عمر الطيب ابوروف: مائدة الدماء الرمضانية!! والتعايش السلمي
حينما تتكرر ظاهرة الدماء الرمضانية وشواء الجثث ببلادي تصبح وكانها الوجبة المفضلة لبعض الشرهين من مصاصي الدماء ورعاة الموت المجان !!
فمنذ حادثة إعدام ال٢٨ ضابط في رمضان ابان العهد القديم قبل الثورة السودانية المروية بدماء الشهداء الخلص منذ توريت ١٩٥٥وحتي آخر قطرة دم سقطت من شهيد اوجريح!!
مرورا بمجزرة فض الاعتصام في شهر رمضان ومسلسل الف ليلة وليلة الفلم الذي لايزال يروي الرواية بطرائق قددا !!
وليس انتهاءا باحداث محلية كرينك غرب دارفوار يصبح الحال عندنا وكاننا نتقرب الي الله في العشرة الأواخر بسفك الدماء والعياذ بالله من ذلك !!
فمنذ بداية شهر رمضان الحالي نذرت نفسي لعمل كبير تواثقت عليه مع بعض الاخوة ان نعمل علي تأسيس المجلس الاعلي للتعايش السلمي بمناطق التماس!!
بخمسة ولايات تجاور ثلاثة دول دولة جنوب السودان ودولة اثيوبيا ودولة ارتيريا!!
وكنت في رحلة ممتعة أثناء الشهر الفضيل نعم ممتعة ومرهقة ومؤلمة وشاقة وحزينة ومفرحة علي الشريط الحدودي!!
اكتشفت من خلالها شعوب مهملة وخارح ذاكرة الوطن!!
شئ غاية الالم ولكن اطفالهم يرددون بين الغابات ولسعات الثعابين والإهمال الخدمي (نشيد العلم ) !!
ومباني فصولهم من رواكيب القش في مدارس بلا اجلاس ومحتشدة ومكتظة فقوة ثلاثة فصول او ثلاثة( رواكيب من القش) اكثر من ٤٥٠ طالب وطالبة والفاقد التربوي اضعاف مضاعفة لحشود بشرية مهملة تفوق ال٤٥ الف نسمة!!وتستحق مدارسهم لقب اسواء المدارس اعدادا وتاهليا في تاريخ الانسانية!!
وهذه في منطقة واحدة تسمي القيزان !!
وتفاصيل الرحله مابين نشيد العلم وواقع الالم تعالجها دموع اعضاء الوفد المرافق لي ونحن نستقل سيارة بوكس دبل قبينة كثيرا ما تعطلت بنا في الفيافي واثناء الهجير ونحن صيام والحمده!!
وعلي بعد ١٠ ك من الخط الفاصل مابين دولة جنوب السودان ودولة السودان نجد قبائل رفاعة ونزه والصبحة وسليم والفلاته والمابان يشربون من ماعون واحد اسمه( الحفير) بشر وجمال وحمير وغنم وضان وبقر ودجاج وكلاب ولاحياة لمن تنادي!!
وكله موثق بالصورة والصوت حياة بائسة لإنسان عظماء ضحوا من أجل وطنهم بكل غال ونفيس ولكن وطنهم لم يتردد من التضحية بهم !!
ورغم المعاناة تحرسهم الابتسامة ويحضرهم الكرم والبسالة والنقاء الروحي ويقول احدهم (نحن إنسان تابع حيوان ) في اشارة لمهنة الرعي وسط الغابات!!
والماساة لم تنتهي عند هذا المكان فهذه هي الصور وليست التفاصيل!!
فالموت المجاني في فصل الخريف مشهد اخر من المعاناةأثناء الحمل ( داية الحبل) للامهات والأطفال والمرضي!!
ولاتزال صور التهميش تملأ مشاهداتنا علي امتداد الشريط الحدود حتي بلغنا برحلتنا الي القضارف والشوك وخشم القربة والمشاهد هي ذات المشاهد!!
اما قصص الجوار المفتوح مع ثلاثة دول فهو الكتاب الذي لايمكن أن نقرأ كتابه الان !!
بجميع عناوينه فهو ملئ بالايجابيات والسلبيات ولابد من عمل كبير ومحكم لاجل الابقاء علي الإيجابيات ومحاربة السلبيات!!
لذلك وجدت فكرة التعايش السلمي ترحيب كبير واهتمام اكبير أثناء التطواف!!
لأناس بهم بذرة النقاء وحب الوطن ولابد من اعدادهم بالصورة التي تمكنهم من القيام بدورهم الايجابي كمواطنين بالتماس الجغرافي هذا الشريط الحساس والذي له اهمية قصوي لكونه يشكل الجدار الواقي والحامي لوطننا السودان!!
ولعلنا علي اتفاق ان ولاية القضارف قد حازت لقب التعايش السلمي لما وجدنا بها من انسجام شعبي ووطني كبير ولكنها والحق تعاني ايما معاناة لتعبر هي الاخري لمصافي التنمية والخدمات رغم عملها الكبير في الزراعة والإنتاج!!
فالاهتمام بكيانات التماس القائمة وتنوعه الثقافي والقبلي امر غاية الاهميه!!
ومن خلال تجوالنا خرجنا بالمعلومات والتفاصيل التي ضاعفت من عزمنا النبيل بقيام المجلس الاعلي للتعايش السلمي بمناطق التماس!!
وستجد هذه الفكرة المزروعة بحب الوطن الاهتمام والتعاون بين جميع مكونات الوطن !!
…وياوطن مادخلك شر..