أخبار السودان

التنافس الشرس.. عودة المؤسسية.. وفتح الملفات الشائكة


تحليل سياسي: م. أحمد فاروق حسن
(سنضاعف جهودنا لتوسيع دائرة الأصدقاء والحفاظ على قوة التشكيل)، بهذه الكلمات العسكرية أنهى الجنرال اجتماعيه في الدائرة الأولى، ويبدو أن الدائرة ستتسع لتشمل دبلوماسيين من طراز رفيع وقع عليهم الاختيار ليكونوا مهندسي العلاقات الخارجية، بينهم السفير علي الصادق والسفير دفع الله الحاج موسى، ومن المتوقع أن يدخل الجنرال في ملفات شائكة لحشد الدعم الدولي خلال الفترة القادمة بتوفيق أوضاع المنطقة بين أمريكا والصين، واستبدال استراتيجية التنافس الشرس بالمصالح المشتركة.
الجنرال المهندس إبراهيم جابر بعد أقل من أربع سنوات بزغ نجمه وأصبح حديث المجالس وارتكن للصمت، واختاره الجنرال البرهان ليكون ممسكاً ببعض ملفات الاقتصاد والعلاقات الدولية التي تحتاج لهندسة إجرائية بمعية السفير دفع الله الحاج موسى.. وأبرز الملفات كانت اللجنة الوطنية العليا للتعامل مع الأمم المتحدة بالإضافة إلى مهام أخرى غير معلنة.
يذكر أن السفير دفع الله الحاج علي قد التحق بوزارة الخارجية في عام 1980م، وعمل دبلوماسياً في سفارات السودان في عدة دول من بينها البعثة الدائمة في جنيف والبعثة الدائمة في نيويورك، بجانب عمله سفيراً ومندوباً دائماً لبعثة السودان لدى الأمم المتحدة بنيويورك، مما جعله الأكثر تأهيلاً لهذا الملف، وقد أثار شهية العسكريين بالسيرة الذاتية، ويرى المراقبون أن يتولى دفع الله الحاج مع الجنرال ابراهيم جابر هندسة العلاقات الدولية كأمر مؤسسى.
وسائل ومسارات
ويرى المراقبون أن الجنرال البرهان بدا أخيراً أكثر اقتناعاً بأهمية القرار المؤسسي، لتكون كل القرارات مدروسة من قبل ذوي الاختصاص والخبرة، وهذا يعطي ضمانات ببناء مجتمع مؤسسات ودولة قوية، دولة مؤسسات تملك عناصر القوة، فقوة الدولة ليست بالسلاح بل بالتخطيط السليم من قبل تلك المؤسسات والابتعاد عن الأفعال الآنية، وحينما يكون هناك محل لقرار فإنه بالتداعي لا بد أن تكون هناك نتيجةً ينبغي إنجازها ووسائل ومسارات للوصول إلى هذه النتيجة (مسار فعل يختاره المقرر باعتباره أنسب وسيلة متاحة أمامه لإنجاز الهدف أو الأهداف التي يبتغيها، أي لحل المشكلة التي تشغله)، ولذلك يؤكد المراقبون صحة الاتجاه الأخير الذي بدأ يتعاطى به البرهان مع الملفات.
عودة الأجهزة
وقال كبير مفاوضي جماعة الحوثي اليمنية محمد عبد السلام في (تغريدة) عبر (تويتر) يوم الجمعة الماضية إن المنطقة بحاجة إلى استئناف (العلاقات الطبيعية) بين دولها، وذلك بعد الإعلان عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وطهران، فقد كلف الجنرال أجهزته بالاتصال بالحوثى الذي درس في الجامعات السودانية وقد تم استدعاء الضباط، وبدأت اتصالات مكثفة للدخول في مرحلة جديدة وطي صفحات الماضي.
التنافس الشرس
ووفقاً لوكالة (أسوشيتد برس) فقد نفت الصين يوم السبت الماضي أن تكون لديها أهداف خفية أو أية نية لملء أي (فراغ) في الشرق الأوسط، بعد استضافتها للمحادثات التي أفضت لاتفاق السعودية وإيران على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وهو ما يؤكد أن الصين تتفهم تماماً الدور الأمريكى وأنها لا تسعى لخلاف أو صدام، فهي تثق في قوتها الناعمة ولا تريد ممارسة أي دور تنافسي سياسي.
ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية الإثنين الماضي الاتفاق الذي أُعلن عنه الجمعة الماضية بين المملكة العربية السعودية وإيران بوساطة صينية بـ (الأمر الجيد للغاية)، وستكون هذه التصريحات بوابة فريق العمل الجديد خاصة للعلاقات الأمريكية الصينية.. وتأرجحت بين الإيجابية والسلبية التنافسية الشديدة، والشك المتبادل أصبح سمة العلاقة لذلك، وتبنت كل دولة موقفاً حذراً تجاه الأخرى كخصم (محتمل)، لكنها في الوقت ذاته حافظت على شراكة اقتصادية قوية للغاية، وقد وصفها قادة العالم والأكاديميون بأنها أهم العلاقات الثنائية في العالم في القرن الحادي والعشرين.
ورقة البحر الأحمر
يضم البحر الأحمر دولاً وعدداً من المنظمات الإقليمية إلى جانب مجلس التعاون الخليجي، سيعمل المعنيتين بالأمن في البحر الأحمر، فقد أسند الملف إلى الجهازين للتنسيق. ويرى المراقبون أن نشاط الأجهزة سيؤدي إلى الشرعنة الإقليمية والدولية لعمل الجيش، والحصول على الدعم اللازم تجاه تحركاته في البحر الأحمر مما يجعل السودان يعود من جديد .. وقد كلف الجهازان باختيار ضباط على درجة عالية من التأهيل وستفتح الأكاديمية أبوابها لعدد من الاجتماعات بهذا الخصوص، وقد تم إعطاء الضوء الأخضر، ومن ضمن ذلك استشارة ضباط بالمعاش كانوا على دراية بهذا الملف.
الأمير عبد الرحمن في الواجهة
ساءت علاقة إيران بالسودان على إثر تأييد الأخير للعراق في حربه ضد إيران، ولم تتحسن هذه العلاقة إلا بعد الإطاحة بنظام حكم الرئيس جعفر النميري في أبريل 1985م، وبدأ الجليد يذوب بين إيران والسودان بعد تولي الصادق المهدي رئاسة الحكومة عقب انتخابات عام 1986م، وتكللت جهود البلدين بتطوير العلاقات بينهما بزيارة المهدي لطهران التي كان من نتائجها عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين، ومنذ ذلك التوقيت ظل المهدي على علاقة طيبة مع آية الله ، وتفكر الدوائر الضيقة من البرهان في اصطياد عصفورين بحجر واحد، حيث تتم مناقشة ملف إيران، وربما يتم استدعاء عبد الرحمن الصادق ليقود زيارة غير معلنة، ويعتقد مراقبون أن هذا التفكير ربما يضرب عصفورين بحجر واحد، وهو أن يلعب عبد الرحمن دوراً داخلياً وخارجياً.

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp التنافس الشرس.. عودة المؤسسية.. وفتح الملفات الشائكة





المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى