صديق البادي | الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها
السعي الجاد العاجل لنزع فتيل الفتنة لئلا تنفلت وتنطلق منه شرارة صغيرة طائشة تؤدي لاقدر الله لإشعال نار لاتبقي ولاتذر يتطلب التعامل مع الحقائق وهي عارية من المساحيق بلا زيف وخداع للنفس بطلاء خادع كاذب ولايجدي دفن الرؤوس في الرمال ويجب الإعتراف بأن بين القوات المسلحة الباسلة والدعم السريع الآن توجسات محسوسة غير مدسوسة لاينفع معها الربت علي الأكتاف ترديد عبارات مثل أن الطرفين لن يصطدما مع أن كل منهما في حالة حذر من الآخر . وكان الجميع يأملون أن تسير الأمور بينهما في سلاسة ويتم بينهما تعاون وإنسجام حتى إنتهاء الفترة الإنتقالية . وأن الدعم السريع جزء من القوات المسلحة الباسلة وتم تكوينه قبل خمسة عشر عاماً لآداء مهام محددة منها حمل السلاح ومجابهة ومواجهة الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح والإنتصار عليها وكسر شوكتها ونجح الدعم السريع في هذه المهمة وكلف أيضاً بحماية الحدود ومحاربة التهريب ورصدت له أموال طائلة وتسهيلات في مجال التنقيب عن الذهب وكلف أيضاً بمحاربة تهريب البشر بدعم مالي ضخم وسند من الإتحاد الأوروبي والدول الأوروبية المتضررة من هذا التهريب أضف لذلك المشاركة في حرب اليمن وما أدراك ما حرب اليمن . ولازال الدعم السريع يؤدي أعمالاً مهمة لاغنىً عنها عند حدوث أزمات في البؤر الساخنة بالإضافة لمهام أخرى يؤديها. وقد كان الرئيس السابق يولي قوات الدعم السريع إهتماماً خاصاً ويعتبرها سنده وظهره الذي يحميه لا سيما بعد أن كثرت شكوكه في الكثير من الذين كانوا حوله وأخذ بعضهم يردد عبارة مجازية هي أن الدعم السريع هو إبنه المدلل . وفي الوقت الحاسم كان الدعم السريع كرمانة الميزان وإنحاز لثورة التغيير وإمتنع عن إطلاق الرصاص وتوجيه سلاحه ضد المتظاهرين المدنيين الذين أقاموا أمام القيادة العامة للقوات المسلحة منذ يوم السبت الموافق السادس من شهر أبريل عام 2019م وحتى إعلان سقوط النظام السابق وإنتصار ثورة التغيير في اليوم الحادي عشر من أبريل . وجرت مياه كثيرة تحت الجسر بعد ذلك وتم تشكيل مجلس عسكري تولى رئاسة الدولة وحدث فيه تغيير بعد يومين وحدثت فيه تغييرات أخرى لاحقة. وفي الفترة الممتدة بين شهر أبريل وشهر أغسطس عام 2019م كانت البلاد بلا رئيس وزراء وحكومة وأخذ المجلس العسكري يحكم ويدير شؤون البلاد وخرجت مظاهرات كثيرة ضده تخللتها هتافات بأصوات داوية (مدنياو مدنياو) مع توجيه اساءات وكتابتها على الجدران وظل المتظاهرون المدنيون معتصمين بخيامهم أمام القيادة العامة. وفي مساء يوم الثلاثين من شهر يونيو عام 2019م الذي يوافي الليلة الختامية لشهر رمضان المعظم وقبيل عيد الفطر المبارك تم فض الإعتصام بالقوة واُطلق السلاح بالذخيرة الحية وربما بغيرها من الأسلحة التي تصيب وتقتل من على البعد وأزهقت أرواح كثيرة بريئة وأصيب عدد كبير من الجرحي والمعوقين وهم فقد كبير للوطن وفقد أليم لأسرهم . وشكلت لجنة لتقصي الحقائق برئاسة القانوني الضليع الأستاذ نبيل أديب المحامي ويبدو أن المهمة شاقة ومعقدة واستغرقت وقتاً طويلاً وفيها جانب جنائي أو قل إجرامي وفي كل حالة قاتل وقتيل وإذا أرادت أية أسرة أن تفتح بلاغاً جنائياً في قاتل إبنها فإنها تجد صعوبةً في معرفة وتحديد اسمه ولن تضيع حقوق هؤلاء الأبرياء الذين قتلوا غيلةً وغدراً وعند الحق عز وجل تلتقي الخصوم ولن ينجو قاتل من العقاب يوم الحساب وعلى السلطة التي كانت قائمة وقتئذ أن تقدم الديات لأسرهم من منطلق إنساني وأخلاقي مع التكفل بمعالجة الجرحي والمعوقين وتظل الإدانة الجنائية قائمة وتوجد فئه لايهمها الجانب الإنساني في هذه المسألة والوقوف مع الأسر المكلومة بل يهمها أكثر تصفية الحسابات السياسية ضد المجلس العسكري الذي حدثت في عهده تلك الجريمة البشعة وكانت تركز في هجومها الإعلامي الاسفيري على الدعم السريع وآل دقلو وأكثرت من السخرية بإضافة كلمة خلا للرتب العسكرية التي يحملونها مع وصف لكل قوات الدعم السريع بأنها مليشيات من صنع النظام البائد .. والسياسة كما يقولون لعبة قذرة (وقد لاتكون قذرة في كل الحالات) ولكن قذارتها تبدت في أن الذين كانوا يسيئون للدعم السريع أخذوا يتوددون له ويعلنون أنه الأحق بأن يكون العمود الفقري والأساس عند إجراء عمليات الدمج لقيام جيش موحد بعقيدة عسكرية جديدة وبتمثيلية خادعة أرادوا أن يؤكدوا أن الدعم السريع يجد دعماً دولياً ليكون هو العمود الفقري للجيش الموحد وهو حديث يدركون قبل غيرهم أنه (من الطوق ولي فوق ) والمقصود منه إحداث فتنة بين القوات المسلحة الباسلة والدعم السريع تؤدي لصدام بينهما ليرقصوا كما رقص نيرون وروما تحترق. وهم لايفعلون ذلك حباً في الدعم السريع ولكن نكايةً في القوات المسلحة الباسلة بتاريخها المشرف وإنتصاراتها وصفحاتها الناصعة البياض منذ نشأتها الأولى عندما كانت تسمى قوة دفاع السودان ويسعون الآن لإضعافها والقضاء على ترسانتها الحربية وتصنيعها الحربي المتقدم المعترف به عالمياً. والجيش الباسل الذي هو جيش السودان وليس جيش البرهان يسعون لإضعافه في إطار عملهم الدؤوب لإضعاف السودان وجعله يدور في متاهة ليتسنى لهم بعد ذلك تفتيته وتقسيمه وهم يدركون أنه بما يملكه من ثروات وموارد ضخمة متنوعة لايوجد مثيل لها في كثير من دول العالم مع وجود علماء وخبراء سودانيين بأعداد ضخمة في شتى التخصصات وضروب المعرفة وساهموا في نهضة دول أخرى مع سواعد بنيه القوية إذا إتحدت إرادة بنيه وتركوا الصراعات حول كراسي السلطة والجاه وتخلوا عن المعارك الجانبية التي تدور في غير معترك لأصبح الوطن في قمة شاهقة وقوة اقتصادية ضاربة .
وقراءة ما وراء الأفق للمتوقع حدوثه هو محاولة القوى الأجنبية القضاء على الدعم السريع في المرحلة التالية بعد إنتهاء المرحلة الأولى المتمثلة في إحداث صراع بين الجيش الباسل والدعم السريع والعمل للإلمام بكل أسراره وخفاياه وتركيبته. والأساس فيه هم المقاتلون الذين كان يقودهم الفتي الباسل حميدتي لحماية أرضهم وعرضهم وثرواتهم وحارب أولئك اللصوص المجرمين بضراوة حتى إنتصروا عليهم وأدى ذلك لترشيحه وتزكيته لقيادة الدعم السريع ويضم بجانبهم عدد من الذين كانوا يعملون في حرس الحدود الذين كان يصفهم معارضوهم بأنهم جنجويد وضم الدعم السريع عدداً كبيراً من الذين كانوا يعملون بهيئة العمليات بجهاز الامن وضم عددا من الذين كانوا يعملون بالقوات المسلحة وجهاز الأمن والاستخبارات مع إنتداب عدد كبير من الجنود وضباط الصف والضباط ذوي الرتب الكبيرة والتأهيل العسكري الرفيع الذين لازالوا يعملون بالقوات المسلحة وأعداد كبيرة من العاملين بالدعم السريع ينتمون لمختلف الولايات ولاتربطهم علاقة أثنية أو قبلية بحميدتي ومنهم من يشغل مواقع قيادية عليا بالدعم السريع ولايربطهم بحميدتي إلا زمالة العمل ولا ينكر أحد أن حميدتي يتمتع بذكاء فطري وقدرات قيادية لايستهان بها وسيرة محمودة على المستوى الشخصي ويده وكفه ندية جبلت على العطاء ولذلك فأن البعض يهمهم جيب حميدتي وماله الوافر المتدفق وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قدم من تلقاء نفسه أكثر من ألف وخمسمائة عربة وأموالاً طائلة للعاملين في الإدارة الأهلية الذين لهم محاكم وسلطات قضائية وسلطات إدارية في بعض المناطق البدوية وغيرهم من زعماء القبائل الذين ليست لهم محاكم أو سلطات قضائية أو إدارية بدرجاتهم المختلفة. ودعم حميدتي المنشآت بنادي المريخ وأعلن دعمه لنادي الهلال وتبنى ملتقى للحواته بمناسبة ذكرى الفنان محمود عبدالعزيز … الخ وهذا يعني أنه ثري (ماشاء الله) ومن يملك المال ويصرف يملك القرار ويدين له بالولاء العاملون بالدعم السريع ولذلك يسعي الخواجات المتفرغون حالياً للشأن السوداني ومن يدورون في فلكهم ويعملون معهم مستشارين ومنفذين لإبتزاز حميدتي للسير في ركابهم وتأييد سياساتهم ومخططاتهم وإلا فأنهم جاهزين وعندهم كوادر متخصصة في المؤامرات ويمكن أن يفعلوا ذلك داخل الدعم السريع بزرع الفتن والخلافات داخله ومن أسهل الأشياء عندهم فتح الملفات القديمة وإختلاق إتهامات ولن يعدموا شهود الزور وتقديم شكاوي للأمم المتحدة وإصدار إدانة من مجلس الأمن وإعتبار الدعم السريع مليشيا إرهابية دموية ويتبع ذلك إصدار قرار بتجميد أموال الدعم السريع المسجلة باسم حميدتي وغيره في الخارج والمهم أنهم يعملون للي ذراعه ليكون خاضعاً لهم وهذا لايليق ببدوي أصيل مثل حميدتي رضع لبن العزة والشموخ . وإذا وقف حميدتي عند كلمات الشاعر اسماعيل حسن التي تغنى بها الفنان محمد وردي (ضيعوك ودروك انت ما بتعرف صليحك من عدوك) وبسبب هذه الكلمات دخل الشاعر ودالرضي والشاعر اسماعيل حسن في مساجلة شعرية حامية . والمهم أن يعرف الشاب البدوي الذي يتعامل علي سجيته حميدتي صليحه من عدوه . وبالطبع أن صليحه هو الجيش الذي هو جزء منه وليس الطرف الآخر الذي يسعي لإحتوائه الآن ومن الأوفق أن تزول التوترات بين الطرفين وتعود علاقتهما كما كانت عليه . أما المكون العسكري في مجلس السيادة فعليه أن يعيد النظر في المقترح الذي يقضى بقيام مجلس أعلى يكون حميدتي عضواً فيه ويفقد موقعه السابق ولذلك أصبح في تصريحاته ينادي بخروج العسكر نهائياً من السياسة وكأن لسان حاله يردد مقولة شمسون محرفه وهو يهد المعبد (علي وعلى زملائي ) ولا أقول أعدائي . والمعرف أن مجرد وجود خمسة من المكون العسكري في مجلس السيادة أدت لقيام مظاهرات لم تنقطع منذ أكثر من عام وأدت لفقدان مائة وخمسة وعشرين نفساً عزيزةً وعدداً كبيراً من الجرحى والمعوقين بالإضافة للخسائر المالية. وإذا أعلن قيام مجلس أعلى للقوات المسلحه فأن هذا سيؤدي لمظاهرات ومواجهات دموية أكثر شراسةً مع إضطرابات وعدم استقرار ومن الأوفق الإبقاء على مجلس السيادة حتى إنتهاء الفترة الإنتقالية مع ضرورة إزالة سحابات الصيف بين الصديقين القديمين البرهان وحميدتي . والوطن لا يحتمل المواجهات وهو يشهد أزمات اقتصادية ومعيشية حادة ويشهد إجراماً وإنفلاتاً أمنياً وإضرابات بسبب تردي الأحوال المعيشية قد يؤدي بالتدريج لعصيان مدني إذا لم تتم معالجات والأخطر من ذلك إنتشار المخدرات بصورة مخيفة وسط قطاعات لايستهان بها مع مواصلة القوى الأجنبية الضغط على السودان وبكل أسف فأن تجديد وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب ساندته أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومع ذلك فأن ممثليهم هنا يضغطون لفرض وصايتهم مع سعيهم لتكوين حكومة باهتة ضعيفة تكون طوع بنانهم ليتم تسييرها بالريموت كنترول ..
وعووك أيها الشعب السوداني العظيم الشعب المعلم الشعب الأستاذ.