمملكة وما تقوم به ملحقياتهم الدينية والثقافية والإدارة القنصلية لعمري مجهود جبار وعمل خدمي وإنساني لا نجد له جزاءً إلا الدعوات وقد حكى لي أحد أساتذة الجامعات المعروفة أن حلمه قد تحقق وهو على أعتاب الستين عام بلا ترتيب أوإنتظار لعشم إلا من الله عندما إتصلت عليه إدارة جامعته وأخبرته بحج (مكرمة) شامل كل شيء له وزوجته المعيدة بنفس الجامعة وهي تحمل درجة الدكتوراه وظلا لأكثر من عشرة سنين يقدمان كل مافي وسعهما لتدريس الطلاب بتلك الجامعة العريقة وليتكم قد سمعتم كما سمعت بتلك الإنطباعات بعد عودتهم من الحج. والأمثلة كثيرة من أعمال الخير عندهم ونحن نعلم أن من أهم الأعمال الجليلة التي حث عليها الإسلام كثيراً وكرر عليها هي قضاء حوائج الناس لأن السعي في قضاء حوائج الناس، وتفريج كربهم، وتنفيس همومهم، وإدخال السرور عليهم من أوسع أبواب الخير للمسلم وفي ذلك فضل عظيم، وثواب جزيل و السعي في قضاء الحوائج من أبواب الخير التي أمر الله تعالى به كما في قوله تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، وهو من مصاديق التعاون على البر والتقوى، وقد دعانا الله عز وجل إلى التعاون في مجال الخير ونهانا عن التعاون في ميدان الشر كما في قوله تعالى (وتعاونوا على البرّوالتقوى ) والبر اسم جامع يشمل كل فعل أو عمل إنساني يقوم به الإنسان تجاه أخيه الإنسان ومن ابوابه السعي في قضاء حوائج إخوانه، وتنفيس كربهم، وتفريج همومهم، وتسهيل أمورهم، ومواساتهم في أحزانهم وأتراحهم، ومشاركتهم في أفراحهم ومناسباتهم، والشفعة لهم، وما أشبه ذلك إن من نعم الله تعالى على الإنسان أن يجعله من مفاتيح الخير، وأن يسخره لقضاء حوائج الناس، وخدمة المجتمع، لما روي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله أنه قال: فهنئياً لمن جعل الخَيرِ عَلى يَدَيهِ! ووَيلٌ لِمَن جَعَلَ اللّهُ مَفاتيحَ الشَّرِّ عَلى يَدَيهِ أيضاً !! وحوائج الناس كثيرة ومتنوعة، ومجالاتها لا تقتصر على الأمور المادية فحسب، بل تشمل مختلف الأمور والجوانب الحسية منها والمعنوية، وهو باب واسع وشامل لكل حاجة من حاجات الإنسان المتنوعة، فيشمل النفع بالعلم والفكر، والنفع بالنصيحة والرأي، ولا أريد أقصم ظهرك سعادة القنصل السعودي (رأفت أحمد شرف ) فأعمالك هي التي تتحدث عنك بصمت كما هو صمتك التي نعلمه وحرصك على البر والعمل ومساعدة كل من طرق باب سفارتكم وهو صاحب حاجة ولم يرجع إلا وهو راض ولعل دعوات تلك الطبيبة السودانية التي مات زوجها في حادث سير قبل شهور بطريق جدة الرياض وقد وجدتها وهي في قمة القلق أمام بوابة السفاره تتنظر استلام جواز إبنتها بعد أن أحضرت تذكرة السفر في نفس اليوم فقد تعاملتم مع أمرها وأصلحتم حالها وقدمتم لها الخير وسافرت في نفس رحلتها قبل يومين وداومت بكل راحة وسعادة وثناءً عليكم والشواهد كثيره نحتفظ بالكثير منها فيا أخوتي السودانيين هل مثل هؤلاء القوم والرجال الأوفياء الأتقياء الأنقياء الشرفاء خدام الخير ألا يستحقون الثناء والشكر ؟ ألا يستحقون مني كلمة حق فالنقي الله فيهم ونحسن الظن بهم ونخلص في صدق نوايانا معاهم كما هم صادقين لايريدون منا جزاءاً أو شكوراً ولنترك الضوضاء التي لا فائدة منها غير إزعاج في الدواخل ومفاهيم تضر بنا حتى لا نكون أعداءً لأنفسنا ! لأن الخير المتصل بيننا وبينهم كثير نحرص على استدامته ونبعد عن كل ما يعكر صفو هذا الترابط الوجداني ومحبة القلوب حتى لانكون أعداء لأنفسنا .