الحس الوطني المعدوم هو سبب أزمات الوطن المتلاحقة
بقلم محجوب مدني محجوب
كل أزمة تلحق بالوطن تحتاج لحس وطني؛ لتحول بينها وبين ملاحقتها بالوطن.
تكاد تكون كل أزماتنا التي تمكنت واستولت علينا، ولم نستطع الفكاك منها هو بسبب فقداننا للحس الوطني.
ليس في مجال دون مجال بل في كل المجالات فمثلا:
* عدم وصول الجيش لأرضية مشتركة بينه وبين المدنيين سببها غياب الحس الوطني، فلا يمكن للجيش أن ينظر لمصلحة مؤسسته ويترك الوطن في ظل وجود حس وطني، ففي سبيل الوطن سوف يجعل مصلحة الجيش في المرتبة الثانية.
أما إن كانت مصلحة الجيش هي الأولى، فلن يلتفت إطلاقا لأي مكون آخر سواء كان شبابا أو أحزابا أو أي قوى مدنية أخرى.
* غياب الحس الوطني من كل حزب من الأحزاب السياسية، فإزاء كل قضية تأتي مصلحة الحزب في المرتبة الأولى، وبالتالي يرفض أي خيار أو حل يقلل من هذه المصلحة أما إن كان الحس الوطني حاضرا، فلن تتصدر مصالح الحزب المتقدمة، ولن تتساقط الحلول في سبيل الحصول على مصلحة الوطن.
فكلما ظهرت أزمة اصطدمت بمصالح الجهات المتعاركة، وبالتالي تتأزم وتتفاقم وتزداد تعقيدا.
أما إن وجدت أمامها حسا وطنيا، فسوف تنظر كل جهة للأزمة من زاوية مختلفة.
من زاوية بحيث لا تعيق ولا تأخر الوطن، وبالتالي توسع من دائرة الحل ولا تحصرها في دائرة مصلحتها الضيقة.
إذن كلمة السر إزاء كل أزمة تواجه الوطن هي الحس الوطني، فبقدر وجودها تنفرج الأزمة، وبقدر غيابها تتعقد الأزمة ويصعب حلها.
آخر تطورات الأحداث السياسية الخطاب والقرارات التي ألقى بها الفريق البرهان في الساحة السياسية.
فإن قوبلت هذه القرارت بحس وطني، فسوف يؤدي الجيش مهمته، فما أن يتدخل في شؤون المدنيين خاف على الوطن لا على موقفه السياسي كما ستؤدي القوى المدنية مهمتها إذا نظرت لمصلحة الوطن لا مصلحة كل حزب على حده.
على أن يكون الشباب والقوى الثورية هي الثيرمومتر الذي يقيس مدى قوة وضعف هذا الحس.
فإن هبط ونزل قام الشباب بإطلاق إنذار وسط مسرح الأحداث أن أفيقوا وانتبهوا أيها الساسة، فالحس الوطني في خطر.
وإن ارتفع وصار عاليا انسجمت القوى مع بعضها البعض وعم الرضا والقبول الكل.