(انس سياسي) رسالة الي الامريكيين
أعلنت الولايات المتحدة وهي الوسيط مع المملكة العربية السعودية في مفاوضات جدة بين الحكومة السودانية والمتمردين قال وزير الخارجية الأمريكية بلينكن أن الحكم المدني في السودان هو هدف الولايات المتحدة الذي تعمل علي تحقيقه جاء ذلك تعليقا علي سير مفاوضات جده .
ويفهم من ذلك أن أمريكا لن يهدأ لها بال أو يغمض لها جفن حتي تري الحكم المدني وليس الديمقراطية يطبق في السودان .
الولايات المتحدة الامريكية تقول قولها هذا ولا تستغفر الله أو تحرص علي الديمقراطية ولكنها ترد علي منتقديها بأنها تتوسط بين العسكر في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتمردة علي حساب الحكم المدني كما يعيرونها بذلك ! .
وطالما حضرتم با نفسكم هذه المرة ولم تكلفوا بالملف السوداني دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن فقدت الأمارات ورقة التوت وانكشف أمرها بدعمها للمتمردين .
نفيدكم أيها السادة الامريكان بكل ادواتكم المخابراتية ممثلة في السي اي ايه. والدبلوماسية عبر وزارة الخارجية والرئيس بادين أنفيدكم باننا شعب يعرف الديمقراطية وارتضيناها نظاما للحكم منذ استقلال السودان في عام ١٩٥٦م كما أننا مجتمع مفتوح وشعب يعشق الحرية Freedom ولا تخشي من الحكام وأجهزة الأمن ونناقش القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية في سراديق العزاء والمواصلات العامة وعربات الأجرة والمقاهي وفي إعلامنا و صحافتنا وعندنا الكبير الجمل
وقع ليك .
تجاربكم مع الديمقراطية في السودان فاشلة منذ أول حكم عسكري في نوفمبر ١٩٥٨م عندما تحالفتم مع حكم الفريق ابراهيم عبود لتمرير المعونة الأمريكية لمصالحكم الاستراتيجية في السودان بتغيير الثقافة الغذائية في السودان والشعب السوداني الذي كان يعتمد في غذائه علي إنتاجه من الذرة وتحويله الي القمح الذي تريدون تصديره للشعوب الأخري لدعم المزارع الأمريكي
٢_
تحالفتم مع المشير جعفر نميري ١٩٦٩م للقضاء علي الشيوعيين وايضا لمصالحكم وحربكم الباردة مع الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت.
٣_
حاربتم حكومة السيد الصادق المهدي ١٩٨٦,وهي حكومة منتخبة وحرضتم حركة التمرد في جنوب السودان ضده وايدتم انقلاب البشير في العام ١٩٨٩م لتوهمكم أنه موال لكم حسب إفادة الرئيس المصري حسني مبارك عندما قال لكم ديل اولادنا .
٤_
بعد أن تبين لكم توجه حكومة الإنقاذ حاربتموها حربا شعواء عبر حلفاءكم في التجمع الوطني الديمقراطي ودول الجوار وبعد فشل التدخل العسكري في السودان لجاتم لإسقاط النظام من خلال الدعاية الإعلامية والشيطنة والترغيب والترهيب ونتج عن ذلك فصل جنوب السودان وإشعال الحرب في دارفور .
٥_
ما قمتم به عقب سقوط نظام الإنقاذ لا يمت للديمقراطية ولا الحرية بصلة جعلتم همكم الاول والاخير هو ابعاد الاسلام عن المشهد في السودان .وحاولتم بتطبيق العلمانية المتوحشة لاستئصال شافة الإسلاميين حتي من كانوا ضد النظام السابق وشاركوا في الثورة وفيهم اصدقاء لكم اتخذتموهم ادوات وسرعان ما رميتموهم وراء ظه وركم كأنكم لا تعرفونهم من قبل .
٦_
لجاتم للمؤسسة العسكرية واطلقتم يد الدعم السريع ليفعل ما يشاء بما في ذلك المشاركة مع آخرين من حلفائكم فيى فض اعتصام القصر .استهدفتم الجيش الوطني وعملتم علي شيطنته ووصفتوا قيادته بأنهم اثرياء حرب واطلقتم يد النشطاء ضد القوات المسلحة السودانية تمهيدا لتفكيكه وتدميره كما دمرتم الجيش العراقي من قبل .
٧_
وقعتم الوثيقة الدستورية بين العسكريين وأحزاب سياسية منتقاة بدلا عن دستور السودان الانتقاليلعام ٢٠٠٥م وعندما خرج الشعب السوداني وشكل اعتصام القصر وصدرت قرارات ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م التصحيحية اوقفتم كافة الإجراءات التي أعلنها القائد العام للقوات المسلحة وعلي رأسها إجراء انتخابات حرة ونزيهة واعدتم عقارب الساعة للوراء وشجعتم التظاهرات ولجان المقاومة ظنا منكم أنها سوف تسقط الجيش .وكانت الطامة الكبري باشتراك الولايات المتحدة في الاتفاق الإطاري عبر الرباعية الدولية وأحزاب الحرية والتغيير التي تحالفت مع قوات الدعم السريع وتم حبك الموامرة لقتل القائد العام للقوات المسلحة وعندما اندلعت الحرب الحالية في ١٥ ابريل ٢٠٢٣م كانت الولايات المتحدة الامريكية تنتظر انتصار المتمردين علي الجيش حسب المعطيات العسكرية والميدانية التي توفرت لهم وما قام به الدعم السريع من اعداد عسكري في العاصمة والولايات .وما الوساطة الحالية من قبل الولايات المتحدة إلا محاولة لإنقاذ الدعم السريع ليس لسواد عيون حميدتي وشقيقه ولكن لاستمرار جيشين في البلاد وإن كان أحدهما يحمل صفة التمرد السريع أو الصريع .
وبالعودة لحديث الولايات المتحدة الامريكية عن الديمقراطية في السودان فان الشعب السوداني يعرف الديمقراطية والفيصل فيها صندوق الانتخابات الحرة والمباشرة والمراقبة دوليا وإقليميا .ام تجربتكم مع النشطاء وأحزاب قحت التي تسمي نفسها قوي الثورة فقد أثبتت فشلها وبعدها عن الديمقراطية وخير دليل علي ذلك أنها أدت لاشتعال الحرب في السودان ولا مجال لتكرار تجربة الرباعية والاتفاق الإطاري ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا .الديمقراطية الشعب السوداني يعرفها ولا يقال له ان الإطاري ديمقراطية والفريق المتمرد حميدتي ديمقاطي والعرف عزه مستريح .
ح م ص