الأمل في الله ثم في الشارع
وضح تماما بما لا يدع مجالا للشك أن الحرب كل الحرب الدائرة في السودان الآن لا يحركها سوى مجموعة تتصدر المشهد لا علاقة للشارع بها.
كل هذا الصراع القائم لو كان وجد دعما شعبيا لتحولت البلد إلى رماد.
مر الأسبوع الثالث على الصراع بين الفريق البرهان والفريق حميدتي، وليس ثمة ردة فعل من الشارع سوى المشاهدة.
المشاهدة عبر قناتي (العربية) و(الجزيرة) أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
بعد مرور كل هذه الأيام لا أحد شارك في هذه الحرب سواء مع هذا الطرف أو ذاك.
بقيت كارثة بعد كارثة هذه الحرب، وهي أن تقف جهة خارجية مع طرف دون طرف، فوقتها سوف تحصل الطامة الكبرى التي لا تبقي ولا تذر.
فكلما طالت هذه الحرب كلما جعلت هذا الاحتمال ممكنا.
احتمال التدخل الخارجي.
وقبل أن يتدخل هذا الطرف الخارجي لا بد أن يتدخل الشارع لحسم هذه الحرب من جهة، ولحسم التدخل الخارجي من جهة أخرى.
فغير مستبعد إطلاقا أن طرفا تعارك مع طرف آخر من أجل السلطة، ومن أجل أن يكون هو وحده من يتسيد الموقف ليس مستبعد إطلاقا أن يستعين بأي طرف خارجي ليدعم موقفه.
إذا لم يتدخل الشارع ويحسم هذه الحرب سوف تتدخل مباشرة الأطراف الخارجية سواء مع الفريق البرهان أو مع الفريق حميدتي، وحينها سوف تنتقل المعركة من إمكانيات الفريقين إلى إمكانيات الأطراف الخارجية، وحينها لن يجد الشارع شيئا يتفرج عليه؛ لأنه سوف يجد الوطن تحول إلى رماد.
لا يكفي أن يتفرج الشارع على الحرب الآن بين الفريقين؛ لأنه إذا ظل على تفرجه، ولم يحسم الحرب، فسوف تتدخل الأطراف الخارجية.
لا سيرة لأي مكون آخر في الساحة سوى الشارع، فلا الساسة لهم قدرة يحسمون به هذه الحرب، فإن كان لهؤلاء الساسة قدرة لما تركوا هذه الحرب تنشأ من الأساس.
ولا سيرة لأي مكون آخر يمكن أن يحسم هذه الحرب سوى الشارع.
الفريق البرهان والفريق حميدتي أمامهما خياران بعد فشل كل واحد منهما بعد عشرين يوما من حسم المعركة.
خيار يعني أن السودان ولد من جديد، وهو أن يتبنى الشارع حسم الحرب.
وخيار يعني أن السودان راح في خبر كان، وهو أن تتبنى الأطراف الخارجية دعم طرف على طرف، فحينها – لا قدر الله – سوف لن نجد وطنا نتعارك عليه.