د. حمزة أحمد حمزة: التعليم قبل السلاح
أولت العديد من الدول إهتماماً زائداً بالعملية التعليمية فكان الناتج تغير كامل للمنظومة السياسية والإقتصادية بسبب تقدمها تعليمياً وفي الجانب الآخر أولت بعض البلدان إهتماماً زائداً بالعمليات المسلحة التي انتجت خراب ودمار وانحطاط في كافة أوجه الحياة فكان الناتج صراعات وإقتتال ودماء تسيل فصار قوي السلاح صاحب الرأي.
يعتبر السودان نموذجاً مثالياً للمثال الثاني حيث أن كل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان كان إهتمامها الأول والأخير الكرسي والسلاح والقوة فكان التعليم الحلقة الأضعف بين الوزارات فصارت وزارة كوزارة التربية والتعليم أو التعليم العالي تعطي لشخص ولاءه الحزبي فقط يكفي لتقلد هذا المنصب.
منذ سقوط نظام الإنقاذ وسيطرة الأحزاب وإنقلاب العسكر علي الأحزاب لم يعمر وزير لا مكلف ولا غير مكلف في كرسي الوزارة فكان الكل يسعى ليطمئن أن العملية التعليمية تسير بشكل جيد ولكن الإقالات التي يتبعها العسكر خير دليل على أن التعليم يسير بصورة واضحة ولكن للوراء إذ لا يعقل أن تقوم الوزارة وبدون أي تخطيط بإنهاء تكليف (8) مديري إدارات، بجانب «5» إداريين برئاسة الوزارة كما حدث في مارس المنصرم. وحتي المتربعون علي كرسي الوزارة الآن سيشملهم التغير قبل بداية العام الدراسي القادم. ثم نبدأ من الألف من جديد.
لن ينصلح حال التعليم في بلادي مالم يدرك حملة السلاح أن وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي خط أحمر لا يجب المساس بهمامهما كانت درجة الإختلاف السياسي. ولا يمكن أن يتم الإعفاء فقط لأن ولاء الوزير أو مدير الإدارة لا يتماشى مع خططك سواءً الحزبية أو العسكرية. فالتعليم قبل السلاح.
د. حمزة أحمد حمزة
زمالة التعليم العالي البريطانية