عادل هواري | يا فرح كل المواسم
بقلم: عادل هواري
بِمَ أُهاديك سيدتي وأنت رفيعة القدرِ -راجحة – دون مهرجانٍ وإحتفاء
فأنت فينا حاضرة ملئُ الدار امٌ رؤم ،وزوجٌ ودود. أختٌ وفية، وزهرة الأبناء..
كيف إلى سبيل حصر المناقب فيك بعد تكريم الحبيب اهتداء
اجتباك المصطفى فضلاً على الأبوةً ثلاثًا استحقاقاً لحسن التعامل اصطفاء
وقد جعل الرحمن تحت قدميك جنةً مبذولة لبِرِّك مرهونةً بطاعة الأبناء
وكان لك التكريم من الكريم وأنت أماً تحنو وترعى الصالحين -المرسلين -الأنبياء
أنْجَبْتِ {بتولاً} عبداً- وجيهاً -رسولاً من ذوي العزم الاصفياء ،،،
فنحن شطران في الحياة صِنوان هناءً اذا ما جادت الدنيا أو ألزمتنا الشقاء
قد اصطفى الإله كلانا بعقيدة التوحيد ونحن في عمارة الأرضِ والعطاء سواءٌ
غير أن الحياة لا تزهو إلا بك سحراً، ولا يكون دونك في الوجود بهاء..
أهديك يا أخت روحي من (بديهاتي ) قطفةً {خجِلة}تتقاصر عن قدرك وتذوب حياء
فكيف يجزي مقامك مدحٌ -سيدتي- وهل يطول سناء قدرك ثناء !؟
~~~~
بديهيات………. اجتماعية
اتابع بإمتعاض هذه المقارنة الفجة بين الرجل والمرأة ورغم ان هذا الجدل ليس وليد اليوم بل ضارب في تاريخ الإنسانية الى أن حسم الأمر بالتنزيل القرآني والبيان التشريعي على يد سيد الخلق (ص)
وقبل أن نستشهد بحكم الشرع دعونا نستشهد بالمنطق ونحتكم الى العقل
فالمنطق لا يقر المقارنة بين الرجل والمرأة فكلُُ منهما خلق بميزات مختلفة تُهيئه لغاية خاصة به لا يمكن ان يقوم بها الآخر (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ….. ) فالمقارنة بينهم أراها اعوجاجُُ في المنطق وإنحراف عن مسلمات الطبيعة وغاية الخلق بل تورث مظلمةً لكليهما فيكفي اننا لم نخيّر في من نكون فالخالق بحكمته رفع عنا عناء الإختيار ( في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ … ) فليس بعد هذا النص جدالاً في إقرار التساوي في الخلق والتكريم وتأسيساً على ذلك أعتقد أن تخصيص يوم للاحتفال بالمرأة هو نوع من التماهي مع الاقرار بان هناك دونية وأن هناك فرق يجب الا يكون وهذا ما لا أراه دقيقا أو مناسباً .
ثم تأتي تفاصيل النصوص والأحكام المتعلقة بكلِِ منهم ليس للتفضيل بل لتبين ما يتناسب مع كلِِ منهم من الأحكام والضوابط الشرعية وفق الفوارق البيولوجية والتي ميز بها الخالق كلِِ منهما لآداء مهام خاصة لم يكلف بها الآخر فيجب النظر لهم كخطين متوازيين بنفس الحجم والقدرة ولا غنى لأحدهم عن الآخر للوصول لغاية واحدة وهي حفظ النوع وعمارة الكون أما بالنسبة للتفاصيل الشرعية فليس ابلغ مما رد به العالم الهندي زاكيرنيك حينما سأله احد الحاضرين لإحدى محاضراته من غير المسلمين عن سبب ظلم المرأة في الميراث الشرعي وكذا منح الرجل ميزة التعدد وحرمان المرأة من ذلك ولا أخفيكم بأنني اشفقت عليه في حينها خاصةً وان معظم الحاضرين غير مسلمين ولكنه أدهشني قبل ان يدهش الحاضرين ويجبرهم على التصفيق برده المنطقي الذي يخاطب العقل ولا يستند الى أي نص ديني بحكم اختلاف عقائد الحاضرين حيث رد في ما يتعلق بالميراث بانه في حالة النظرة الشرعية البحتة والشاملة بأن المرأة نصيبها شرعا اكثر من الرحل
وضرب لهم مثل للتبسيط بانه في حالة إذا كان الوالد المتوفي المُوَرِث له ابنتين وولد واحد
وترك لهم مائتي جنيه فأن الولد سيأخذ مئة جنيه وأخواته لكلِِ منهم خمسون جنيه وبما أن المنظور الشامل للشرع يجعل القوامة للرجل فهو شرعاً مكلف بالصرف عل البنتين ونفسه أي انه سيتولى الصرف شرعاُ من نصيبه المائة جنيه وبإستمرار ،
في حين ان كل واحدة من أخواته تتمتع بالخمسين جنيه لوحدها تصرفها في مالم يغطيه المُكلف دون إلزام او تكليف بالصرف منها على الأسرة أو أي احد .أوليس في ظل الشرع المتكامل نصيبها اكثر من نصيب اخيها ، ولكن اذاً لم يلتزم الناس بكامل تكاليف الشرع وخالفوا ذالك في أي جزئية بما يخل ُبعدالة المقصد فليس العيب في نص الحكم الشرعي بل ناتج عن تجاهلنا لبعضه .
أما فيما يتعلق بجواز التعدد للرجل فبما اننا جميعا مسلمين وبالضرورة ملمين بالمقصد الشرعي في ذلك فلا اجد ضرورة للتطرق لرده على هذا السؤال رغم انه أدهشني أيضاً وأدهشهم بالرد فأجبرهم على آلتصفيق مرة اخرى . على كلِِ فإن حكمة الخالق وعدالة المشرع لا تحتاج الى استشهاد فقط أردت ان ابين انه لا اختلاف القسمة في المواريث ولا التعدد يدل على افضلية الرجل على المرأة ولكنها أمور اقتضتها الأدوار البيلوجية والتكاليف الشرعية الخاصة بكلِِ منهم ولا تُنْقِص من قدر او دور أو اهمية المرأة او الرجل وهذا التباين ليس قاصرا على الجنس البشري وحده بل نلاحظ تباين الادوار دون أفضلية في جميع الكائنات الحية ، وإذا ما دققنا في حركة وسلوكيات التصنيفات المجتمعية من حولنا سنجد أن هذا الجدل العنصري يأتي أيضا في إطار فطرة البحث الأبدي عن التميز العنصري من أول منظومة اجتماعية ابتداءاً من الجنس مروراً بالقبيلة و الأسرة ثم أفراد الاسرة الواحدة حتى آخر حلقة في المنظومة الاجتماعية الكل وفي أي مستوى يحاول أن يُجيِّرْ الأفضلية لذاته ومن ثم لجماعته علواً …ولله في خلقه شئون.
(قال رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ )