مشاكل الخدمات في السودان تختلف عن مايحدث في أي من رقاع الكون ، بإعتبارها مشاكل لاتحتاج لعصف ذهني أو عبقرية متفردة.. ومن هذه المشاكل أزمة الماء التي تحاصر العاصمة هذه الأيام ، فهي ظاهرة مخجلة ومن عجائب الأمور أن تصادفت مع زيادات هائلة في رسوم المياه المفروضة على السكان ..فلأول مرة تعاني بعض أحياء العاصمة من إنقطاع المياه لمدة خمسة أيام كاملة، دون أن يخرج أي من المسؤولين ليحدث الناس عن جهدهم المبذول في إيجاد الحلول.
كثير من المسؤولين الحاليين الذين دفعت بهم التسويات السياسية إلى مرافق الدولة ،لايعرف كيف يتعاطى مع مثل هذه الأزمات ،والتي ماكان لها أن تحدث لولا أن هناك ضعف إداري ..فمهما تكون الأسباب ..كقطع غيار أو صيانة أو خروج محطات عن الخدمة كله يجب أن يكون بدراسة علمية بحيث لا يتأثر الناس على هذا النحو المعيب وهم مقبلون على شهر رمضان المعظم .مايجب عمله الآن أن يؤجل الذين يسعون لإعتلاء كراسي الحكم أمر القسمة قليلاً..ليعملوا على إيجاد حلول عاجلة لمنع العطش الذي بات يتهدد العاصمة.
