أخبار السودان

العزلة الإفريقية.. متى تفك؟


تقرير: محمد عبد الحميد

تحركات دبلوماسية ماكوكية ولقاءات متعددة أجراها وكيل الخارجية السفير دفع الله الحاج بأديس ابابا، لفك العزلة السودانية والعودة لأحضان الاتحاد الإفريقي برفع تجميد نشاط السودان في المنظمة الإقليمية. وابتدرها الوكيل بالرئيس الحالي لمجلس السلم والأمن الإفريقي إدوارد مكاي، بجانب مندوب تونس في السفير عبد الحميد قربي ومندوبة ناميبيا إيمليا مكوسا ومندوبة زيمبابوي السفيرة صوفيا نيامي ديزل، وكلهم أعضاء في مجلس السلم والأمن الإفريقي. وهناك دفوعات قوية ألقى بها الوكيل على طاولة مندوبي الدول شرح خلالها التطورات الإيجابية بعد التوقيع على (الإطاري) في سياق العملية السياسية الجارية، معرباً عن أمله في رفع قرار التجميد على ضوء المؤشرات الإيجابية، فهل تنجح الدبلوماسية السودانية في فك شفرة التجميد؟
إعادة الاندماج
وتهدف التحركات الدبلوماسية السودانية في الأيام الفائتة إفريقياً وعربياً ودولياً لإعادة السودان للاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية والدولية، حسب خبير إدارة الأزمات والمحلل السياسي اللواء د. أمين إسماعيل مجذوب، كما أوضح أن كل هذه التحركات محاولة لإعادة الاندماج مع المجتمع الدولي والحصول على ميزة إعفاء الديون، خاصةً بعد وصول السودان لنقطة القرار، فيما تدهورت العلاقة مع المجتمع الدولي بعد قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر. وتجلت تلك التحركات في ترحيب (ايقاد) وزيارة وكيل الخارجية ولقائه نافذين من الدول المؤثرة في الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية، بينما ربط مجذوب بين جهود وزارة الخارجية والدبلوماسية الرئاسية التي تمثلت في تحركات البرهان واستقباله عدداً من المسؤولين ولقاء وزير خارجية إسرائيل ووزير الري المصري، بجانب لقاء مديري المخابرات بمصر وتركيا وأمريكا، وبالتالي فالحراك مربوط بالتسوية التي ترعاها (الرباعية الدولية) تحت إدارة (الآلية الثلاثية)، منبهاً الى أن كل تلك التحركات مربوطة بمشكاة واحدة هي الولايات المتحدة الأمريكية.
رعاية سلام الجنوب
مطالبات جدية دفع بها وكيل الخارجية إلى مجلس السلم والأمن الإفريقي، لزيارة السودان للوقوف على التطورات الإيجابية ولقاء سائر الأطراف. وشرح السفير الأهمية الجيوسياسية للسودان ودوره الكبير في رعاية سلام جنوب السودان وسلام إفريقيا الوسطى وتحقيق السلم والأمن في الإقليم وفي القارة الإفريقية، مشيراً إلى أن استمرار تجميد نشاط السودان في الاتحاد الإفريقي سيحرم الأسرة الإفريقية من مساهمة السودان الإيجابية المعروفة في الشأن الإفريقي.
انتقال السلطة في السودان
وفي يوم الأربعاء الماضي أعلن السكرتير التنفيذي لـ (إيقاد) ورقني قبيهو دعم (إيقاد) عملية الانتقال في السودان، فيما شدد على إعادة قبول السودان في الاتحاد الإفريقي، بجانب رفع كل العقوبات التي تعيق عملية انتقال السلطة في السودان. وقال قبيهو في خطاب (إيقاد) السنوي الثالث بمدينة ممباسا الكينية إن الانتقال يتقدم تدريجياً، مشيراً إلى أن (إيقاد) تعمل مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي تحت رعاية الآلية الثلاثية لتنسيق دعم الحوار الوطني للانتقال لحكم مدني في السودان.
وفي المقابل أعرب مناديب الدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن الذين التقاهم وكيل الخارجية السفير دفع الله الحاج علي، عن شكرهم لحرص السودان على تنويرهم بآخر المستجدات والمساعي المبذولة في سبيل استكمال العملية السياسية، وأكدوا على أهمية ودور السودان في الإقليم على النحو الذي شرحه الوكيل.
دمج السودان في المجتمع الدولي
ويرى اللواء د. أمين إسماعيل أن دبلوماسية الخارجية رافقتها دبلوماسية عسكرية وأمنية، ودليله على ذلك سفر مدير المخابرات السوداني إلى واشنطون بمعية مدير هيئة الاستخبارات العسكرية، فكل هذه القنوات يتم الدفع بها للالتفاف على القنوات السياسية المجمدة، وتصب في محاولة دمج السودان في المجتمع الدولي من جديد، حسب قوله.
وفي غضون ذلك قالت مصادر دبلوماسية لـ (الشرق) إن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي سيزور السودان في الفترة من (12 ــ 14) فبراير الجاري، لمناقشة قضية تعليق عضوية السودان في الاتحاد الافريقي وعدد من الموضوعات الثنائية مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
ويشير أيضاً المحلل السياسي أمين مجذوب إلى أن زيارة وزير خارجية روسيا الأربعاء المقبل تصب في محاولة روسيا إيجاد نفوذ ووجود في الساحة السودانية حتى تنداح بعد ذلك إلى إفريقيا. وأضاف قائلاً: (اضف لذلك دور السودان في إعادة الهدوء إلى إفريقيا الوسطى وتشاد وليبيا، فهي مصالح تتقاطع كلها مع الموقع الجيواستراتيجي للسودان، ولا ننسى ساحل البحر الأحمر الذي يزيد عن (800) ميل بحري، في حين يمر عبره 90% من بترول الخليج الذي يذهب إلى أمريكا وجنوب شرق آسيا، فضلاً عن خدمات السفن التي تتصارع عليها كبرى الشركات من دول المنطقة لتقديم خدمات الموانئ، فوجود أية موانئ على الساحل السوداني تختصر المسافة إلى الموانئ الخليجية)، ويشرح مجذوب قائلاً: (بمعنى أن تمر السفن من قناة السويس مباشرةً إلى خليج عدن ومنه إلى المحيط، فكل هذه الأمور محسوبة في التحركات الدبلوماسية لفك العزلة وإعادة السودان إلى الاتحاد الإفريقي والإيقاد). وأضاف قائلاً: (من الواضح أننا نمر بمرحلة مفصلية تتطلب التحول الديمقراطي وتشكيل حكومة مدنية والإيفاء بالعهود حتى يخرج السودان من هذه الأزمة السياسية والأمنية والاجتماعية.

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp العزلة الإفريقية.. متى تفك؟





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى