حديث الزول الحزين (2)
مذبحة بيت الضيافة نسخة من مذبحة الشيوعيين لضباط الجيش في إندونسيا أيام سوكارنو
لماذا تظاهر (9) من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي بالجنون وساروا عرايا بين الناس
* و(هوكيج) الذي هو أعظم من اينشتاين كان يقدم محاضرة عامة عن الكون والكواكب .
= بعدها عجوز تقول له
: أيها الشاب .. تقول إن الأرض معلقة في الفضاء؟
قال : نعم
قالت : خطأ .. فالأرض يحملها ثور على قرنه..
قال: ومن يحمل الثور هذا ..؟
قالت : ثور آخر تحته
قال: ومن يحمل الثور الآخر هذا؟
قالت: ثور آخر .. وثور آخر بلا نهاية
* ومحاولته للوصول إلى جذر الحزب الشيوعي هي شيء مثل هذا .. فكل جذر تحته جذر..
– لهذا نكتفي بالثور الأول فقط.
– فالشيوعي صنعته الأولى (الدائمة) هي أنه حزب يصنع الضحك والبكاء والخراب والدم في كل مكان وجد فيه.
(2)
** وتحدثنا في الحلقة الماضية عن صناعة (خراب العقول).
** وأكثر ما يميز أهل القعدات هي النكات
_ ولا نعني هنا القعدات وما تفعله بالعقول .. ما نقصده هنا هو أن تفريغ العقول (سياسة وسلاح المخابرات منذ نصف قرن) سياسة تجعل للحزب هذا مشهد أهل القعدات..
– فأهل القعدة من عادتهم أنهم أهل غضب سريع جداً .
– وأهل عنف فاحش جداً.
– والشيوعي الذي يجيد الغناء والشعر يجيد النكات..
فالشيوعيون هم الذين يؤلفون النكات عنهم ليقولوا عن معارضتهم الدائمة .
= جماعة من الشيوعيين غرقت سفينتهم .. وعند خروجهم إلى جزيرة هناك يجدون رجلاً
قالوا: .. في الجزيرة وكمان هل توجد حكومة ؟!
قال: نعم ..
قالوا: نحن ضدها ..فهي حكومة فاسدة .. كلها لصوص..
– وعن نجاح الحكومة التي يشتركون فيها في أي شيء .. قال الشيوعيون
= القرادة قالت : أنا والجمل جبنا العيش من القضارف.
(3)
– لكن ما يدهش هو أن المآسي والمذابح التي يصنعها الشيوعيون .. هي .. هي وفي كل مكان..
– ومذبحة بيت الضيافة في السودان- عام 1971م هي نسخة من مذبحة الشيوعيين في إندونيسيا أيام سوكارنو.
– بالأسلوب ذاته..
– اعتقلوهم .. ثم قتلوهم لما عرفوا أن انقلابهم قد فشل ..
(4)
– وهوكينج .. وعلوم الفيزياء .. و(حساب الجُمّل) بضم الجيم وتشديد الميم ونظرية مايبونانش وكل الدين الإسلامي كلها أشياء تقول إن كل شيء له صلة بكل شيء.
(5)
– وراديو جاكارتا مساء خريفي أيام سوكارنو يذيع أغنية ( أيها الطائر الأزرق الجميل) .
– وزحام الناس في الطرقات وفي البيوت لم يكن يخطر له الأغنية هذه – تحدد قتلهم بعد ساعات .. فالأغنية كانت هي الإشارة المتفق عليها عند الحزب الشيوعي للانقلاب..
– لكن طفلة (عبد الحارث تاتاسون) تأمر الجيش الإندونيسي تضع يدها على خدها منتصف الليل وتصرخ من ألم الأسنان .. وأبوها يسرع بها إلى المستشفى .
– وعند عودته في الثانية صباحاً ينظر إلى منزله .. وبغريزة محارب قديم يشعر أن هنالك شيئاً يجري في بيته..
– ويهرب
– كان الشيوعيون قد دخلو بيته لاغتياله بعد أن قتلوا قادة الجيش
– لكن صرخة أخرى كانت تحدد مصير الشيوعيين.. فقائد الانقلاب الشيوعي حين يسمع من أرسلهم للاغتيال يقولون إنهم لم يجدوا تاتاسون
– يضع يده على رأسه
ويصرخ
– يا إلهي .. لقد أفلتوا تاتاسون.
كان قد عرف أن الانقلاب فشل وعرف ما يستطيع أن يفعله.
– بالفعل .. ففي اليوميين التاليين كان الناس يشنقون الشيوعيين في الشوارع .. في السوق .. في الساحات .. في الحارات ..في الجامعات..
– ومجلة التايم غلافها كان هو صورة الطلاب بجامعة جاكارتا وهم يضربون بالكراسي طالباً مشنوقاً..
-لكن الانقلابيين نفذوا مذبحة للضباط الذين كانوا قد اعتقلوهم..
مثلما حدث في السودان مثلما حدث في شيلي .. مثلما .. مثلما .. لا شيء إذن غريب..
عندها ليس غريباً أن المذابح الأعظم في تاريخ الحزب الشيوعي كانت هي المذابح التي أقامها قادة شيوعيون في الاتحاد السوفييتي لزملائهم من القادة.
-ونوجز.. فاللجنة المركزية للشيوعي السوفييتي الحاكم – أول لجنة- كانت تتكون من مائة وثلاثة عشر عضواً.
– ثم ما جرى هو
– تسعون منهم أعدموا بتهمة (خيانة الشعب).
– وتسعة (كانوا واعين جداً) وتظاهروا بالجنون ومشوا عرايا..
– وكان الأسلوب هو مدير المخابرات يقدم تقريراً
ومن يتهمه التقرير يعدم..
– لكن تطور المشهد كان أكثر براعة .
ففي أول اجتماع لخرتشوف بعد أن أصبح رئيساً كان الاتهام يوجه إلى (بيريا) .
– وبيريا كتب عنه أكثر من شخص فهو من أعدم الملايين..
– وبيريا يحيطون به – وهرج وصراخ- وضابط يغرس مسدساً على جبين بيريا ويجذب الزناد..
– قبلها كان كادر المخابرات
الأربعين كلهم يصبح مديراً للمخابرات بعد أن يقوم بإعدام سلفه..
– ولا شيء بالطبع ينتهي دون موافقة ستالين
ثم ستالين وإعدام أصدقاء سلسلة غريبة
– لا شيء إذن غريب حين يقول كل أحد إن الشيوعي يعيش بأسلوب واحد ..
– بالدماء والشيوعي هو أعظم من يصرخ للديمقراطية..
– وفي اليمن أول يوم من عام 1985م كان هو اليوم المحدد للانتخابات والمرشحون كانوا من الحزبين الاثنين فقط..
– الحزب الشيوعي الصيني
– والحزب الشيوعي السوفييتي
– في الليلة التي سبقت الانتخابات كان الشيوعيون السوفييت يدخلون بيوت قادة الشيوعي الصيني تحت جنح الليل ويذبحونهم في فراشهم ..
– وفي الصباح يفتحون مراكز الانتخابات للشعب ليمارس حقه في ديمقراطية كاملة..
– كل هذا لا نريده لكن السياق ينفلت..
– فالحديث هذا هو حديث النفس
– ولا عتب في حديث النفس..
– لكن ما تريده هو (جذور الأحداث) ..
– بمعنى
– ما يحدث في السودان اليوم
ماذا .. ولماذا ..
– و(ماذا) يحدث وأكثره معروف..
– لكن لماذا يحدث أكثره مجهول ..
– وما نبحث عنه هو المجهول هذا..