(الجامعة العربية) لا جامعة ولا عربية
اجتمعت اليوم (الجامعة العربية) في دورتها الجديدة بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية على شرف استقبال بشار الأسد هذا السفاح السوري دون أدنى حياء.
لم يقدم هذا الرجل لمحاكمة ولو صورية إزاء كل المجازر التي ارتكبها في سوريا.
استقبل الرجل استقبال الفاتحين.
هذا المشهد الذي استقبل به السفاح السوري بجدة يعطي درسين في غاية الأهمية.
الدرس الأول:
هو أن (جامعة الدول العربية) تمثل رؤساء هذه الدول ولا تمثل شعوبها.
تمثل هؤلاء الرؤساء الذين لا هم لهم سوى أن يظلوا على كراسي الحكم.
بأي عين وبأي نفس استقبلتم هذا السفاح؟
لا مبرر لهذا الاستقبال سوى أن هؤلاء الرؤساء لا يختلفون في شيء عن بشار الأسد.
لا يختلفون في شيء سوى في الأسماء أما أسلوب الحكم فهم لا يختلفون فيه بدليل أنهم استقبلوا الرجل دون حتى إشارة لهذه الحقبة الدموية التي مارسها الرجل مع شعبه حيث لم يترك أسرة في سوريا إلا وقتل وشرد منها.
قضى على كل بنيتها التحتية.
قضى على عملتها تماما.
فعل كل ذلك هذا السفاح ولم تكن لهذه الحرب طرف خارجي.
الطرف الوحيد الذي كان يعاديه بشار هو أبناء شعبه وأبناء جلدته.
هل يتردد أحد بعد هذا الاستقبال الذي قوبل به بشار في جدة هل يتردد أحد من أن هؤلاء الرؤساء سيبطشون بشعوبهم؟
سيمارسون ذات الجرائم التي ارتكبها بشار في شعبه؟
هل يتردد رئيس عربي شارك في هذه الدورة أن يزيل شعبه عن آخره؟
كل رئيس من الرؤساء الذين جمعتهم دورة (الجامعة العربية) في جدة قد أخذ صكا مختوما بألا أحد يقف في وجهه ولو كان الثمن الشعب ولو كان الثمن تدمير كل ثروات البلد.
الشرط الوحيد هو أن ينتصر على شعبه كما انتصر بشار على شعبه ودكه دكا.
فإن انتصر فسوف تستقبله (الجامعة العربية) في أي مدينة من مدن الدول العربية بكل بشر ورحابة كما استقبلت مدينة جدة بشار.
الدرس الثاني المستفاد من هذه الدورة المذلة والمحقرة لكل فرد عربي هو أنه لا أحد يجلب لهذه الشعوب حريتها وكرامتها وحقوقها سوى ثوراتها الشعبية.
هذه الثورات التي قضى عليها بشار الأسد ومسحها كما تمسح الفيضانات المدن.
فيا أيها الشعوب العربية إن لم تفيقوا لأنفسكم.
إن لم تدركوا وحدكم قيمة وجودكم.
إن لم تأخذوا بأنفسكم الثأر على من قتل وشرد وعذب شعوبكم.
على من دمر بلدانكم فلن تجدوا أحدا يحفظ حياتكم ويأخذ بثأر من ظلمكم وقتلكم.
بل ستجدون (الجامعة العربية) تحتفل بمن يسحقكم.
ألا فلتعلموا يا رؤساء العرب كلكم بشار الأسد.
وألا فلتعلموا يا شعوب الدول العربية كلكم (حلب) و(حمص) و(دير الزور) إن لم تقفوا معها سوف تعود الدائرة عليكم، وسوف تحتفل (الجامعة العربية) يوما ما بطغاتكم في مدنكم، وسوف تجدون الكل يتفرج عليكم.
لا بديل لثورات الربيع العربي إلا مزيدا من الثورات.
إلا مزيدا من الانتفاضات، فهؤلاء الرؤساء لن يفرخوا سوى الطغاة.
ولن يحتفوا سوى بالطغاة.