افهموها بقى…!
خاص ب (الإنتباهة)
السيد عبد الله خليل رئيس الوزراء السوداني ارسل وزير خارجيته السيد محمد أحمد المحجوب لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر على خلفية دخول وحدة من الجيش المصري لمنطقة حلايب .
و لعل ذلك كان في أواخر خمسينيات القرن الماضي ليستوضح الرأي المصري الرسمي و لينقل له احتجاج السودان على هذا الاعتداء .
اتفق عبد الله خليل مع المحجوب على كلمة سر أو جملة السر الآتية ….
إذا لم يجد تجاوبا من عبد الناصر لسحب جيشه فعلى المحجوب أن (يرفع السماعة) على السيد عبد الله خليل ويقول له جملة
(الأمور ماشة كويس) !
وقد كان …
فعندما بدأ عبد الناصر في تسويف وتسويق الوعود بحل الأشكال القائم
فما كان من المحجوب إلا أن إستأذن و بأدب جم ولباقة انه يريد استخدام التلفون ليكلم الخرطوم
فكان له ما اراد
ولم يزد على تلك الجملة المتفق عليها ثم وضع سماعة الهاتف منهيا المحادثة !
وسط إنفراج اسارير وجوه عبد الناصر ومن معه ظنا منهم أنهم نجحوا في خداع المحجوب وأنه سيتولى طمأنت رئيس الوزراء.!
ولكن ….
ما لم يفهمه عبد الناصر يومها ومن معه هو أن عبارة (الأمور ماشة كويس) كانت تعني دخول الجيش السوداني إلى منطقة حلايب ! الشئ الذي ارغم جيش عبد الناصر إلى الانسحاب
و لعل هذه الرواية وردت في كتاب (خريف الفرح) للراحل عبد الرحمن مختار لو لم تخونني الذاكرة أورد فيه الكثير من دهاء الساسة السودانيين وثقلهم القومي والعربي حينذاك وذكر للراحل حسين الهندي الكثير من المواقف المليئة بالدهاء والذكاء و الوطنية
(فاااا)….
الجماعة المعارضين وزعلانين خااالس من موضوع الهدنة المتوقعة أن تبدا اليوم مساءا التاسعة وخمسة وأربعين دقيقة بتوقيت الخرطوم
عليهم أن
(يختو في بطونكم بطيخة صيفي)
فقد يكون ما بين غرفة العمليات و وفد القوات المسلحة ب (جدة) كالذي كان بين عبد الله خليل والمحجوب
و الكلام منه …
الواضح البين لفظا ومعنى
ومنه ما يكون….
بغمزة العين وعضة الشلوفة
خاصة….
إذا وجد العسكري نفسه مرغما أن يمارس الدبلوماسية قسرا
(فاهمني يا سطى)؟