أما آن لكم أن تعتذروا وتعتزلوا ؟
الزين عبد الرحمن محمد أحمد
بعد مخاض عسير و مناكفات وتحالفات وإصطفافات خرج الإتفاق الإطاري ورأى النور وبورك من الوساطة الأفريقية والأممية ودول (الترويكا) جميعهم إتفقوا بأنه هو المخرج لإنهاء الفترة الإنتقالية والإيفاء بمتطلباتها في الحرية والسلام والعدالة وجددوا عهدهم بـأنهم سوف يقفون مع السودان لإنجاز مهام الإنتقال بالعون المادي والمعنوي لتجاوز أزمته السياسية الراهنة .إذا كان هؤلاء مؤيدين وحريصين على أن لا ينزلق السودان إلى مهاوي الحرب الأهلية والتي تبدوا نذرها بائنة فما بال بعض القوى السياسية السودانية معارضة لهذا الإتفاق على قمة المعارضون الحزب الشيوعي السوداني الذي تتربع على قيادته من أفنوا العمر في المجابهات ومعارضة الأنظمة المختلفة و من كثرة إفتتانهم بالمعارضة أصبحوا لا يعجبهم أي شيء كل طرح معارضين له سواءً كان صواباً أو خطأ، عارضوا الشراكة المدنية العسكرية بدعوى أن تكون السلطة للمدنيين كاملة دون النظر للقوات المسلحة بإعتبار كان لها دور أساسي في التغيير الديسمبري والثورة المجيدة( شهادة للتاريخ لولا القوات المسلحة وإنحيازها لجموع الشعب لحدثت مذبحة كبرى والآن أباطرة العنف والكراهية يأسفون كيف كان التفريط في ضياع دولة التوجه الحضاري ) وقد بدأوا في ذلك بالتحريض على قتل الثلثين وتحركت كتائبهم ولكن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع كانت في الموعد وأبطلت ما كانوا يأفكون .
فالحزب الشيوعي مثلاً في كثير الأحيان عندما تكون المظاهرات التي يقوم بها الشباب حاشدة تراهم يرتعدون ويتوجسون ويغتاظون ويظهرون حقدهم بأن الحرية والتغيير تريد أن تتكسب وراء تلك المظاهرات؟ فأحزاب الحرية والتغيير وإن استثنينا بعضها أحزاب لا وزن لها وتأثير في الساحة السياسية فهي أحزاب صغيرة .
وبعدما أعلن محمد حمدان دقلو في مؤتمر صحفي موقفه من الإتفاق الإطاري من الألف للياء وصرح أنه موافق على دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة وغيرها من البنود إنهالت عليه أقلام المرجفين بأنه كان صنيعة الإنقاذ وكان يدها الباطشة لمواجهة الحركات المتمردة . وكان ما كان منه ! إن يكن ذلك كذلك فماذا تريدون أنتم منه؟ وما أغاظكم في موقفه؟ لقد إتخذ الرجل الجانب الصواب مثلما إختار ذلك أيام الثورة الأولى ،( فيها أيه) لو أن الرجل إعتذر عن أن ما قاموا به كان إنقلاب وأنهم نادمون على ذلك ) وأنتم حكمتونا ثلاثة عقود لم يبد منكم أحد إعتذاراً على الجرائم التي لا تحصى والفساد والشاهقات والبيوتات الفخمة والعيشة الهنية و وو…..
لقد سئم الشعب من إختلافات الأحزاب ومناوراتها وسئم الشباب من كثرة التظاهر وأصبح أغلب الشعب متفرج على مارثون المظاهرات الذي لا ينتهي. لا غالب فيه ولا مغلوب .
بعيداً عن السياسة والأحزاب ووجع القلب دعونا نركن ونرتاح على لحن طريب والخدود الشاربة من لون الشفق عند المغارب ديل خدودك.. سيدي سيد الناس
الغروب بسألني منك وأمسياتنا في شوق إليك
الطيورالراحلة في ضل المساء بتسأل عليك ، الرمال الناعمة مشتاقة لمشيك
أنا دائماً ما أكون عاشق للوطن ولهن …