المقالات

فلنجرب التطبيع !!


نتنياهو مزنوق في تل أبيب تحاصره الأزمات والمظاهرات وعجزه ماثل عن إنقاذ نفسه امام لائحة الاتهام الطويلة ضده بارتكاب جرائم ماسة بالشرف والأمانة، لذلك أتي للخرطوم..
السماسرة دلوه على فكرة التمويه بالخرطوم..
لفائدة حبس الأنفاس وتوجيه الانظار بعيدا والهاء الخصوم.. لكنها تظل مجرد لعبة صغيرة لا تفي بالغرض..
لن يستمر تأثيرها وانفعال الحيوات بها هناك كثيرا…
سترنق حينا ثم تموت..
لن تعقد ولن تحل جذور تلك الصراعات..
لا الصراع (الإسرائيلي الفلسطيني) ولا (الاسرائيلي-الاسرائيلي)..
▪️ في ترتيب اولويات الخارطة السياسية الاسرائيلية تقع الخرطوم في آخر القائمة..
وذاتها الخرطوم ليست هي الخرطوم المتماثلة والمستعدة لتكوين رأي وإبداءه..
الخرطوم -(رهينة المحابس)- ليست بكامل زينتها ورضاها وقواها المعتبرة شرعاً وقانونا..
لا تستطيع اتخاذ قرار بشأن وظائفها الحيوية دعك من اضطلاعها بمباشرة تلك الإجراءات المهمة والخيارات المعقدة الصعبة، والتطلع نحو المستقبل واستشرافه ..
الخرطوم الضعيفة ونتنياهو المزنوق لا يستطيعان إنجاز المراسم وتحنيك العواصم..
▪️ومن فرط المرارة الفادحة التي تتجرعها بلادنا، أنه لا يجوز معها اجتذاب وتجريب مرارات أخرى جديدة..
إلا إن كانت المرارات الجديدة مضمونة العواقب وموصى بها من مجاميع موثوق بها..
والاهم ان تكون تلك (الروشتة) غير باهظة الكلفة وصديقة للبيئة وقادرة على (انفعالات الاجنة) ومتوائمة مع حمضنا النووي..
باختصار الخطوة الاسرائيلية نحو الخرطوم لا تفيد ذلك التقارب المطلوب..
ولن تحل نتنياهو ..
ما مريحة..
(مافيها حمز)..
ولو منحت كل بهارات الدنيا و(الشمار) فلن تفلح في تسويقها ولا التسويغ..
جفت الاوهام ورفعت الحُجُّب..
بالخرطوم يحاول نتنياهو ذر الرماد في العيون والإفلات بتعديلاته الماسة بفكرة الديمقراطية في حدها الأدنى والمخلة بمفاهيم العدالة لدى أي شخص متوسط الثقافة أو حتي ود خلا..
يحاول نتنياهو تغيير أصول اللعبة بطموح إذلال وتركيع القضاء..
ليجعل من الحكومة بعيدة عن عين ويد القانون..
لذلك قامت المظاهرات ضده (واشتعلت اللساتك نارا واشتعل)؟!..
لكن الخرطوم لم تعد ذات الخرطوم ما قبل الزيارة..
شيئا ما تغيّر..
كان تأثير الزيارة ويوم الزيارة كبيرا عليها
(وانت يا الناعسات عيونك
الله لعيوني السهارى)..
صحيح أن الزيارة لا تغير شيئا تجاه المشاعر والعلاقات..
لن تدخل بنا اسرائيل، لن نزف اليها ولن نكون إحدى محظياتها، ولكن إسرائيل تفعل تغييرا مغايراً، مهماً وقاسيا على صعيد الداخل السوداني وخلخلة موازين القوي والنفوذ هنا
بفضل (تأثير الشيطان) وعدم القدرة علي مقاومة الغواية!!..
اثاره الثانوية غير المقصودة أعظم وأشد من الخطة المرسومة والآثار المقصودة…
حينما ذهب البرهان إلى وادي (الهواد) لم يكن وحده..
وحينما قال لخصومه (ما تتخلّٓعوا) لم تكن تلك الجماهير المحتشدة وحدها من انجزت الفروقات و(التخلع)..
فالناس في بلادي لا يعجزها في اي وقت وظروف ان تمارس التحشيد..
مدربون على التحشيد ومتخصصون في امتصاص تأثيراته..
انه لاشك (يوم الزيارة) وتأثير الغواية من فعل التخلع:
(ده الجذب قلبي بفنو
نظرة مني نظرة منو
واحدة مني الثانية منو..
ارتفعت الحرارة
والتهبت العواطف
واصل النار شرارة)..
تغير الراكد وأحضرت الأنفس الشح وكان السؤال المر حاضراً في الوجوه الواجمة والعيون الشاخصة و الأفواه الفاغرة:
(اذا كان الزول دا قبل (الهواد) كان معاهو (اليهود)، طيب الناس ديل معاهم منو؟!)..
انتو لا مع الله لا الشيطان معاكم؟!..
ونتنياهو أشد في قلوبهم رهبة ورغبة من الله..
(و دا الجنن مريم وياسر)!!..

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp فلنجرب التطبيع !!





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى