المقالات

الكتابة تحت أزيز الرصاص.. الخرطوم تُنتَهك…!!


 

○ في تاريخ الشعوب والدول والمكونات محطات رامزة تبقي ك (باقي الوشم في ظاهر اليد) لا تنفك عنها متماذكرت ولا تبرحها أينما حلت.. كمثال لذلك حرب البسوس ودخول جيوش المنذر بن ماء السماء الي العراق وكذا (مفاوضات) سليمان النبي لبلقيس وصاحب الافيال يغزو مكة لتري جيش دولة النبي “ص” يفتحها والهنود الحمر يغادرون امريكا وهتلر وموسليني يجوسان في ردهات أوربا ويدخلان مضاجعها وإسرائيل تحتل سيناء والجولان إضافة لفلسطين وصدام يضرب قم وطهران ومشهد وشباب المجاهدين يجتاحون الصومال بالطول والعرض وامريكا تعيد قندهار ومزار شريف وحضر افغانستان الي العصور الاولي وجهيمان العتيبي يحتل الكعبة مصداقا لصدح جوليا (الكعبة تحتل) وعلي عبدالله صالح يضرب ويحمل علي (ملايا) والقذافي يخرج من (ماسورة) وتدخل فيه (ماسورة) !! وطالبان تعود الي كابل ليحكمها أصحاب اللحي وباليد بندقية وبالآخري مسواك وفعلوا كما فعلت (داعش) في الموصل والريف السوري .

○ قنن نظام البشير البائد وضع الدعم السريع كقوة نظامية وزادها علي النظامية بأن خصص لها جبل عامر موردا حصريا لتنقيب الذهب وتهريبه وأعطاءها حق التعاقد والإبتعاث كحالتها مع حرب اليمن ومكنها من الأمر لتفتح خطا مع المنظومة الدولية الغربية والتي يزعجها الإتجار بالبشر والهجرة الغير شرعية تفتح معها (شغل) وكان الدعم السريع يقدم الخدمة ويأخذ الثمن .

○ بعد نجاح ثورة ديسمبر وضمن التماهي مع خطط المتمرد ومن يرعاه قرر المجلس العسكري إلغاء تبعية الدعم للجيش، فتمدد الدعم السريع وطوق العاصمة بمعسكرات علي عين قيادة القوات المسلحة ورضاء المجلس العسكري وقتها والسيادي الانتقالي بعدها، فنزل في معسكر طيبة جنوب الخرطوم، ومعسكر جبل سركاب بكرري اقصي شمال ام درمان بجانب معسكر آخر في منطقة صالحة جنوب امدرمان، وثالث في الجيلي شمال الخرطوم بحري، وآخر في الشجرة جنوب الخرطوم كما تملكت قوات الدعم السريع مقرا في سوبا شرق بشرق النيل، علاوة على استحواذها على مقار إستراتيجية في كافوري شمال شرق الخرطوم بحري وآخري في قلب الخرطوم، بينها مقر جهاز المخابرات السابق القريب من القيادة العامة، ومقر هيئة العمليات القريب من مطار الخرطوم الدولي.. وكذا اوكل الجيش للدعم السريع حراسة اهم المواقع الاستراتيجية كالقيادة العامة والقصر الجمهوري بحجة وجود قائده – أي حميدتي- في الأولي سكنا وفي الثانية عملا إضافة لحراسة مباني الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وقاعدة وادي سيدنا الجوية في كرري وقاعدة النجومي الجوية بجبل الاولياء ولا يفوت علينا الإشارة الي انتشار معسكرات الدعم السريع في طول البلاد وعرضها بيد ان المقال عن الخرطوم.

○ أفاقت العاصمة السودانية الخرطوم علي صباح النصف من أبريل٢٠٢٣م علي حدث سيظل بارزا علي (تخت) التاريخ السوداني، فقد ضجت الآفاق برزاز الرصاص من الارض وزخاته من السماء، فالذي جري يوم ذاك يفقر المتلقي فاهه تعجبا منه ويفتقط التاريخ خطوط كتفه ودواته ليسجل بطولة الحرس الرئاسي الذي خط شهداءه بأحرف النور موشاة بالدم الغاني حين غدر جنود المتمرد بزملائهم في القوات المسلحة وقد كانوا قبلا يقاسمونهم حراسة مؤسسات الدولة الحساسة وعند بداية (الجريمة) وجهوا بنادقهم لجباه وصدور من كانوا يشاركوهم الطعام والمهام والمقام على مدى سنوات ..قتلوا من قتلوا بدم بارد وأسروا من اسروا بإحساس اكثر برودة ، وقبل أن يجف دم معركة الغدر خرج كبيرهم يصيح في شاشات التلفزة معلنا عن انتصاراته مطالبا قائد الجيش ورفاقه التسليم له في انتظار المحاكمة.

○ ضرب التمرد في خطته البديلة -بعد فشل الاصيلة- جل المواقع الخدمية والتي تبدأ بالمطار ولا تنتهي بمحطات مياه الشرب والكهرباء والمؤسسات العلاجية والصحية ومرافق خدمات المواطن من مراكز إتصالات وبنوك ودواوين خدمة..تعطلت بفعل الحرب المطارات والمؤاني وانابيب البترول والغاز وحرقت ودمرت ونهبت المصارف والمصانع والاسواق واتلفت شبكات الصرف الصحي وهجر المواطنون منازلهم ومقار عملهم فنهبت وحرقت واستبيحت وفي الحين الذي كسبت فيه القوات المسلحة تأييدا من الشعب منقطع النظير وإجماعا حول مرجعيتها الوطنية والتفافا حولها بالدعم والمساندة من كل آطياف الشعب يخسر التمرد في كل يوم وساعة من جراء أفعاله (الشينه) إجتماعيا وسياسيا وأخلاقيا وإقتصاديا إضافة لخسارته العسكرية الماحقة والمالية الفادحة بحيث ان قوي التمرد قد خرجت تماما من دائرة الفعل والتأثير علي الساحة السودانية .

○ في المحصلة فإن هذه الحرب التي لم يعرف لها تاريخ السودان الحديث مثيلا حيث استبيحت عاصمة البلاد لدرجة كبيرة لما يقرب الشهر- حتي الآن- الا ان إنقضائها الذي لا بد منه سيخلف ساحة وطنية معتمدة ومعتدة بقواتها المسلحة ويري مراقبون ان البلاد مقبلة علي مرحلة بدون مايسمي – دعم سريع – والذي ان بقي سيبقي جيوبا ضعيفة التأثير وتباعا له القوي التي ساندته ومنحته التبرير وكفلته المرجعية وكذا ستحتاج كل او جل الاحزاب السياسية لما يشبه -ضبط مصنع- لضعف تفاعلها مع الراهن وانعدام تأثرها وتأثيرها في الساحة الوطنية .

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp الكتابة تحت أزيز الرصاص.. الخرطوم تُنتَهك…!!





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى