غرب دارفور_خديجة الرحيمة
في ظل الاشتباكات التي استمرت لأكثر من اسبوعين بولاية غرب دارفور مدينة الجنينة أصبح الوضع كارثياََ بعد أن تحول الصراع إلى قبلي حيث تعرضت جميع المنازل ومعسكرات النازحين لأعمال حرق شبه كامل كذلك المؤسسات الحكومية الأمر الذي أدى الي نزوح وتشرد مئات الأسر بحثا عن الأمن والإستقرار كما خرج النظام الصحيعن الخدمة بعد تعرض مستشفى الجنينة التعليمي لأعمال سرقة وتخريب وكذلك برنامج التحصين الموسع التابع لوزارة الصحة بالولاية بحسب شهود عيان
ووفقا لمراقبون فإن هناك تخوف كبير من انتقال الصراعات إلى عدد من الولايات بعد أن فقدت الجهات المسؤولة السيطرة على كل شيء بحسب ما قالوا
وشهدت ولاية شمال كردفان الاسبوع الماضي اشتباكا عنيفا راح ضحيته عشرات المدمنين فضلا عن تدمير عدد من المنازل والمرافق الحكومية
“الإنتباهة” التقت بعدد من المواطنين والمسؤولين المتضررين بالجنينة تحدثوا لها بتفصيل أكثر عما حدث خلال الأيام الماضية :
ولم تكن هذه المرة الأولى أو الأخيرة للصراع في دارفور حيث
بدأ الصراع في الإقليم منذ العام 2003 بعد أن بدأت عدد من الحركات المسلحة بشن هجمات ضد الحكومة التي اتهمومها بتهميش حقوقهم
فبين وقت واخر تنشب حربا في جزء من الإقليم حتى أصبح مهددا بالخطر واصبحت الصورة الذهنية لدى الكثيرين مرتبطة بأن دارفور مكان للصراع الدائم
وعقب الأحداث الأخيرة بمدينة الجنية سقط عدد من القتلى الجرحى وسط المدنين والقوات النظامية وقالت نقابة أطباء السودان إن “جميع المستشفيات والمرافق الصحية ما زالت متوقفة في مدينة الجنينة مشيرة إلى أنها استطاعت حصر “100” وفاة في المدينة منذ 24 أبريل الماضي بينما لا يوجد حصر دقيق لعدد الإصابات”.
قالت جمعية الهلال الأحمر السوداني في بيان لها إنها أكملت إدارة (19) جثة وأخلت 307 جريحا في ولاية غرب دارفور بينما أشارت إلى أن فريقها بولاية شمال دارفور” قام بإدارة (51) جثة وفق الإجراءات القانونية المتبعة
ووفقا لشهود عيان فإن عدد الوفيات تجاوز الرقم الذي ذكرته تقارير لجنة الاطباء
توقف وتخريب
المواطن عباس حسين فيقول لـ”الانتباهة” ان مدينة الجنينة تعرضت لأعمال تخريب وحرق وتدمير شامل مشيرا إلى ارتفاع نسبة الوفيات وسط الأطفال وكبار السن وأضاف
تعرض سوق مدينة الجنينة أيضا لأعمال سرقة ونهب حيث أعمال السرقة ما زالت مستمرة حتى الآن مع توقف الامداد الكهربائي وأردف خدمات المياه أيضا متوقفة بعد أن خرجت جميع المحطات عن الخدمة وتابع أقسام الشرطة بالمدينة التي من شأنها ان تحمي المدنيين خارجة عن الخدمة بعد أن تمت سرقة وتخريب جميع أقسام الشرطة بما فيها إدارة مكافحة المخدرات وسرقة كل المضبوطات التي كانت داخل الادارة
فوضى وغياب قانون
تشهد مدينة الجنينة فوضى عارمة وغياب تام للقانون حيث تعرضت المؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات لاعمال تخريب ممنهج بما فيها مستودعات برنامج الغذاء العالمي بجانب تدمير جامعة الجنينة بحسب المواطن ادم إسحاق الذي اضاف في حديثه لـ”الانتباهة” جميع الطرق الرابطة بين مدينة الجنينة والمحليات الأخرى مغلقة الان وحتى الطريق الرابط بين ولاية غرب دارفور ودولة تشاد أيضا مغلق لأن الحكومة التشادية اغلقت حدودها بعد ساعات من بداية الصراع بالبلاد ومضى قائلا صوت الرصاص لم يتوقف حتى الان ولا توجد ملامح حياة طبيعية بهذه المدينة كاشفا عن وجود بعض المبادرات الشبابية التي يمكن أن تساعد في وقف ما وصفه بالنزيف بحسب تعبيره
الى ذلك وصف مسؤول بحكومة ولاية غرب كردفان فضل حجب اسمه الوضع بالكارثي وقال في حديثه لـ”الانتباهة” الوضع خرج عن سيطرتنا بعد انتقال القتال إلى المنازل وأضاف
نناشد جميع المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني بتوجيه خدماتها لمدينة الجنينة وعودة النظام الصحي في أقرب وقت بحسب ما ذكر محذرا من حدوث كارثة إنسانية حال استمر الوضع كما هو عليه الان
