دعم الجيش لا ينبغي ان يكون حكراً علي الاسلاميين!
كنت اعتقد ان دموع مريم الصادق صادقة..
وظننت -آثما- ان تلك البكائية على الهواء المباشر بداية لمرحلة جديدة لسياستنا وساستنا ينتقلون فيها الي جادة الصواب والفعل الصحيح..
فليس جيدا ولا اخلاقيا ولا متوازنا ان يُترك الجيش هكذا لعامة الناس وجماهير الشعب السوداني وأن تكون القيادة السياسية الوحيدة التي تقف الي جانب الجيش هي قيادة الاسلاميين..
ذلك اختلال وخلل لن يفضي الي خير في حالة الفراغ من حميدتي ..
نعم الفراغ من حميدتي.
فذلك فرض وضرورة لامناص منها حتي لو تم تأجيله لاي زمان آخر..
زوال حميدتي شرط لوجودنا ولا يمكن الحصول عليه بغير تلك الطريقة (الحارة)..
لا فرصة للاشعار والاناشيد و(اخوي واخوك)..
الذي يعتقده حميدتي منذ (طه عثمان الحسين) اننا (علي خفيييف)..
يمكن (شراءنا) بثمن بخس أو (ترويعنا) بـ(دق القراف)!.
ولا نستطيع افهامه ولا ولا تعديل ضبط المصنع فيه إلا بالقوة ألقاهرة والبطش المقابل لهوايته التي تحولت مع بعض الافتراءات والتسهيلات والامارات لحرفة بدوام كامل!!..
فاذا ما فرغنا من ذلك في اي وقت، ليس جيدا ان يلتفت الجيش فلا يجد في أيام (المعافرة) و(الكر والفر) إلا عامة الناس ومؤسسة الحركة الاسلامية..
تلك فضيحة ومنزلق سحيق للسياسة السودانية..
لأسباب مختلفة يصطف الاسلاميون خلف الجيش..
ولا سبب يدفع خصومهم للبقاء في تلك المناطق المحايدة..
يواصلون كممثلين (كومبارس) القراءة من نص ردئ وعلي خشبة مسرح اللامعقول بلا جمهور ولا مستقبل!..
صحيح أنهم ارتكبوا أخطاء استراتيجية كارثية بتحالفهم الغبي مع حميدتي ولكن (الانكسر يتصلح)..
(لم يفت شئ)..
من الممكن التوقف عن التوقف عن (سكة الضياع تلك) والعودة للاصطفاف مع غالب اهل السودان..
و(طظ في الكيزان)
حينما يعود الجيش من (تراب الخنادق) و(دخان البنادق) في معركة (الشرف والكرامة) ينبغي ان تحمل ذاكرته وقوف الجميع معه..
لا سبب حقيقي للتنصل من الالتزام الاخلاقي المفترض لساستنا بدعم الجيش..
لا داعي لحرق المراحل..
جيشنا يقاتل…
ان هُزم سندخل جميعا في (كستبانة)..
وإن انتصر دون دعم سياسي جارف فـ(الرماد كال حماد)..
و(الما كسي أمو ما بكسي خالتو)..
والخوف قائم من ان تتحول حالة الحياد الكذوب المفروضة علي ساستنا الي مدخل للعمالة الفجة والارتزاق الرخيص..
لا تبدأ العمالة بقرار جماعي معلن..
ولكنها تبدأ هكذا، بعض التنازلات عن اسوار المبدئية واهداب الاخلاقية والقبول -صمتا متساهلاً- بتحرش (الأوباش) بخبائنا و(النمارق) ريثما يدخل كل زناة التاريخ الي (قواريرنا) والشراشف..
يلعب ساستنا بما لا يصح اللعب به..
ينالون بمواقفهم المتردية من قيم أساسية، تماما مثل تلك المواقف المترددة في (بر وعقوق الوالدين)..
لا خيار للوجدان السليم ولا عذر لاي احد حين يختار العقوق..
كل الاعذار ميتة ومهلكة وعقابها عاجل غير آجل، وفي الدنيا قبل الآخرة.