أخبار السودان

المطالبات بالحكم الذاتي.. صراع الهامش والمركز


تقرير: عماد النظيف

عادت من جديد للسطح المطالبة بالحكم الذاتي في عدد من أقاليم البلاد المختلفة، بعد أن منحت اتفاقية جوبا لسلام السودان النيل الأزرق حكماً ذاتياً، لتفتح الباب أمام اقاليم أخرى آخرها الاقيلم الشمالي الذي طالبت به قيادته أمس قبل أن يجف الحبر الذي وقعت به المصفوفة المحدثة لتنفيذ اتفاق السلام.
وأعلن المجلس الأعلى لكيانات الشمال رفضه كل ما ورد في المصفوفة المحدثة لتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان وورشة جوبا لتقييم الاتفاق، خاصة ما يلي الإقليم الشمالي بولايتيه الشمالية ونهر النيل، موكداً موقفه الثابت برفض الاتفاقية بكلياتها، وجدد مطالبته بالحكم الذاتي للإقليم الشمالي، للحفاظ على موارد الإقليم ومنح المركز ما يتم الاتفاق عليه من نسبة.
اتفاق تاريخي
ولكن رئيس مسار الشمال محمد سيد أحمد الجاكومي قال إن المجلس الأعلى لكيانات الشمال عبارة عن تجمع لفلول المؤتمر الوطني المحلول الذين تم اسقاطهم في ثورة ديسمبر المجيدة ولم يقدموا غير الدمار، واعتبر الجاكومي المجلس مجرد دمية يتم تحريكه الحسب الحاجة والمصلحة.
وأوضح الجاكومي في حديث لـ (الانتباهة) أن هؤلاء لا يعرفون مسار الشمال، في إشارة منه لقيادة المجلس الأعلى لكيانات الشمال، وتابع قائلاً: (إن مكاسب مسار الشمال لم تتحقق لانسانه منذ الاستقلال، حيث أصبح إنسان الشمال سيد نفسه).
وذكر الجاكومي لـ (الانتباهة) أن المسار خصص 30% من عائدات الموارد للاقليم وأقر بإعادة تأهيل المشروعات والبنية التحتية، بجانب مجانية التعليم في جامعات الاقليم وتخصيص (30%) من عائد سد مروري للولاية.
ومن جهته قال القيادي في الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية محمد زكريا إن تعديل اتفاق جوبا مرفوض بالنسبة لهم، واصفاً له بالاتفاق التاريخي ويجب الوفاء بالعهود، واعتبر الذين يدعون لتعديل الاتفاق يمارسون نفس سلوك المؤتمر الوطني المحلول الذي لم يوف بتعهداته.
التوقيع على المصفوفة
ونظمت جنوب السودان باعتبارها الوسيط في اتفاق السلام هذا الأسبوع ورشة لتقييم الاتفاق انتهت بتوصية الحكومة بإصدار قرارات فورية ومعالجة بعض القضايا من أجل تسريع خطوات تنفيذه، ووقع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على المصفوفة المحدثة بوصفه شاهداً، كما وقع عليها رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت باعتباره ضامناً لاتفاق السلام، وقال البرهان الذي تحدث في مراسم التوقيع على المصفوفة المحدثة إن السلام يأتي في صدارة سلم الأولويات القصوى للدولة، لأنه يُشكل عاملاً مفتاحياً في قضايا الأمن والاستقرار والتنمية، وتعهد بتطبيق المصفوفة بمواقيتها الجديدة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في السودان.
ووقع على المصفوفة المحدثة عن الحكومة عضو مجلس السيادة شمس الدين الكباشي، ومن الجانب الآخر رؤساء تنظيمات: تحرير السودان، تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي، العدل والمساواة، الحركة الشعبية ــ شمال، الجبهة الشعبية المتحدة، مؤتمر البجا المعارض، كيان الشمال، الجبهة الثالثة ــ تمازج وحركة تحرير كوش.

وقال البرهان إن السودان بوصفه رئيس الدورة الحالية للهيئة الحكومية المعنية بالتنمية (إيقاد) حريص على إنفاذ اتفاقية سلام جنوب السودان المنشطة، ودعا سلفا كير المجتمع الدولي لدعم اتفاق السلام في السودان، وقال إن السلام في السودان امتداد للسلام في جنوب السودان، مشيراً إلى أن ورشة تقييم اتفاق السلام هدفت لتذليل العقبات والتحديات.
خلافة في القيادة
ويعتقد المحلل السياسي محيي الدين محمد أن مسار الشمال عليه خلاف في الأول يتعلق بالقيادة وحول مخرجاته وهو أقل من ما يحتاجه الاقليم الشمالي، وبالتالي ليس غريباً أن يصدر مثل هذا الموقف من المجلس الأعلى لكيان الشمال رفضاً للمصفوفة والمسار.
ويضيف محيي الدين أن ما يتعلق بالحكم الذاتي صار جزءاً من مطالب القوى السياسية المختلفة، حيث ان جلهم يتحدثون عن حكم ذاتي، وهذا ما يؤكد ضرورة معالجة مسألة المركز والولايات لأنها نتاج عن طريقة تعامل مختلفة خلال السنوات الأربع الماضية بين الحكومة المركزية وحكومات الولايات، وعدم وجود اهتمام بالولايات لا في الوثيقة الدستورية ولا عبر علاقة الدولة في بناء مؤسساتها في الاقليم المختلفة.
ودعا محدثي الى ضرورة الوقوف عند مطالب الحكم الذاتي، وذلك للنظر في مطالبات عدد من الاقاليم والولايات بالحكم الذاتي لمعالجة هذه القضية بين المركز والهامش، بحيث تتم معالجة تظلمات الولايات في ما يتصل بالمشاركة في السلطة على المستوى الاتحادي ونسبة مشاركة أبناء الولايات في حكم ولاياتهم، وكذلك الموارد الاقتصادية خاصة في الولايات ذات الانتاج الوفير من الذهب والثروة الحيوانية، بحيث يتم تطوير البنيات الأساسية من الموارد الموجودة فيها.

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp المطالبات بالحكم الذاتي.. صراع الهامش والمركز





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى