اسعار العملات

حرب تدمير الخرطوم…أهداف مختلفة


(1)

أنتهينا أمس إلى القول بأن الإتفاق الإطاري ليس هو السبب الرئيس لاندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع، وإنما كان الاتفاق بمثابة (الكير) الذي نفخ في شرارة كانت متقدة أو وميض نار كان مختبئا تحت الرماد، وما حدث بفعل “الإطاري” كانت نفخة أزاحت طبقة الرماد التي ظلت تحجب نار الفتنة…وبعد شب الحريق واصبح له ضرام انقشع الغطاء “الرمادي” وانجلت الحقيقة دون غطاء أو حجاب..الحقيقة أضحت ماثلة لمن يريدها ، لا من يريد أن يلوي عنقها..
(2)
الخلافات بين الجيش والدعم السريع خلافات ظلت مكتومة، ولايخرج من غرفها المغلقة إلا النذر اليسير.. وهي خلافات موضوعية نشأت مع ظهور الدعم السريع،ووضعيته الشاذة قبل محاولة تقنينه في 2017، وكذا الوضع الذي حظي به دون غيره..والخلافات والتوجسات بين حميدتي والكيزان قبيل سقوط البشير وبعده لم تكن خافية واسبابها معروفة…
وبعد أن أصبح الدعم السريع قوة ضاربة بكامل عدتها وعتادها، بدأ التعامل معه كقوة موازية للجيش السوداني، ويُذكر كذلك في الخطاب الرسمي للدولة، حيث يقال القوات المسلحة والدعم السريع حتى بعد أن قالوا بتبعيتها للجيش، هكذا كانت “الدعم السريع” يُعمل لها ألف حساب..
(3)
بسبب ضعف الدولة في أواخر عهد البشير، وبداية عهد الثورة تمددت “الدعم السريع”، وملأت كل الفراغات، فأصبح قائدها حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة، وراعي مفاوضات السلام، ورجل إطفاء الحرائق في مناطق النزاعات والتوترات القبلية، وراعي الإدارة الأهلية، ورئيس الآلية الاقتصادية، بل كل شيء…
ازاء هذا الوضع الذي وجدت قوات الدعم السريع نفسها فيه، اصبح حميدتي رقم لايمكن تجاوزه وذلك بسبب الضعف والوهن الذي أصاب الدولة وقواها السياسية، والفراغ الكبير الذي تراءى في كل شيء..
(4)
قوى الحرية والتغيير تعاملت مع حميدتي بإنتهازية سياسية واضحة، فرأت فيه المخلص من خطر “الكيزان” المنتشرين في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها خاصة العسكرية، الشرطة والجيش، والأمن، لهذا اضطرت للتعامل معه رغم تحفظاتها على وضعيته كجيش مواز للقوات المسلحة السودانية، ورغم تحفظاتها وانتقاداتها السابقة لوضعية هذه القوات..
(5)
أما “الكيزان” فقد نظروا إلى الدعم السريع كخطر يهدد وجودهم ، طالما غدر برئيس حزبهم الذي صنع الدعم السريع نفسه، وطالما تمددت علاقاته الخارجية حتى توطدت وتعاظمت مع قوى إقليمية ودولية هي في الأساس تتوجس من الإخوان المسلمين في السودان، وتريد القضاء عليهم، أما وضعية الدعم السريع فكانت مستفزة للجيش في كل شيء ..
(6)
تأسيسا على النقاط عاليه مجتمعة يمكن معرفة الأسباب الحقيقية لاندلاع الحرب التي يسعى كل طرف لتحقيق أهدافه منها بأقل الخسائر، أما الدعم السريع وجدتها فرصة لاستكمال بسط سيطرتها على كل شيء وتقديم نفسها للعالم ولاسيما الغربي على أنها حامية للديمقراطية والدولة المدنية..
، وأما الكيزان فرأوا فيها المخرج للتخلص من عدوهم اللدود الذي صنعوه بأيديهم، وأما الجيش فرأى فيها إنهاء الوضعية الشاذه لقوات لاهي قوات رسمية تتبع له وتأتمر بأمره، ولا هي قوات صديقة، بل قوة موازية له..وأما الحرية والتغيير رأت في الحرب التخلص من خصومهم الكيزان داخل الجيش،وخارجه طالما ادمنوا التآمر على حكومات الثورة وأهدافها والاحتماء بقوات حميدتي إلى حين ..
أما أخطر الأهداف في هذه الحرب هي أهداف الطرف الخارجي الذي لايريد من الحرب إلا تمزيق السودان وتقسيمه ، وهل من فرصة مواتية غير هذه…
اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تخب ان يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp حرب تدمير الخرطوم…أهداف مختلفة



المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى