اسحق بابكر يكتب: هذه هي الدولة التي نعرف
اسحق بابكر
الدولة في القاموس السياسي هي هيكلة لمجموعة من الناس= علي اختلاف سحناتهم ومعتقداتهم وقيمهم وموروثاتهم = جمعتهم ارض وفضاء ،توثقهم هذه الموروثات اذا اتحدت او تقاربت .وتشتتهم اذا تضاربت
اذا اتحدت الموروثات كانت قوة النسيج الاجتماعي دون البحث عن رواتقه واذا تضاربت كان الفتق الذي يبحث عن الرتقِ. والشاهد علي ذلك السودان اليوم .لخطإ عاشه قادة الاستقلال فرحين بخروج المستعمر دون النظر في استراتيجية المستعمر فيهم.ونحن الآن تراكمات أخطاء منذ المناطق المقفولة ما بين السودان وجنوب السودان والتي اطرها مؤتمر جوبا الذي جعل جنوب السودان يتبع الي السودان دون كل الروابط .ليأتي بتمرد ١٩٥٥م ولم يكن السودان قد رفع علمه علي ساريته ليكون حراً مستقلاً .وقتها كان يمكن لساسة الاستقلال معالجة الأمر بنظام سياسي يوفق بين الشطرين .في حكم كونفدرالي .فكيف لانسان لا يوجد بينك وبينه ابسط عوامل القومية او صناعتها حتي ان يكون معك في قطر واحد .هذا التشتت الذي حدث اخترق المناطق التي لا يمكن ام يحدث فيها فاحدثها .فظهرت الاثنية ثقافة انشطرت منها ثقافة الهامش والتهميش اللتان مزقتا الدولة .اذا كانت الدولة ارض وشعب وفضاء فهذا فهم مغلوط
فالدولة نظام أُتفق علي ثوابته وصيغت هذه الثوابت في قيّم وطنية عززها دستور تراقبه محكمة دستورية مستقلة لا يُعين قضاتها من رئيس منتخب ليكون له الأمر في العزل والتعين إنما يأتي قضاتها من مؤسسة القضاء المستقل كي لا يجامل حاكماً في اتخاذ قرارٍ مخالفٍ لما ينص عليه الدستور فحصانة الدولة ليست بيد الحاكم إنما بنص دستورها.هذه هي الدولة التي اعرف وهذا هو الاستقرار الذي انشد .بها تحد الحريات وتضبط السلوكيات وتنتظر المؤسسات.ان لم يوجد هذا السجل لنرجع اليه متي ما تشاكل الأمر لن نصل الي بر الأمان وان تعددت حركاتنا المسلحة وبلغت عنان السماء.
أما الاحزاب قبل العضوية فهي دساتير والدستور .هو ضابط العمل الحزبي علي المستويين.مستوي العضوية ومستوي اعتماد الدولة للحرب لممارسة نشاطه.وما أكثرها اليوم اسماءً وما اقلها اليوم دستوراً .سودان اليوم ليس سودان ١٩٥٦م.سودان اليوم علم أرسلته السوشل ميديا وأراك فتحته القنوات الاعلامية التي تعددت وتكاثرت وحجب الحقائق أصبح ان لم يكن مستحيلًا صار مستحيلاً ومناقشة القضايا علي هذا الوعي وتلك المعلومات المتناثرة علي الطرقات هو الذي يوصل الي الحلول السياسية التي تُأطر الاستقرار والذي هو أساس التنمية والنماء
نعم هنالك دول مصنوعة صناعة.تجمع مواطنوها من كل حدب وصوب.ودفعت ثمناً ثميناً لتصبح دولة.ابادات عرقية طرد لاصحاب الأرض طغيان علي ما هو موجود اصلاً .الا انها اكتشفت في الاخير ان القانون هو الذي يجب أن يحكم فكان الثبات علي النص القانوني والزاميته وحجيته رغم الظلم الذي يشيبه حتي اليوم