اسعار العملات

أين الطرف الرابع؟


الطرف الأول:

الفلول.
الطرف الثاني:
سياسة الفريق البرهان.
الطرف الثالث:
قوى الحرية والتغيير.
فقد جرب السودان كل هذه الأطراف بما فيه الكفاية وأكثر، فلم يحصد معها هذا البلد المكلوم سوى على الكوارث.
لم تعمل سوى أنها أشعلت الأزمة، فكل طرف من هذه الأطراف لا يرجى.منه أن يصوب خطأه كما لا يمكن أن يزيل كل الكوارث التي أحدثها بدءا بالعمل على انحراف خط الثورة.
ثم ببروز العجز التام عن أي اتفاق يفضي لإدارة الفترة الانتقالية.
ثم التسبب في إشعال حرب لا أحد مستفيد منها سوى العدو.
من أين يأتي الطرف الرابع لكي يوقف كل هذه الأطراف الثلاثة التي غرقت في الفشل والعجز؟
هناك جهتان فقط لا ثالث لهما يمكن أن يخرج منهما هذا الطرف الرابع.
الجهة الأولى:
هي الجيش بحيث تبرز من رحمه قيادة تعي كل الأزمات التي وقع فيها الجيش على يد الفريق البرهان سواء كانت تلك الأزمات الخاصة بإدارة الجيش أو تلك الأزمات الخاصة بتعامل الجيش مع القوى المدنية.
فما يخص إدارة الجيش سيعمل الطرف الرابع على حفظ وحدة الجيش وعلى عدم إشراك أي جهة أخرى مهما كانت في أداء مهام الجيش.
وكذلك تعامله مع القوى المدنية، فلا يسمح بأن يتدخل الجيش إطلاقا في صراع القوى المدنية بل يتعامل مع هذه القوى باعتباره هو من يحميها ومن يحرسها.
ويعمل على تقارب المختلف منها لا يعمل على الاستفادة أو استغلال هذا المختلف.
كما يسعى لأن يوفر لها المناخ لأداء مهامها لا أن يخطط في أن يحل محلها.
الجهة الثانية هي:
التي يمكن أن تمثل كذلك طرفا رابعا من أجل أن توقف كل الكوارث التي تسببت فيها هذه الأطراف الثلاثة هو أن يخرج من هذا الشعب من يحفظ البلد، فقد جاء في المثل الشعبي (إن الجمرة بتحرق الواطيها ) فأكثر جهة تأثرت بكوارث الأطراف الثلاثة هو هذا الشعب، فمن يخرج منه بإخلاص وأمانة، فسوف يعمل على إعطاء الجيش حقه كاملا دون نقصان كما أنه يوقف كل جهة تريد أن تستثمر في أهداف الثورة لصالحها أو في القضايا التي تتعلق بالثوار حيث يعمل على محاكمة كل من أجرم وقتل وعطل وشرد وسرق ونهب.
إذن الطرف الرابع سواء خرج من رحم جيشنا الوطني أو من رحم الشعب أو منهما معا ففي هاتين الحالتين فقط يمكن إيقاف كل الكوارث التي أحدثتها الأطراف الثلاث.
هذه الكوارث التي تسبب فيها كل واحد من هذه الأطراف على حده أو كان طرفا مشتركا ومتعاونا مع طرف من الأطراف الثلاثة.
فقد أثبتت هذه السنوات الأربع التي أعقبت ثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م أن كل هذه الأطراف الثلاثة لا تصلح أن تقود البلد سواء متفرقة أو مجتمعة في أي مرحلة من مراحله القادمة.
إذا لم يخرج لنا من الجيش او من الشعب من يوقف نزيف هذا الوطن، فليتأكد الجميع أن أي محاولة أخرى لخوض أي تجربة من الأطراف الثلاث لن يكون مصيرها سوى مزيدا من الجراحات ومزيدا من التضحيات والكوارث على هذا الوطن الصابر المعطاء.
فإذا لم يخرج الجيش من صلبه من يحمي جيشه وبلده، فلا يلومن إلا نفسه إذ أن بعد تجربة الفريق البرهان اتضحت كل ملامح الأزمة.
وكذلك إذا لم يخرج من الشعب من يوقف هذه السخافات التي ظهرت بها قوى الحرية والتغيير، فلا يلومن أحدا إذا ظلت هذه القوى تعبث بفصول المسرح  السياسي.
فإن خرج من الجيش من يقوم بواجبه بحق، فسوف يختفي الفلول حتى دون محاربتهم.
وكذلك إذا خرج من الشعب من يمثله بحق لا يريد عبره مصلحة أو انتقاما فهو كذلك ستختفي معه قوى الحرية والتغيير دون أن يأمرها أحد بالابتعاد.
فالحل الوحيد لكل هذه الكوارث والتي حدثت والتي انتهت بحرب تأكل في أبناء البلد من الجهتين إلا بإيجاد بدائل لما هو موجود سواء من قادة الجيش أو من أفراد الشعب فحينئذ وحينئذ فقط سيسير السودان إلى الأمام حتى وإن ظهر هذا السير بطيئا إلا أنه سيوقف هذه السرعة المتناهية التي تسير به إلى الوراء.

1669117478_300_العدل-والمساواة-لسنا-طرفا-في-الحوار-السري-والجهري-بين-المكون.webp أين الطرف الرابع؟



المصدر من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى