د.محمد حسن الريح | أراضي الشمال وضياع الأجيال
د.محمد حسن الريح
(و قلنا إهبطوا بعضكم لبعض عَدُوٌ و لكم في الأرض مستقرٌ و متاعٌ إلى حين ) (36) البقرة.
فالأرض هي المستقر و المسكن و حاوية كسب العيش للإنسان و الحيوان وعلى الأرض يكدح الجيل الحالي و فوقها تستمر و ترتبط بها الأجيال القادمة.
أراضي الشمال رغماً عن ضيقها و إنحصارها على الشريط النيلي فقد فعل خيراً المستعمر الإنجليزي إذ سجلها للأجداد في شكل سواقي ليضمن الاستقرار و عدم النزاع و استكملت ذلك حكومة عبود بقانون التسوية – فماذا فعلت و أبقت الحكومات المتعاقبة للأجيال القادمة بأعدادها الكبيرة.
فمعرفة حجم الكارثة المتوقع والنزاع الذي سوف ينشأ مستقبلاً على الأراضي بسبب زيادة سكان الريف و العودة للجذور من المدن الطاردة تحتم القيام بالدراسات الوافية و التخطيط الواعي المسبق لتثبيت حقوق الأجيال القادمة في الأراضي و الإستقرار بالشمال.
و من هنا نشأت النظرة الثاقبة و المطالب العادلة بواسطة إتحادات أبناء الشمال و الروابط و منظمات مجتمعاتهم المدنية بأن يتم التخطيط الفوري للقرى و الجزر و المدن بأخرى نموذجية تبعد عن الحالية مباشرةً و يتبعها بالتروس العليا مشروع زراعي تعاوني بحجم مناسب ٣-١٠ ألف فدان يسجل لكل قرية لمستقبل الأجيال على أن يسجل مجانًا أو بأسعار رمزية شريطة أن لا ينزع لأنه في الأصل إعاشة و حق مشروع و عندما سجل الإنجليز الأراضي للأجداد لم يكونوا يملكون مالاً يذكر و لكن القصد في استقرارهم و أمنهم .
وعليه نأمل أن يحشد والي الشمالية حكومته و الأجهزة المختصة لتنفيذ هذه المخططات قبل أن توزع أراضي القرار (206) .
علماً بأن معظم القرى الحالية مهددة بالنز و الزحف الصحراوي و الهدام و لابد من بديل .
كما وأن قيام ترعتي السد بمروي هو المفتاح الحقيقي لري هذه المشاريع مما يوفر استهلاك الطاقة والمياه الجوفية ويضمن التنمية و النهضة و الاستقرار وأمن السودان الغذائي ،ويمكن حينها التوزيع في التروس فوق العليا للاستثمار.