المقالات

السودان جوهرة في يد فحام 


ظِلَال القمــــــر

عبدالرحمن محمـــد  فضــل الله

[email protected]

هذه الأرض المسماة بالسودان هي في حقيقتها جوهرة ثمينة نادرة غالية وللأسف عجزت كل الحكومات السابقة والآنية في بناء وتعمير ونهضة هذا البلد ويبدو أن فكر الحكومات السابقة لا يتعدى مستوى فكر وطموح أي فحام يبيع الفحم وكونه فحام فأنه لايقدر قيمة الجواهر حتى إن وجدها  وسط سواد الفحم حيث يظل  أفق الفحام منحصر في قطع وحرق الاخشاب واشعال النيران فيها بطريقة معينة حتى يحصل على الفحم لايهمه تدمير الغابة وتدمير الغطاء النباتي الذي يكسو الأرض جمالاً بخضرته الزاهية  للأسف هذا هو حال السودان مع حكوماته الفاشلة و ظل ينتقل من فحام إلى فحام دون أن يقدروا قيمة هذه الجوهرة الثمينة الزاخرة و المكتنزة بالغالي والنفيس وماجاد به المولي عز وجل على مختلف أنواع الهبات الربانية نباتات وثروة حيوانية وأرض شاسعة صالحة للزراعة وباطن الأرض مزخور بمختلف المعادن إضافةً للبترول والغاز ويوجد أغلى من كل ماذكرت هو الإنسان، وللأسف ظل هذا الإنسان يكابد شظف العيش  والمشقة والعناء في كسب قوته ومأكله ومشربه وعلاجه وتعليمه وسكنه، بل أن الشروع في بناء مسكن  فهو مشروع طويل يمتد مع عمر الإنسان  وقد ينقضي العمر دون أن ينجز هذا  المشروع ليسكن فيه، بالرغم مايمتلكه السودان من مساحة هائلة من الأرض، يظل حلم الإنسان هو إمتلاك قطعة أرض ويحلم  بتشيدها كمسكن يرتقي إلى آدمية الإنسان في دولة تنعدم فيها البنية التحتية من صرف صحي ومياه صالحة للشرب وطرق وكهرباء وإنترنت وغيرها من مقومات المدنية والحضارة، ظل أبناء الشعب السوداني في صراع مميت وقاتل من أجل السلطة، العسكر يقتلون بعضهم البعض في الإنقلابات العسكرية التي نجحت في الاستيلاء علي السلطة أو التي فشلت في ذلك وظلت أنظمة الدولة متمرسة في قمع وضرب وإهانة وقتل وسحل المدنيين بأسلوب همجي ووحشي حيث لا يوجد وازع من ضمير أو أخلاق تجعل أي عسكري يهين أي مواطن ويضربه بهذا الشكل الهمجي دون أي وجه حق ودون أية مساءلة رادعة بل بالعكس أن الحصانة التي منحتها الدولة المتمثلة في قرار رئيس المجلس السيادي يعتبر هو إذعان وتمادي في إنتهاك حقوق الإنسان بضربه وإهانته وتعذيبه وقتله وهو بمثابة إذن وتصريح في إطلاق اليد الباطشة الظالمة الغاشمة أن الأجهزة الأمنية بمختلف قطاعاتها ومسمياتها المختلفة (جيش- دعم  سريع – أمن ومخابرات – شرطة ) هم في الأصل من أبناء هذا الوطن وتمتد أواصر القربي بين جميع فئات المجتمع فمن الطبيعي أن يكونوا رحماء بالناس يحترمون ويوقرون الكبير والذي إرتكب مخالفة أو جناية أوجرم هنالك طرق معروفة في التعامل بها ولكن ليس بهذا الأسلوب الوحشي القبيح أن تعمد الأجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها لن يعفيها من المساءلة في الدنيا والآخرة وإذا فلت الظالم القاتل من حساب الدنيا  فأن حساب الآخرة أشد وأعظم حيث هالك الحساب فردي حيث لا ينفعك هناك رئيس دولة ولا رئيس حزب ولا شيخ قبيلة وأيضاً مايظهر من إنفلات أمني وقتل وسلب تقوم به جهات متفلتة من ترويع للآمنين فهو يحتاج بالضرورة لشيء من الغلظة والشدة لردع هؤلاء المجرمين المتفلتين، وسيظل السودان جوهرة في يد فحام حتى يعثر عليها جواهرجي يقدر قيمتها أما أن يستولي عليها عنوةً ويكتنزها لنفسي أو يخرج من شعب السودان حاكم قوي وصاحب حكمة ويقدر قيمة الجوهرة وينهض بهذا الوطن البائس المنتاحر الغارق في وحل الفشل والضياع وسط حرائق أخشاب وأكوام الفحم .

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp السودان جوهرة في يد فحام 





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى